أنتِ أجمل من مونيكا بيلوتشي

Yahya Fawakherji
من رامي العاشق
إلى سمر سامي…

وأنتِ تفتحين الصفحةَ الأخيرةَ من دمشق
وتقرئينَ وجوهَنا التي رحلتْ منها المياهُ
وتغنّينَ أغنياتِكِ التي لا تدمّرها الحربُ
لننامَ…
لا تتركي الصمتَ يُغمض عينيه عليها
وغنّي، كما كنتِ تغنّينَ
واغسلي بدمعكِ الحنينَ عن وجوهِنا
أو اغسلي وجوهَنا منها..
المدنُ التي تشربُ ماءنا
تعطش من الوحدة

دعكِ من دمشقَ أو… الشامِ
ولنتحدّث عن الشامة فوق شفتك
الشامة التي تضيءُ حقولاً من الوحشةِ
وبساتينَ من الوحدة
وطرقًا طويلة لا يقطعها أحدٌ
الشامةُ لا تتغيّر


الشام تتغيّر
أعرفهما جيّدًا مذ كنت طفلاً
أو…
أعرف التي لا تتغيّر فقط
كما يعرف الطفل طائرته الورقيّة

دعكِ من الشام والشامات والشفاه والطائرات
كلّها تقتُل
ولنتحدّث عنكِ
منحكِ الحبُّ نهرًا فدخلتِ الغابة راقصةً
منحكِ النهرُ قوّةً فقلتِ: “لا”
منحتكِ القوّةُ جمالاً فبقيتِ حين سافرت المدائن
منحكِ الجمالُ حنانًا ليُقتلَ الله قتلاً رحيمًا
ومنحكِ الحنانُ ظلّاً طويلاً
نمشي عليه إلى صورتنا الأولى

كيف صار قلبُك مدينة ألعاب؟
كيف تُخرِجين الحبّ من كمّك حمَامًا؟
كيف علّمتِ نفسَك بنفسِك، ودمشقُ لم تتعلّم؟
كيف لمدينة كهذه أن تتّسع لبهائِك؟
أخبريني
كيف تستيقظين صباحًا؟
أيخرجُ النور منك وأنت تنهضين؟
أيستيقظ سحرُك معك أم يأتيك متأخرًا؟
كيف تنامين ليلاً؟
كيف تضحكين في الحقيقة؟
أتبتسمُ الجدران لضحكتك؟
أتتشقّق الأرض لحزنك؟
أينام الحزن حين تغنّين له؟

دعكِ من الحزن
أنتِ أجمل من مونيكا بيلوتشي
أجمل من دمشق
وأجمل من القصيدة.

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.