أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر 2

طلال عبدالله الخوري   حصرياُ مفكر حر  14\11\2012

بعد فوز اوباما بفترة رئاسية ثانية, قام معظم الكتاب العرب بالإحتفال بهذا الفوز, وكتبوا الاشعار الرومانسية عن تاريخية هذا الفوز, وتناقلت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعية الصورة الرومانسية لعناق أوباما لزوجته, في هذا الوقت بالذات كان الموقع الرائد للمفكر الحر, ينفرد بكتابة مقال, وبقلم كاتب هذا المقال ورئيس الموقع, بعنوان “أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر”, اثبتنا من خلال هذا المقال ان ما قام به اوباما, من وجهة نظر اقتصادية علمية, هو عبارة عن رشوة قانونية للمواطنين الكسلاء لكي يعيدوا انتخاب اوباما, مقابل الخطة الاقتصادية لمت رومني المرشح الجمهوري المنافس والتي هي خطة الكتب الاقتصادية العلمية, وقلنا ايضاً بأن أوباما قد احدث شرخاً بالمجتمع الاميركي وقسمه الى قسمين: الاول, وهو الاكثر غناُ من المواطنين الاميركيين الرواد والذين يؤمنون بعظمة اميركا والحلم الاميركي وهي الفلسفة التي بنيت عليها عظمة اميركا, وذلك بان يكون لكل اميركي حلم كبير يسعى له عن طريق الكد والعمل والتنافس, أما القسم الثاني فهو يتكون من مواطنين اقل غناُ من القسم الاول, ومعظمهم من القادمين الجدد الى اميركا, بالاضافة الى الكسالى من الاميركيين والذين تخلوا عن الفلسفة التي بنيت عليها عظمة اميركا وهو الحلم الاميركي, وهم يريدون التمويل الحكومي, أي ان ترفع الحكومة الضرائب على المواطنين الذين يعملون وينافسون, ويعطي هذه الاموال للكسالى؟ وقلنا بان هذه السياسية الجديدة لأوباما ستشجع الناس على الكسل, وتقتل عند المواطنين المجتهدين الرغبة بالعمل والتنافس وذلك لسبب بسيط هو انه سيقول عندها المجد:” اذا كان الذي يعمل والذي لا يعمل يحصل على نفس المردود فلماذا علي ان اعمل؟”, وقلنا بان هذا هو سبب انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية في شرق اوروبا.

عندما بدأت الازمة الاقتصادية المالية تضرب أوروبا في كل من اليونان واسبانيا, اجتمع زعيما اعظم دولتين اوروبييتين وهما انجيلا ميريكيل رئيسة وزراء المانيا, ورئيس فرنسا آنذاك ساركوزي, من اجل دراسة الازمة وايجاد الحلول المناسبة لها, وبعد الاجتماع خرج الزعميان بتصريح صحفي مشترك فيه حوالي 25 كلمة فقط, ولكن تم تكرار كلمة الاقتصاد التنافسي في كلامهما 20 مرة, اي بمعنى اخر الحل هو الاقتصاد التنافسي, وليس هناك من عبقرية في الموضوع, فالحل معروف والمشكلة معروفة, فالازمة المالية قد ضربت الدول الاوروبية التي لا يزال فيها اقتصاد حكومي (اشتراكي) مثل اليونان واسبانيا.

لقد قلنا بأكثر من مقال لنا بأن أي مواطن يعمل لدى الحكومة يكون راتبه هو سرقة من المواطنين الاخرين, وذلك لسبب بسيط بأنه لم ينافس لكي يحصل على وظيفته وعلى مقدار راتبه, وقلنا بأن على الحكومة ان تخفض الوظائف الحكومية الى اقل حد ممكن, من اجل تقليل السرقة ورفع كفاءة الاقتصاد.

