اغتصاب حلال مدعوم بفقهاء الفتاوي

ايلاف

الاغتصاب الحلال:

 استوقفني عدد من العناوين الاخبارية التي ظهرت مؤخرا في موقع ايلاف ومقال للكاتبة السيدة احلام أكرم. القاسم المشترك بين العناوين والمقال هو موضوع الاغتصاب والانتهاك الصارخ للمرأة والطفلة. لننظر سريعا عل العناوين التي يمكن الرجوع لها وقراءتها في موقع ايلاف:

 شرطي لناجية من اغتصاب جماعي: “بتروحي التحرير ليه؟

 حالة اغتصاب في يوم واحد ومركز النديم يوثق ثلاث حالات

 اغتصاب أمّ في الستين في التحرير.. وشهادة إضافية لمتطوعة ضد التحرّش

 ناجية من اغتصاب جماعي: هذا ما فعلوه بي في التحرير

 طعن فتاة في المهبل بعد اغتصابها واستئصال رحم أخرى في ميدان التحرير

 داعية سلفي يبرر اغتصاب المصريات في التحرير: انهن صليبيات وارامل

 عندما تقرأ هذه العناوين والتفاصيل تشعر باشمئزاز وغضب شديدين على هذا الانتهاك الصارخ وتستنتج ان هناك سقوط وخلل أخلاقي كبير ومتجذر في المجتمعات العربية والثقافة الذكورية المتفشية في صفوف الشعوب الاسلامية التي تعتبر اغتصاب المرأة حقا من حقوق الرجل. والمؤلم ان بعض من يلتحفون بغطاء الاسلام يبررون الاغتصاب ويدافعون عنه ومن يتجرأ ان ينتقد هذا السلوك المشين الغير انساني يعتبروه عدوا للاسلام وكارها للاسلام والمسلمين. بعبارة اخرى عليك ان توافق على اغتصاب النساء لأنه حلال من وجهة نظر تجار الفتاوي والدعاة المنحرفين دماغيا واذا لم توافق وتنتقد فانك عدو للدين.

 مقالة السيدة أحلام أكرم:

 وهذا يجلبني لمقالة الاستاذة احلام أكرم تحت عنوان:

 “قوانين دينية برأت قاتل إبنته الطفله بعد إغتصابها” الخميس 7 فبراير

 جلب المقال العديد من التعليقات وغالبيتها تهاجم الكاتبة وتتهمها بالعداء للاسلام والمسلمين وكارهة للاسلام. هذا الاتهام باطل وغير صحيح بل هو ظلم وتجني على سيدة ناشطة في مجال حقوق الانسان وحقوق المرأة على الأخص. ولأنها تناولت الموضوع بصراحة وبجرأة تعرضت لهجوم من قبل البعض الذين اتهموها بالعداء للاسلام. الحقيقة ان الكاتبة ادانت السلوك الوحشي لرجل دين داعية انتهك ابنته الطفلة شر انتهاك. لو قام بهذا العمل المشين رجل أمي جاهل لقلنا ان جهله وانعدام ثقافته دعته لهذا السلوك الذي لا ترتكبه الحيوانات. ولكن عندما يأتي رجل دين منافق ويقوم بتنفيذ هذه الجريمة ويحاول التنصل من جريمته بالاستناد الى تفسيرات مشبوهة يرافقها تواطؤ من السلطات الحكومية المسؤولة فهذه هي الطامة الكبرى. والسؤال الهام ما العيب ان تأتي كاتبة وتفضح الدجل والكذب والنفاق والجريمة التي يرتكبها رجل دين بحق طفلة بريئة.

 علينا ان نتقدم بالشكر والتقدير للسيدة الكاتبة التي امتلكت الشجاعة للخوض في موضوع شائك لفضح نفاق سماسرة الفتاوي. السيدة أكرم لا تعادي الاسلام ولا تكره الاسلام بل هي ضد السلوك القبيح لبعض الاسلاميين المعاصرين. ولا يوجد أدنى شك ان هناك ملايين من المسلمين العقلانيين العلمانيين وغير العلمانيين يدينون بأقسى العبارات افعال واقوال تجار الفتاوي ودعاة الكره والتحريض من منابر الاعلام الفضائي او الانترنيت او المساجد. هؤلاء لا يمثلوا الاسلام الحقيقي بل الاسلام المعاصر المتطرف الذي يسمح لاغبياء وجهلة ان يتحدثوا باسم الاسلام ويشوهوا صورة الاسلام الحقيقية. في هذا العصر يستطيع كل من هب ودب ان يصدر فتاوي سخيفة وتحريضية وفاضحة لا تليق برجل دين.

