إرهاب اليوم ؟؟؟ هل هو إنتقام من نكتة جونسون ؟؟؟؟

كانت بريطانيا وما زالت ُتعتبر من أفضل الدول, للمهاجر المسلم الذي يبحث عن لقمة عيش وكرامة, إفتقدهما في وطنه الأصلي …
ولكن هناك مؤشرات خطيرة, يجب الإنتباه لها تظهر بصورة يومية في الصحف, ُتبين التباعد بين ثقافة المجتمعين. البريطانية التي تركتز على الحقوق العالمية مبتعدة عن الدين. والمجتمع الإسلامي الذي يستقي ثقافته وكل ما يتصل بحياته من رجال الدين .. التباعد والخوف, أوصل البريطانيون للسأم من وجود الجالية المسلمة, حتى وإن كانت تحمل الجنسية البريطانية. وإصرارها وبتحدي في ذا ت الوقت على المغالاة في إظهار هويتها الدينية, حتى وإن تعارضت مع القيم البريطانية ..
ثلاثة أحداث حثتني على كتابة مقالتي هذه .. والمستندة في معظمها على بحثين مرتبطين ببعضهما, إرتباط الروح مع الجسد, قد يموت أحدهما في حالة الفصل .. خاصة لأولئك اللذين مثلي يحملون الجنسية البريطانية, وإستفادوا من قيم الديمقراطية المفقودة في عوالمنا العربية … الخطر الذي يواجه البريطانيون المسلمون في بريطانيا .. يقابلة الخطر المستقبلي الذي يواجه بريطانيا من الجاليات المسلمة. الفرق أن البريطاني المسلم سيموت إن ُاجبر على العودة .. ولكن بريطانيا ستعيش …
سأبدأ في التسلسل التاريخي للقدوم الإسلامي .
في سرد تاريخي لوجود المسلمين في بريطانيا, تقول المدونة البريطانية انه في عام 1641 ظهرت وثيقة تشير إلى إكتشاف وجود ‘طائفة المحمديين’ في لندن . بعدها بثمان سنوات أي في عام 1649 ظهرت أول ترجمة إنجليزية للقرآن الكريم، أعدها أليكسندر روس. بعدها إستمرت هجرات المسلمين إلى بريطانيا, ووصلت أكبر مجموعة من المسلمين الهنود في عام ، 1709…


