أنا معارض للنظام ولكن لا اتفق مع اي تيار من تيارات المعارضة

ثورة الملايين أم ملايين الثوراتomzyad
أنا معارض للنظام ولكن لا اتفق مع اي تيار من تيارات المعارضة
عبارة اصبحنا نسمعها كثيرا من الســاسة قبل العامة وحتى اصحاب الفريق الواحد والتيار الواحد تراهم يؤمنون بها ويعملون عليها وكل عضو يغرد منفردا وينتظر من الاخرين ان يغردوا معه او خلفه
وعندما تحاول تشخيص تلك الحالة يقولون لك السبب أننا نفتقر لروح العمل الجماعي فالنظام كرث فينا الانانية والنرجسية و اخرون يجدون بافتقار المعارضة للوعي السياسي علما بأن ما صدعونا به من تنظير وخطب على مدى ثلاثة اعوام يحتاج الى مجلدات ومنهم من يقول ان النظام قام على مدى نصف قرن بغسل الادمغة او فرغها من ادوات التحليل والتفكير و زرع فيها منطق الشمولية والديكتاتورية حتى اصبح المعارض السياسي الذي خرج منتفضا ضد الاستبداد والديكتاتورية يمارسها من خلال موقعه أسوء مما يمارس النظام بحد ذاته الديكتاتورية وآخرون يرون العلة بالافتقار الى الزعامة السياسية التي تمتلك الكاريزما لتقود الجماهير باب التفنيد والتشخيص مفتوحا لاحتمالات لا تنتهي ولكن كلنا يعمل ان الدراسة الاكاديمية للعلوم السياسية تحتاج الى اربع سنوات يتخلله اربع فصول للإجازة بمعنى ان زمن التحصيل لبكالوريوس علوم سياسية لا يحتاج لا كثر من ثلاث سنوات ليصبح الشخص ضليعا بالسياسية الاكاديمية نظريا هنا الا يكفي ثلاث سنوات من عمر الثورة وكحقل ميداني للعمل السياسي ان تنضج سياسيين متمرسين حتى الان ؟؟
هذا التحالف الذي يواجهنا والذي جمع الى النظام روسيا والصين وايران وحكومة العراق و حالش ( حزب الله ) والحوثيين غير المتجانس لغويا وعقائديا ومذهبيا وحضاريا واخلاقيا نرى متحدا في مواجهة ونحن متفرقون على الرغم من تطابقنا اكثر من تبايننا ؟؟
وهذه النرجسية الم تنهيها الالام التي نعيشها والحرمان وفقدان الامن والأمان وخسارة المال ؟؟
أما الزعامة والكاريزما التي نفتقر اليها اليست سبب بلوانا الم يحن الاوان لنتوقف عن التأليه ونعتمد مبدأ الزعامة الجماعية بدل الزعامة الفردية وكيف لنا ان نعود الى الوراء وننهج الاسلوب العشائري ونحن بعصر الفضاء والكمبيوتر ولم يعد للخيمة مكان الا في قصائد الغزل وشعرنا الجاهلي
صحيح ان لدينا بالمعارضة الان المجلس الوطني والائتلاف الوطني وتيارات يصعب حصرها الا ان جميع من فيها ليسوا على قلب رجل واحد فميشيل كيلو تيار بحد ذاته ومعاذ الخطيب مدرسة مستقلة والجربا وحيدا في مضاربه ومناع في منفاه الاختياري وحميرة لا يعجبه العجب ولو صامت المعارضة شهر رجب واللبواني والشقفة وطيفور وصبرا وسيدا والمصيبة الكبرى أن عدم التآلف يتحول اخيرا الى التخوين او بأضعف الايمان الى النفور
وهذا القياس ينطبق ايضا على امراء الحراك العسكري بالداخل فكل واحد منهم يرى في نفسه الصديق والفاروق وخالد وصلاح الدين وهو المكلف الوحيد بالتحرير وكأنه نبي مرسل فأما أن تبايعه او يبيعك
لم تعد ثورتنا كما كنا نتأملها ثورة الملايين بل جعلوا منها ملايين من ثورات لاتسمن ولا تغني من جوع

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.