اقلاع ناحية الطار نحو الانقراض

يستعد اهالي ناحية الطار التابعة الى محافظة ذي وقار الموقرة الى مجابهة حدثين مهمين.

الاول هو اقامة صلاة اللعنة على وزير الصحة العوراقي وجميع اعضاء مجلس الوزراء المعنيين بالخدمات في المحافظة يتلوها بعد ذلك الاستعداد للانقراض.

وكان اهالي الناحية قد تبرعوا بكل ممتلكاتهم وهي لاتتعدى بعض الحصران و”حلانات” التمر وبعض الثياب البالية واكثر من ٢٠ زولية،مو كاشان طبعا، الى اهالي القرى المجاورة.

وقد اقيم بهذه المناسبة حفل صاخب اشترك فيه الجميع.

النسوة يطبخن وهن يهلهلن فرحا بالتخلص من هذه “العيشة الكشرة”بينما الح الاولاد على ابائهم بالسؤال عن وجود مدارس واطباء في مكانهم الجديد.

ومن جانبهم ناقش الرجال باعتبارهم قوامون على النساء جميع تفاصيل الانتقال الى العالم الاخر بعد الانقراض.

وكان من ضمن ما ناقشوه التاكيد على الالمام بكل تفاصيل مرض الجدري الذي قيل انه انقرض هو الاخر من العالم البعيد عنهم.

وبزفة لامثيل لها تم استقبال خطيب الجمعة في ضواحي المحافظة باقر المحمودي ليؤم بالقوم حيث ستكون الصلاة الاخيرة لهم قبل الانقراض.

واشترط القوم ان تكون خطبة المحمودي مقتصرة على لعن وزير الصحة ومن لف لفه اولا بعيدا عن الكليشيهات المعروفة في الخطب الدينية يليه في اللعنة وزير البيئة،هو شنو اسمه صحيح؟،ثم وزارة البلديات وواضع ميزانية الدولة.

وسمع القوم احد الشباب وهو يقول للشيخ المحمودي:ياشيخنا الجليل انت تعرف ان ناحيتنا لاتختلف في فقرها عن بقية النواحي المنتشرة في اغنى بلد بالشرق الاوسط وقبلنا بذلك آملين ان تزول هذه الغمة ولكن ان يصاب اطفالنا بمرض الجدري وهو المرض الذي وضعوه في المتحف منذ سنوات طويلة مع أمراض الحمى والأنفلونزا والأمراض الجلدية ولم يقتصر الامر على ذلك وإنما انتشار الامراض بين المواشي بات واضحا ويوميا نسجل موت اكثر من 20 حالة وفيات من الابقار حيث ان الشهر السابق سجل موت اكثر من 270 بقرة و 200 من الاغنام والماعز والجاموس .

اما سكوت من يهمه الامر عن ذلك فهذا ما لانقبل به ولهذا نريد منك ياشيخنا الجليل ان تدخل في صلاتنا كل اللعنات على وزارات الصحة والبيئة والزراعة وتصب عليهم كل ماأنزل الله به من غضب على اللصوص والمرتزقة.

ومن باب الصدف ان ولدين من اولاد الشيخ المحمودي قد اصيبا قبل اسابيع بمرض الجدري ولهذا كان متحمسا لاعداد خطبته عن الجدري يليها صلاة اللعنة على من يهمه الامر ثم الاستعداد للانتقال الى العالم الاخر.

نقطة نظام:ناحية الطار مثل اية ناحية في محافظات “القطر”الشقيق مبتلاة بالفقر والمرض والخيبة من هذه الحكومة “الرشيدة” فعدا ملوحة وتلوث الماء وجفاف الاهوار وانتشار الامراض الجلدية فان البيوت التي يسكنونها من القصب لا تصلح للحيوان رغم انهم يحملون الجنسية العراقية !

لم يستطع مدير الناحية الاشتراك في فعاليات الاهالي بدعوى انه مشغول بالترشيح الى عضوية مجلس المحافظة ولكنه كان يشعر بالالم والغصة لكون اصوات اهالي ناحيته ستكون غائبة بسبب انقراضهم.

ومن السخرية ان يأتي بعض المرشحين ليقولوا للاهالي هناك انهم على استعداد لأعادة الحياة الى الابقار الميتة وقالوا كذلك انهم يعرفون ان سكان هذه الناحية قد عانوا كثيرا في الزمن السابق بدءا من تجفيف الاهوار والمطاردة والاعتقالات والموت والدفن في المقابر الجماعية

فاصل حزورة :أفاد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي بأن بعض التشريعات والإجراءات الروتينية تحول دون إصدار جوازات السفر عبر الانترنت، واصفاً آلية إصدار هوية الأحوال المدينة المعمول بها حالياً بـ”المتخلفة”.

من هو المتخلف؟تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.