اليوم وفي عام 2018 , الساحة الإسلامية في بريطانيا تضم خليطا من الجنسيات آسيويين وعرب وأفارقة وجنسيات أخرى، تتمتع بمساحة عريضة من الحريات. والحكومة البريطانية ملزمة قانونا بحماية هذه الحريات, بما فيها ممارسة شعائر دينها، وحقها في بناء المساجد وإنشاء المراكز الإسلامية بكل أشكالها .. ومواقعها ..
هناك اليوم نحو1500 مسجد مع توابعهم من المؤسسات التربوية والجعيات الخيرية ، والعشرات من المراكز الإسلامية ومراكز الأبحاث والمدارس والجامعات مثل الجامعة العالمية للدراسات الإسلامية المختصة بتعليم الدراسات الإسلامية باللغة العربية لأن مصدر الإسلام القرآن والأحاديث ُكتبت بالعربية ..
إضافة إلى مجالس الشريعة (85) التي تحكم بإسم الدين وتتحكم في أمور الجالية خاصة في شئون المرأة وعينت نفسها سلطة قضائية موازية للقضاء البريطاني ؟؟
ثم مجلس مسلمي بريطانيا 1998 المتكون من مجموعة من الرجال نصّبوا أنفسهم بدون إنتخابات من جاليتهم كوسطاء بين الجاليات والحكومة البريطانية ..
والمركز الثقافي الإسلامي .. الذي ُيعد من أوائل المؤسسات الإسلامية في لندن عام 1944، والذي أصبح معروفا بـ«مسجد ريجينت بارك» بعد أن قامت المملكة السعودية بعملية ترميم كبيرة وتمويل مستمر .. ويتشكل مجلس أمنائة من السفراء العرب ؟؟؟؟
الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسة يوسف القرضاوي الذي تم تسجيله في لندن 2004, وإن كان مقره الرئيسي في دبلن ؟؟ ويؤكد على موقعة بأنه منظمة دعوية تسعى لنشر الدين الإسلامي وإحياء التراث الإسلامي ؟؟ وتقوية الروح الإسلامية في الشخصية الفردية والجماعية وتثبيت قواعد العمل لتطبيق الشريعة الإسلامية من خلال الإجتهادات المعاصرة لتحقيق صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ؟؟؟؟؟ ونحن أدرى بمدى توافق أي أحكام دينية بالحقوق العالمية للإنسان والمرأة والتي تتبناهما بريطانيا إلى أن هذه الأحكام لم تعد تتوافق لا مع الزمان بفعل التغييرات ولا مع المكان ؟؟
في ذات الوقت الذي تزايدت فيه أعداد المهاجرين . ضربت بريطانيا نفسها بأسوأ ما يمكن حين فتحت أبوابها لكل متطرفي المنطقة العربية ورموز المعارضة للأنظمة.. كثير منهم يدعو صراحة للعنف والإرهاب .. بحيث أضعفت من مناعتها للمرض الذي يتسلل داخلها بإسم الحريات ؟؟؟
ولم تفطن بريطانيا للضربة الأولى لحرياتها, التي بيّنت الفجوة الكبيرة ما بين حرية التعبير المكفولة بلا حدود, وبين رفض هذه الحرية من مواطنيها المسلمين, عام 1989 حين ظهور كتاب ‘آيات شيطانية’ الذي ألفه سلمان رشدي .. وتسبب بأكبر انشقاق في تاريخ التعددية الثقافية في بريطانيا…
هذا الكم الهائل من الجمعيات الإسلامية والكليات والمدارس الإسلامية التي ُتموّل وُتدار من الخارج وتستقي محركاتها ومؤثراتها منه ..ركّزت كل جهودها على إبراز وتأكيد المظاهر الخارجية للهوية الإسلامية. والتركيز على مظاهر الإختلاف الشاسعة بين المجتمعين, أدت إلى إنقصام مجتمعي كبير, وإزدواجية في فهم الدين , خاصة من الجيل الجديد .. وركّزت جل إهتمامها بجسد المرأة , الذي يعتبره المسلمون رمزا للشرف. بدون الإعتراف بالحريات البريطانية المرتبطة إرتباطا وثيقا بحقوق الإنسان للتعبير وبحقوق المرأة .. وتزايد التحدي خاصة ومع ترويج العداء في العالم العربي والإسلامي للكفار كأعداء لله ..
نعم الحريات وإساءة فهمها من الأجيال المسلمة .. وإستغلالها من قبل هذه الجميعات والمراكز .ُ مضافا لها العداء لكل ما هو غير مسلم .. صنعت جيلا لا يحمل ولاءا ولا هوية للمكان الذي يعيش فيه. كل ما يحلم فيه, عودة الإسلام والأحكام الإسلامية .. أضف لذلك ترويج طارق رمضان لفكرة الإسلام الأوروبي الذي سيُحرر الشرق والغرب .. كلها عوامل أدت لتضخيم أي مشكله قد يواجهها المسلم ..ولتحدي للقيم البريطانية خاصة في المظهر ..
في ذات الوقت تصاعد النفور من ألإسلام والمسلمين في المجتمعات البريطانية.. وإن كانت ُمقيدة بالخوف من الإتهام بالعنصرية .. ولكنها بدأت في الآونة الأخيرة تظهر على السطح .. شعبيا .. وبين كبار السياسيين .. تتزايد حاليا في تساؤلاتها حول أحقية البريطاني في الخدمات الحكومية ؟؟ ..
أبدؤها بالجدل المتصاعد حول تعليقات وزير الخارجية السابق, بوريس جونسون عل النقاب .. وتشبيه لابسته بصندوق الرسائل .. وأيضا بلصوص البنوك …
أولآ هو معروف بإثارة الجدل والخلافات .. إضافة إلى أنه ُيعتبر أكبر تهديدا للقيادة المتعثره لتريزا ماي رئيسة الوزراء المتخبطة في سياستها تجاه بريكست .. الأمر الذي جعله يستقيل الشهر السابق ..لإختلافاته مع نهج رئيسة الوزراء .. طمعا في عودة تعطية القيادة التامة في البلاد .. بمعنى أن كلامه عن النقاب والبرقع لهدف وطموح سياسي . ولكن تعليقة الساخر ُيعبر عن رأي شريحة كبيره من المجتمع البريطاني المكتوم خوفا من الإتهام بالعنصرية …. وموجه إلى الناخب البريطاني خاصة وأن غالبية البريطانيين تتفق معه .. حتى وإن كان ما قاله ينم على قلة ذوق من وزير سابق مفروض به الديبلوماسية .. وأن ما قاله مجرد رأي شخصي … الأهم وكما
فشلت محاولة التحقيق معه تحت إحتمال إنتهاكه لقواعد السلوك وأن تعليقاته ترقي للكراهية .. حين أكدت كريستينا ديك قائدة شرطة سكوتلاند يارد بأن تعليقاته لا ترقى إلى مستوى جريمة كراهية . وحين أكد أحد الممثلين المشهورين بالكوميديا الساخرة بأن “”جميع النكات حول الدين تسبب هجوما ولذلك فإن إعتذاره لا ُمبرر له “”” وأضاف بأن “” الحق في السخرية قائلآ “”قوانين الكراهية سوف ُتسكت المفكرين المبدعين “” ؟؟؟ وهو الحاصل في كل الدول الإسلامية .. بل يعداه إلى قتلهم ..
ويستمر الجدل ..
يأتي تعليق إمام مسجد فنسبري بارك بأن الحكومة فشلت في إهار روابط ذات معنى مع المجتمع الإسلامي !!! وشاء حظي العاثر أن أستمع لمكالمه من أحد المستمعين على قناة راديو “ل بي سي” الإنجليزية المختصة بفتح كل الحوارات عن كل ما يتصل ببريطانيا .. .
تساءل المستمع .. أي إندماج تطلبونه من المسلمين ..هو يعيش في مدينة ليستر .. والتي يقطنها أغلبية مسلمة بحيث أصبح الإنجليز فيها أقلية لا تمثل أكثر من 20% وفي طريقهم للزوال . نظرا لإنتقالهم للعيش في مدن أخرى .. وهو نفس حال بعض المدن الأخرى ؟؟ تساؤله .. مع من يندمجون .. وكلانا يختلف كليا في الشكل والموضوع والقيم واللغه .. يمشوا سويا بنقاب أو بحجاب يتكلمون لغتهم ولا يفهوا أي شيء من لغتنا ؟؟؟ وحين عرض رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون شرط تعلم اللغة للقادمين .. ثارت ثائرة الجالية المسلمة ؟؟؟؟؟
الأمر الثالث .. ما وصلني عبر البريد .. رسالة موجهه إلى رئيسة الوزراء ُتطالبها بتأكيد الحقيقه حول المعاش التقاعدي الذي يساهم فيه كل العاملين .. من خلال مقارنة قاموا بها تؤكد بأن ما ُيقدم لللاجئين والقادمين الجدد 30.475 بينما ما تدفعه الحكومة البريطانية لدافع الضرائب المتقاعد الذي ساهم في راتبه التقاعدي وفي الضمان الصحي لا تزيد عن 6.131 … برغم أن معاناتهما ( اللاجىء والمتقاعد ) من إرتفاع تكاليف المعيشة لا تختلف ؟؟؟
سيدي القارىء ..
بوريس جونسون إعترف بخطأ الدانمارك في حظر النقاب في بداية تعليقه, ويرفض الإعتذار ويلتزم الصمت حول الموضوع بينما تتزايد أعداد المؤيدين لتعليقه .. وإن كانوا يعتقدون بأن أسلوبة أضاع الرسالة التي يجب إيصالها للمسلمين .. والتي ربما تكون نداء موجه للمسلمين لإعادة النظر في المظاهر المغالية للتدين منعا للإستفزاز… نحن نعلم بأن الجدل يزداد أيضا في المنطقة العربية كلها حول النقاب .. خاصة بعد العديد من الأحداث التي ُأرتكبت تحت غطاء النقاب ؟؟ وكان ممنوعا كليا في سوريا قبل الحرب الدائرة هناك .. ومن الصعب معرفة فيما إذا عادت المرأة السورية للبسه ؟؟
ونعلم أيضا أن النقاب أصبح أكثر المواضيع حساسية في أوروبا .. وقد أعلنت كل من بلجيكا وفرنسا وألمانيا حظره , أو قيود على لبسه ..
جونسون .. لم يتطرق للمشكلة في مقاله الأخير يوم الأحد .. وركّز على مشكلة الإسكان .. ُترى ماذا سيكتشف في هذا الملف ؟؟؟؟ ..
الأهم .. كم أتمنى أن لا يكون حدث اليوم عن السيارة التي وبسرعة كبيرة ُمتعمده صدمت الحواجز الأمنية أمام مدخل البرلمان .. عملا إرهابيا إنتقاما لسخرية جونسون ؟؟؟؟ خاصة وأنه ُيعتقد أن سائقها جاء من برمنجهام … ويرفض التعاون مع البوليس في التحقيقات .. من يدري ؟؟؟؟؟