عندما نشرنا الجزء الاول من مقالنا هذا اتهمنا البعض من الزملاء الكتاب بأننا نبالغ ونسير عكس التيار من اجل الشهرة, وكان ردنا دائماُ بأننا لم نكتب كلمة واحدة من تأليفنا ونحن لا نؤلف روايات عندما نكتب, وكل ما نكتبه ننقله من كتب علوم الاقتصاد والتي تدرس بأرفع الجامعات الاميركية, وقلنا لهؤلاء الكتاب بأن الكاتب الذي يكتب بالتحليل السياسي من دون ان يكون لديه دراسة اكاديمية بعلم الاقتصاد, تكون دراساته السياسية هي عبارة عن مقالات ترفيهية لا تمت للتحليل السياسي بأي شئ, وهذا ينطبق على معظم المحللين السياسيين العرب, حيث ان الكثير منهم يكتب من وجهة نظر الاقتصاد الماركسي وهو عبارة عن فكر ديني غيبي, ولا يمت للواقع بصلة.

نعم كما قلنا بالجزء الاول, لقد دق أوباما اول مسمار بنعش عظمة اميركا وتاريخها, وهي القوة العظمى الوحيدة الباقية بالعالم, وللأسف لم يحتفظ أوباما بالتاريخ الذي صنعه كأول اميركي من اصل افريقي ينتخب كرئيس لأعظم دولة بالعالم, ولكن صنع تاريخه كزارع لأول مسمار في نعش عظمة اميركا, ومما يؤكد هذا هو تواتر الأنباء على ان 19 ولاية من الولايات الاميركية تطالب الآن بالاستقلال عن واشنطن وهي: نيويورك، ونيوجيرسي، وفلوريدا، وجورجيا، وميشيغان، ومسيسيبي، وألاباما، وإنديانا، وآركنسو، ونورث كارولاينا، وساوث كارولاينا، ونورث داكوتا، وكنتاكي، واوريغون، ولويزيانا، وميسوري، وتنيسي، ومونتانا، وكولورادو.

وتفيد الأنباء أيضاُ على ان مئات الآلاف من الأميركيين في  20 ولاية وقعوا على عرائض تطالب بالانفضال عن «الولايات المتحدة الأميركية». ورُفع هذا المطلب الى موقع الحكومة الأميركية على النت, وغالبية الموقعين هم من ولاية تكساس، وهي أكبر معاقل الجمهوريين في الجنوب، وهي مقاطعة زراعية واهلها هم الذين خسروا الحرب الاهلية الاميركية لصالح الشمال الصناعي؟

وتقول الانباء ايضا بأن المواطينين في جورجيا قد وقعوا على الانفصال مرتين من شدة حماسهم للإنفصال, حيث يكفل الدستور الاميركي هذه المطالب الإنفصالية, و يكفل أيضاُ إجبار البيت الابيض بالرد على الإلتمساس بالانفصال لاي ولاية, شريطة أن لا يقل عدد الموقعين  عليه عن 25 ألف شحص, وتؤكد الأنباء بأن عدد الموقعين قد تجاوز هذا العدد في الكثير من الولايات.

ويأتي تأصيل هذه الطلبات بالإنفصال من كون الدستور في وثيقة استقلال أميركا عن بريطانيا، قد ذكر فيها مؤسسو الولايات المتحدة حقهم في “تفكيك الروابط السياسية” وتكوين دولة جديدة.

رأي علم الإقتصاد بمطالبة بعض الولايات بالإنفصال عن الولايات المتحدة الاميركية:

طبعا ستخسر هذه الولايات اقتصاديا كثيرا, واكثر بكثير مما لو بقت ضمن الولايات المتحدة الاميركية, فماذا تفعل برؤوس الأموال من دون القوى البشرية؟

واما الولايات المتحدة الأميركية الباقية ستخسر اكثر واكثر على صعيد رأس المال والقوى البشرية, أي بالنتيجة الكل سيخسر؟

برأينا بأن اميركا بحاجة في هذا الوقت على عبقرية وحكمة الاباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية, مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وفرانكلين, لكي يعيدوا اميركا الى مسارها الصحيح وهذا شئ ليس صعباُ على الاطلاق وخاصة بأن بأميركا الكثير من من هم بعبقرية وحكمة الأباء المؤسسين.

هوامش: أوباما يدق أول مسمار في نعش عظمة اميركا السوبر

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.