اسئلة الى اله القرآن

 القرآن كما يقول المسلمون انه كلام الله انزل من السماء عن طريق الوحي وملاك الرب جبريل الذي يوحي لمحمد بالكلام ، فيحفظه وينقله شفاها الى اتباعه لهدايتهم لدين الله. وقد احتوى القرآن سور عديدة وآيات تدور حول عبادة الله و وحدانيته وتدعو الى ترك عبادة الاوثان والشرك ، كما احتوى هذا الكتاب المقدس عند المسلمين تعليمات وشرائع و توصيات و تحريض على قتال المرتدين والمشركين وعبدة الاوثان وقتال اهل الكتاب من لايؤمن بالاسلام ولا يدفع الجزية وهو صاغر . ويحوي القرآن كلاما في الحكمة والموعظة الحسنة . ونعتبر نحن الدارسون للقرآن ان هذا كلاما متناقضا ومضطربا . نجد في نصوص القرآن الذي يفترض ان يكون كلاما قدسيا جميلا ، انه كلام متداخل في نصوصه ينتقل من موضوع الى آخر من غير ترتيب ولا تنسيق . و الاغرب ان الكتاب المقدس هذا يحوي من الاخطاء والمتناقضات والاقوال المتضادة ما يثير الانتباه ويشكك في مصداقيته انه كلام الهي . ولهذا نحن نحاور رب العالمين حول كتابه المقدس واقواله ، ونتسائل كيف يكون كتابا من خالق السماء و الارض الجماد و الاحياء ، الاله القدير الحكيم ويحوي هذا الكم من المتناقضات .
هل يُعقل ان رب الكون و خالق السماء والارض ينزل كتابا لهداية الناس اليه ولعبادته يكون كتابه هذا مليئا بالاخطاء والمتناقضات ؟
لماذا يجمع اله القرآن كل المتناقضات في كتابه ويرسخها بعقول اتباعه حتى يعتبروا الخطا هو الصح بعينه ، ويعوذوا بك منك ؟
كيف يا رب القرآن تغفر الذنوب وتقبل توبة التائبين وتكون شديد العقاب ؟
كيف تكون انت القهار والسلام في آن واحد ، كيف تكون الضار والنافع و الظاهر والباطن ، كيف تجمع المتناقضات بك وانت رب العرش العظيم ؟
لماذا تناقض نفسك في اقوالك وكتابك ، وتقول لا مبدل لكلماتك ، بينما تنسى ما قلته فيما بعد وتنقضه بنص آخر، وتخبرنا انك تبدل آية مكان آية وبنفس الكتاب ؟
انت تكره قتل النفس التي خلقتها ، وتقول من قتل نفسا فكانما قتل الناس جميعا ، ثم تامر بضرب الرقاب لمن لا يؤمن بك وبرسولك وانت ارحم الراحمين، و تقول لا اكراه في الدين ، ثم تعود لتأمر: قاتلوا الذين لا يؤمنون !! هل انت اله الحق ام اله المتناقضات ؟
توصي يا اله القرآن اتباعك ان جنحوا للسلم فاجنح لها ، ثم تغير كلامك واوامرك وتقول : لا تهنوا و تدعو الى السلم وانتم الاعلون !! الا ترسي لك على بر ؟
تنتقد من يقول : بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا . ثم لا تجد باسا في ان يتوارث اتباعك ما انزلت لهم من اقوال و اوامر وتعليمات من ابائهم واجدادهم . نقرأ كتبا وقصصا وروايات جميلة من تاليف البشر وعمالقة الادب و الشعر والرواية ، ونستمتع بها دون ان نحتاج لكتب المفسرين والقواميس والمعاجم لتفسير ما نقرأءه ، بينما انت العليم الحكيم الخبير ترسل كتابا غامضة كلماته ، مبهمة معانيه ، متناقضة اقواله ، متضاربة ومكررة اخباره . ونحتاج الى كتب المفسرين وعلماء اللغة والفقه و متخصصين في علوم القرآن لتوضيح المتشابه منه وتأويل الغامض فيه والتوفيق بين تناقضاته وما تضاد في معانيه و سوره حتى نفهم ما جاء به من كلام . فهل هذا كتاب مرسل منك ام تأليف وكيلك ورسولك البشري وشريكك في العلم والحُكم ؟
لماذا يا اله القرآن تأتي بآية للناس ثم تنسخها و تلغي حكمها ؟ ان كانت تلك غير صحيحة ، الم يكن من الافضل ان تأتي بخير منها من البداية ، بدلا من التصحيح والتبدليل و النسخ ؟ حتى لا يكون في كتابك المقدس متناقضات وناسخ ومنسوخ .