أحلام أكرم

About أحلام اكرم

كاتبة فلسطينية تهتم بحقوق الانسان منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية سعدت كثيرا حين وجدت مقالاتي منشورة على منبر المفكر الحر .. ولكن ما أود أن ألفت إنتباه المرحرر والقراء وللصدق فقط بانني وإن كنت أعتشق مصر وأكن الكثير من الحب والإحترام لمصر ولشعبها الكرام .. ولكني لا ولن أتنكر لأصولي الفلسطينية .. فأنا من أصل فلسطيني .. درست وتخرّجت من جامعة الإسكندرية .. وإن ندمت على شيء فهو عدم معرفتي أو علمي بما تحمله الإسكندرية من تاريخ عريق قرأت عنه في كتب الأستاذ يوسف زيدان .. أعيش منذ سنوات كثيره في لندن .. فيها تعلمت الحب .. والإنسانية والحياة .. ولكني لم أغلق عيني وأذني عن رؤية الجوانب السلبية أيضا في الثقافة الغربية .. وبكن تحرري وتحريري من العبودية التي شلّت تفكيري لزمن طويل .. هو الأساس الذي ثني على الكتابة علّني أستطيع هدم الحواجز بيننا كبشر .. وهي الحواجز التي إخترقتها حين إستعدت إنسانيتي وأصبحت إنسانة لا تؤمن بالحواجز المصطنعه .. وأروّج للحقوق العالمية للمرأة .. مع شكري العميق للمفكر الحر .. وتقديري للقراء ..
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.