 داعية يبرر اغتصاب النساء في ميدان التحرير:

 هل الداعية السلفي الذي يبرر اغتصاب المصريات في التحرير “انهن صليبيات أو وأرامل” يمثل الاسلام والمسلمين؟ هل هذا الكلام لا ئق برجل دين محسوب على الأمة الاسلامية.

 ولا يزال هذا النذل حر طليق ينشر سمومه على الملأ دون حساب او عقاب. لنقرأ التقرير التالي الذي ظهر في موقع ايلاف 8 فبراير:

 “انتشر على موقع يوتيوب مقطع فيديو للداعية السلفي أحمد محمود عبدالله، الشهير بـ”أبو إسلام”، مالك قناة “الأمة” الخاصة، يبرر فيه اغتصاب النساء في ميدان التحرير بأنهن إما “صليبيات” أو “أرامل”.

 وأضاف: “تسعة أعشارهن صليبيات، والعشر “روتاري” و”ليونز” وأرامل ما لهمش حد يلمهم أو يخافوا منه أو يختشوا”. ووجه “أبو إسلام” نقدًا لاذعًا للناشطات السياسيات اللواتي يتواجدن في ميدان التحرير مطالبات برحيل النظام بأنهن يذهبن للتحرير لكي يتم اغتصابهن متنازلات عن أنوثتهن.

 وقال إنهن نساء عاريات سافرات “رايحين علشان يُغتصبوا”، ووصفهن حين يتكلمن بأنهن يصبحن كالـ”الغول”، يتكلمن “من دون حياء أو أدب أو خوف ولا حتى أنوثة”. وأضاف قائلاً إن المرأة منهن دائماً تكون “ناكشة شعرها مثل الشيطانة”، ووصفهن بأنهن “شياطين اسمهن نساء”.

 مشكلة الاسلام الحقيقية:

 اين ادانات الأزهر وقادة الاخوان المسلمون؟ لماذ تسكت الدولة على المحرضين للعنف والكراهية باسم الدين؟

 بربكم هل هذه لغة رجل دين يمثل دين المحبة والتسامح والسلام وقبول الآخر والتعايش مع الآخر ام انها لغة ابله حاقد وجاهل ومحرض ومريض نفسيا؟ أين الاسلام الذي كرم المرأة؟ الاسلام ليس المشكلة بل زمرة المعتوهين المعاصرين هم المشكلة ويجب التصدي لهم وفضحهم.

 المحزن والمبكي ان الساحة العربية تعج بالجهلة والكذبة وعباقرة الغباء اللامحدود حيث تتضارب الفتاوي السخيفة مثل مضاجعة الزوجة الميتة وتفخيذ الطفلة وتبرير الاغتصاب والتحريض على الارهاب وقصص كثيرة لا مجال للخوض فيها في مقال واحد. هذه الخزعبلات السخيفة يتبادلها وعاظ وقصاصين يتاجروا بالخرافات وتجعل المسلمين موضع السخرية والتهكم في العالم. لذا لا غرابة ان معظم الناس ينفرون من الفتاوي ولا يأخذوها على محمل الجد. لسنا بحاجة الى رسوم دنماركية او افلام يوتيوب لتبث مواد مسيئة للاسلام. نحن نفعل ذلك بأنفسنا مجانا من خلال نشاطات اصحاب الفتاوي البائسة.

 لندن

About نهاد إسماعيل

كاتب عربي ليبرالي يعيش بلندن
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to اغتصاب حلال مدعوم بفقهاء الفتاوي

  1. س . السندي says:

    ماقل ودل … لكل من خلا من ضمير وعقل ؟

    ١: أللهم لانسألك رد القضاء في تونس ومصر وليبيا والعرق … بل نسألك أللطف فيه ؟

    ٢: أللهم نسألك أن تعطي أعداء الحضارة وألإنسانية من السلف والإخوان

    كل مايتمنونه لأعدائهم حسب الحديث والقرأن ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.