كيف تقول ان كتابك انزل بلسان عربي مبين ، وهو يحوي العشرات بل والمئات من الكلمات الاعجمية الغير عربية انتقيت من لغات ولهجات مختلفة ، تدل على ان كاتبها انسان يعيش بين البشر و يستمع الى لهجات ولغات مختلفة وتعوّد على استخدام بعض مصطلحاتها واستعملها في تأليف كتابك دون ان يدري . فهل انت صاحب القرآن ومؤلفه ام رسولك ؟
لماذا يا اله القرآن تنزل كتابك المقدس بلغة واحدة ، كيف سيفهم شعوب الارض قاطبة ما تريد ايصاله لهم ليسهل على جميع البشر ان يقرؤوه ويؤمنوا به وبك ؟ الست انت اله الناس اجمعين ؟ ايصعب عليك وانت القدير القوي ان تأتي بكتاب بلغات متعددة بنفس المعنى والمقصد كي تقرؤه كل شعوب الأرض كل بلغته وتفهمه وتقتنع به لتدخل في دينك افواجا ويصح قولك عندئذ انك خلقت الانس والجن ليعبدون . اليست رسالتك للعالم اجمع ؟ فلماذا تخص العرب وحدهم بكتاب بلغتهم فقط وتطلب من كل الناس العرب والعجم والهنود والصينيين والماليزيين على الارض ان يتبعوا كتابك المقدس الوحيد بلغة لا يفهمونها . وقد الغيت ونسخت كل كتبك المقدسة السابقة التوراة والانجيل واتهمت اصحابها بتحريفها وكفّرت اتباعها وخلقت العداوة والبغضاء فيما بينهم ، وجعلت قرآنك هو الكتاب المهيمن على كل الكتب التي ارسلتها سابقا . لماذا جعلت اتباع كتابك يوصلون رسالتك للعالم البعيد بالسيف والقتل و سفك الدماء والغزوات واستخدام العنف و نهب الغنائم وسبي النساء واحتلال اراض و استعباد شعوب كثيرة وسيلة لايصال رسالتك وكتابك لشعوب اخرى وادخالهم بالاسلام ؟
لقد جئت لنا بأيات السلم والكلام الجميل في مكة كي تهدي من تشاء الى دينك الجديد ، وتضل من تشاء . واستخدمت الحكمة والموعظة الحسنة معهم لاقناعهم ، فلم يصغ لك الكثير من الناس هناك رغم انهم اهل وعشيرة رسولك والمقربين منه . فما بالك نسخت كل كلامك الحكيم و الغيت الموعظة الحسنة ، و امرت بالقتال و قطع الرقاب لمن لا يطيع رسولك ولا يشهد ان محمدا رسول الله ؟ لماذا جئت بآية السيف التي نسخت كل كلام الحكمة والموعظة الحسنة ؟ وقلت لاتباعك : فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم . هل شعرت بالياس من قبول رسالتك سلما، فرضيت بالعنف وسيلة لتأديب الناس وادخالهم في دين رسولك عنوة ؟
الست انت ملك المحبة والسلام ؟ هل ندمت على ما قلته سابقا ونسخت بسطر واحد كل كلام السلام و الموعظة الحسنة ؟ هل تحب لغة القتل و تطرب لسماع صليل السيوف و رؤيةغبارالحرب وتستمتع بمشاهدة الخيول المغيرة و تطيب لك رائحة الدماء المسفوكة هل يُعقل هذا ايها الرحمن الرحيم ؟
ايصعب على خالق السموات والارض ان يأتي بكتاب لكل البشر واضح مبين يصلح لكل زمان ومكان ، يضمن فيه كل حقوق الانسان ذكرا و انثى ، صغيرا وكبيرا ، لا لبس و لا غموض فيه ، و لا يحوي كلاما مبتذلا رخيصا بسب فيه ابا لهب كأنه ند قوي له ، ويشبه اليهود بالقردة والخنازير ويصفهم بالحمير تارة و بالانعام بل اضل سبيلا تارة أخرى!!! هل تنزل ايها الاله الى هذا المستوى المتدني وانت الخالق المُهيب .
