أهذه أمة نفتخر بها؟.

اعرف تماما ان بعض المولعين بنبش التراث والتاريخ العربي والموروث الاسلامي سوف يتصدون للاجابة عن هذا السؤال بكليشهات جاهزة، ولكن الامر لايخلو من دعابة حين وضعهم احد الساخرين بصفوف خانات المتحف الذي يضم مجمع اللغة العربية التابع لجامعة الدول العربية والتي اسماها امير قطر السابق بانها “سكرتيريا” له شخصيا.
وقبل ان ندلف”حلوة هاي ندلف” الى لب الموضوع قرأت خطبة احد ادعياء “الجنة” في احد جوامع الخرطوم الجمعة الماضية.
كان الشيخ يخاطب المصلين ويقول:
“عندما يدخل العبد المؤمن الجنة تحفه الملائكة ويدخلونه الى قصره ويتفاجأ بالحور العين في بهو القصر ويحاول الذهاب إليهم فتقول له الملائكة: تريث ويذهبوا به داخل القصر فيجد الحور العين بالداخل أجمل فيحاول الذهاب إليهم فتقول له الملائكة: تريث ويذهبون به الى غرفته الخاصة فيجد الحور العين المختصات بخدمته جميلات جدا جدا فيحاول الذهاب إليهم فتقول له الملائكة تريث: فان حوريتك تنتظرك في الداخل فيدخل الي غرفته فاذا هو يتفاجأ بزوجته في الدنيا داخل غرفته .!
وفي هذه اللحظة ينهض أحد الحضور في المسجد ويقول بأعلى صوته: يامولانا خربتها ، عليك الله ماتكمل ، عليك الله ماتكمل ، ارجوك راجع الحديث يمكن يكون ضعيف”.
تخيلوا لو توفي 1000 مسلم في يوم واحد من مجموع ربع مليار مسلم في العالم فماذا تفعل الملائكة وهل تصدر تعيينات جديدة لتوظيف العاطلين هناك عن العمل؟.
والله حيرة.
في هذه الخطبة اكثر من دليل على تردي احوال المسلمين وليس غريبا ابدا ان يقول احد “المتعفنين” هذا الكلام.
ولكن هذه الامة بوجهها الكالح لاتريد العيش بسلام، فبعيدا عن الحوريات نجد ان الخلفاء الراشدين الثلاثة بعد ابو بكر تم اغتيالهم والاسباب معروفة.
بدأت الاغتيالات بعد ذلك في عهد الرسول بزعماء اليهود حيث كانت تعيش تجمعات كبيرة منهم في يثرب ويتحصنون بعيدا عن مركز المدينة.
والبداية كانت باغتيال كعب بن الاشرف.(من قبيلة طي)،تلتها توجه فرق الاغتيالات الى الاندلس وكانت فاتحة ذلك اغتيال السلطان اسماعيل بن فرج الملقب(ابو الوليد)وهو خامس ملوك غرناطة من بني الاحمر.
ويعدد لنا شيخنا الجليل المرحوم هادي العلوي،وهو باحث محايد لاغبار عليه، اسماء الذين تم اغتيالهم على مر التاريخ الاسلامي في كتابه”الاغتيالات السياسية في الاسلام”.
اغتيال المقتدر بالله العباسي.
اغتيال الوزير السلجوقي علي بن احمد الشميري.
اغتيال زعيم قرمطي يدعى علي بن الفضل الخنفري
اغتيال الحاكم الآمر باحكام الله الفاطمي.
اغتيال حاكم صور الصليبي.
اغتيال ابو بلال مرداس بن عمرو من وجوه الخوارج في الكوفة.
اغتيال ابو سعيد الجنابي مؤسس الحكم القرمطي في شرقي الجزيرة العربية.
هذه عينة متواضعة من تاريخنا المشبع في الاغتيال فلماذا نستكثر على احفادهم ما يصنعوه الان في سوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها.
شعوبنا كما قلت لاتحب السلام اذ تعتبره ضعفا عكس طبيعة الرجال”النشامى” الذين لايقبلون بأي ضيم.
عذرا ان مررت سريعا على هذا الموضوع فهناك تفاصيل مشبعة بالتحليل في كتاب شيخنا الجليل هادي العلوي لاتجد لها متسعا في هذه الصفحات.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.