اذا كانت هاي مثل ذيج ،خوش مركة وخوش ديج

محمد الرديني

2012 / 7 / 16

البعض منكم يعرف ابو الطيب وكيف يستعمل رجليه للتصفيق حين يكون غاضبا، هذه هي عادته لسنوات خلت والبدايات كانت مع مفوض الامن ابو نوري الذ ي كان خبيرا باستعمال الفلقة.
امس صفق برجليه طويلا وكعادتي سألته عن السبب فلم يجب مباشرة بل انتظر احمرار قدميه ليقول لي بعد ذلك: والله يامحمد الدنيا تمشي بالمكلوب هالايام، تصور واحد من صحفيي جريدة الديلي ميل البريطانية كتب امس، ويبدو ما عنده لاشغل ولا عمل، تقريرا وبالارقام عن قيمة الدقيقة الواحدة التي يتقاضاها بالدولار عضو البرطمان العراقي.
وكان المسكين سعيدا حين طرح ارقاما حسبها ستهز العالم لأنها ،حسب قوله، فوق مستوى الاساطير.. فهو يقول مثلا ان عضو البرطمان يتقاضى اكثر من 1000 دولار عن الدقيقة الواحدة والتي لايحلم بها حتى بيل غيتس، ويؤكد هذا البطران (اكيد من جماعتنا ،مو محمد؟) ان النائب يشتغل 20 دقيقة بالعام وراتبه الشهري 90 ألف دولار.
ولكن بيني وبينك انا لم اصدق هذه الارقام ويوجد احتمالين(قل احتمالان حتى لايغضب استاذنا المخضرم جمعة اللامي) فاما ان هذا البريطاني به”رس” عراقي ومتعود على الكذب والمبالغة او انه مريض بمرض” عين الحسود بيها عود”، اذ كيف يعقل ان هذا النائب الذي يكدح بفمه (يعني يناقش) طيلة ايام السنة ويساهم في سن القوانين ومنها قوانين تتعلق بمستقبل الأرض الزرعية ومدى خصوبتها في الكونغو برازفيل والزام المواطنين باداء صلاة الاستسقاء تعويضا للمياه التي قطعتها سوريا وتركيا وايران(جاي دور السعودية في الصحراء) اضافة الى تعليمات نشرت بالجريدة الرسمية تتعلق في طريقة بيع الثلج في سوك مريدي بعد ان اشتكى المواطنون من شدة بياضها.
كيف يمكنه ان يكتب مثل هذه الترهات والاكاذيب على نواب انتخبهم الشعب بعد ان صبر طويلا على حرمانه من اعلاء صوته في ساحة ام البروم بالكاظمية.
لا محمد والانكى من هذا انه سطّر ارقاما اخرى ماندري من وين اخذها، اسمع شنو كتب:
نقطة نظام : ارجو ان يكون بعلمكم ان “ريوك” ابو الطيب في ايام الشباب كلاص عصير من الحاج زبالة ويتغدى كبة واحدة من سوك السراي وحين يسألوه المحبين في الليل :هل تعشيت فيقول متأففا تردوني آكل بعد هذه الوجبات الثقيلة.
ماعلينا حسد عيشة.. اسمع:
الراتب الاساسي للسيد النائب: 20 ألف دولار(صافي بدون مخصصات ساعات ومدة عمله شهريا دقيقتان ونصف أي ان الدقيقة تكلف الدولة 8 آلاف دولار).
مدة الخدمة بالوظيفة: 4 سنوات فقط (منها الاجازات في الفصل الاول والثاني والسادس عشر من الفصل التشريعي الخامس).
مخصصات حماية:60 ألف دولار في الشهر.
رواتب رجال الحماية (نصها بجيبه): 70 ألف دولار
مخصصات سائق: 3 آلاف دولار.
مخصصات سكن:20 ألف دولار.
مخصصات عناية بالحديقة:2 ألف دولار.
مخصصات صيانة البيت:2 ألف دولار شهريا.
مخصصات مناقشة قوانين متفرقة: 10 آلاف دولار.
مخصصات زوجية: 20 ألف دينار.
مخصصات سفر: 60 ألف دولار.
مخصصات راحة واستجمام (على بختكم ترى النائب يتعب هوايه باعتماد القوانين ودراستها خصوصا بالليل قرب ألكرادة داخل):30 ألف دولار.
مخصصات سفر (خصوصا الى دبي ولندن وبيروت ولندن ثم واشنطن وضواحيها):600 دولار لليلة الواحدة(رخيصة مو؟؟).
مخصصات الاقامة في فندق الرشيد والشيراتون في بغداد: 10 ألاف دولار(رغم ان الاقامة مجانية بشهادة مدراء هذه الفنادق).
الامتيازات: جواز سفر دبلوماسي له ولعائلته بدءا من ابنه الرضيع وحتى طالب الاعدادية،السفر بالخطوط الجوية العراقية مجانا، تناول وجبات الطعام مع الشاي مجانا في كافتيريا المجلس.
ويقول هذا الصحافي الانكليزي انه شاهد بأم عينه(انشاء الله تاكلها الدود) الكثير من النواب”يكطعون” ورود من حدائق المنطقة الخضراء ويحملوها معهم الى حيث ساعات الانس ليلا وتقديمها الى عابرة سبيل مثل مادلين طبر وغيرها.
لا ، محمد هذا الصحافي اكيد من السي آي آيه لأنه يريد ان يثير غضب الشعب بقوله ان معدل راتب الموظف الحكومي لايتعدى 600 دولار بالشهر.. معقولة، يعني هذا الموظف يتقاضى نص سنت عن كل دقيقة يقضيها في العمل؟؟.
لا عيني لا هذا اكيد مخابرات اسرائيلية او من جماعة الشقندحية اللي ماعدهم شغل ولا عمل.
فاصل طويل (سامحوني): الشعب الفنلندي شعب كافر وملحد ووطنهم مرتع للصوص والحرامية وبشهادة الكثيرين من اصحاب الفتاوى الذين أكدوا على ان حكومتهم سرقت تجربة “بيت مال المسلمين” وتجربة الزكاة (سموها الضريبة) واليوم سرقوا مضمون الآية الكريمة (وهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) وغيّروا مضمونها وطبقوها على نظام مخالفات السرعة في الشوارع العامة..تصوروا القانون يغرّم المخالف حسب وضعه المالي فاذا كان صاحب دخل محدود فيتم تقدير قيمة المخالفة على ضوء دخله واذا كان ثريا (مبسوط حسب اللهجة المصرية) فأن نفس المخالفة تتضاعف 4 أو 5 مرات.
لصوص، سرقوا منّا الآيات القرانية ليستعملوها في تفاصيل الحياة الدنيوية الزائلة.
ولا تنسون سنغافورة فحكومتها كافرة ايضا وملحدة فقد حرفت المقولة الاسلامية الشهيرة”النظافة من الايمان” وجعلت عقوبة كل من يرمي الفضلات في الشوارع غرامة الف دولار.
بلدان اخرى سرقت الكثير منّا ،حسبي الله ونعم الوكيل، فعلا اننا خير أمة اخرجت للناس.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.