يارب الخلائق اجمعين ، لماذا مليارات البشر من خليقتك لم يسمع بك او لم يهتم لعبادتك ، بل فضل المليارات من البشر عبادة بعض الحيوانات والجمادات من مخلوقاتك كالبقر والشمس و القمر بدلا عنك ، ولم ترسل للهنود والبوذيين والسيخ في اسيا و واكلة لحوم البشر وعبدة الاوثان في افريقيا رسلا وانبياء لهدايتهم وهم يعدون بالمليارات من خليقتك؟
لماذا خدعت المسلمين وقلت لهم انك تسكن بيتا بناه نبي وهو لم يصل هذه الصحراء وهذه البلاد قط . يطوف عبادك المخدوعين حول بيت بني من حجر لا تسكنه سوى الاشباح، وكان بيتا للاصنام سابقا لهبل و زبانيته ، يكبرون و يحمدون ويصرخون لبيك الهم لبيك لا شريك لك لبيك، يصرخون قرب هذا البيت للبعل باعلى صوتهم ولا من مجيب.
لماذا تكلف الناس لسلب اموالهم بحجة حج البيت و خداع وجلب اؤلئك المساكين من كل بقاع العالم، ليسحب حكام تلك الدولة اموالهم و مدخراتهم كي تنزل في جيوبهم باسمك المقدس ، على أمل انك ستغفر لهم ذنوبهم قرب البيت الحرام . الست انت من قلت لهم اني اقرب اليكم من حبل الوريد ؟ ويصلون لك في منازلهم ومساجدهم في دولهم كل يوم خمس مرات ، فهل سلطتك في غفر الذنوب لا تمارسها الا في ارض الحجاز وقرب هذا البيت العتيق ؟ لتزداد اموال حكام المملكة ويربح تجارها المليارات من استيراد الاغنام من استراليا ونيوزيلندا باسعار رخيصة ، وبيعها للحجاج بأغلى الاسعار ليملئوا جيوبهم باموال الفقراء على امل ان تغفر ذنوبهم ؟ كما يربح اصحاب الفنادق والعقارات والبيوت الاغنياء امولا طائلة من ايجارات عقاراتهم للحجاج المساكين والفقراء . انها تجارة وسرقة اموال الناس باسم الله والدين ، وليست عبادة وغفران الذنوب ايها الاله . بامكانك ان تغفر ذنوب الخاطئ التائب وهو جالس يصلي لك في بيته ، بدلا من تحميله مشقة السفر و المصاريف الكبيرة التي يحتاجها اطفاله وعائلته اكثر من الاغنياء اصحاب القصور الفارهة في مملكة الحرمين .
لماذا لا ترد على صرخات اولئك المخدوعين الذين يطوفون بلا فائدة حول بيت الاصنام العتيق طالبين رحمتك ومغفرتك ولا يسمعون سوى صدى اصواتهم .
لقد قتل في باحة بيتك المئات من الحجاج بعاصفة هوجاء ذات مرة ، سقطت بسببها رافعة حديدية ضخمة كانت واقفة هناك ، فهرست لحوم الفقراء وتناثرت اشلائهم ودمائهم على ارضية حرمك الشريف، فاصبحوا هم الاضاحي بدلا من الاغنام التي يضحون بها كل عام ولم تتدخل لتحميهم بمعجزة وهم ضيوف بيتك . كما يموت تحت الاقدام من جراء التدافع والزحام المئات من زوارك وضيوفك كل عام من الشيوخ والنساء ، ولا من مغيث لهم ، رغم كونهم ضيوف الرحمن الرحيم وفي بيتك !
اما سبب وجود الشيطان مقيما هناك قرب قبر رسولك منذ مئات السنين، حيث يتدافع الحجيج لقذفه بجمرات سبع لقتله ، ولكنه لا زال صامدا لم يتأثر بها منذ اكثر من 1400 سنة ، فهذا سر لم اعرف تفسيره بعد . لا ادري ان كان قد مُنح الجنسية والاقامة الدائمة
اتمنى ان يهتدي المخدوعون بكتابك ورسولك الذي كان همه نكاح النساء و الطيب والغنائم . وقد استخدمك لتصلي عليه انت وملائكتك كل يوم.
فهل انت الرب الاله وهو الرسول ، ام انت الرسول و هو الرب المعبود اكثر منك . حيث يُستتاب من كفر بك وسب مقامك السامي ، لكن يقتل بلا استتابة كل من تجرا وسب الرسول وتجرأ على مقامه المحمود الذي وعدته .
وهل انت مؤلف القرآن ام هو من قام بالتأليف و وقع بالاخطاء والتناقضات ؟

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.