أكاذيب تربينا عليها 2

iraqbeforafter (1)1

لا اتذكر اول مرة نطقت فيها كلمة الله، حتى بعد نطقي لها في صغري لم افهمها و افقهها، من هو الله؟ هل يشبه ابي ام يشبه امي ام قطتي الصغيرة، او احد اصدقائي في المدرسة… لم اك اعرف غير هؤلاء كي ارى فيهم صورة لله.

منهم من قال لي انه ارحم الراحمين و منهم من قال انه شديد العقاب، قلبي الصغير بات مرتع صراع بين الخوف و الحب ايهما يغلب الاخر، مؤلم جدا ان تحب و تخاف احدهم في نفس الوقت، مؤلم جدا ان يكون خالقك هو معذبك و محبك في نفس الوقت.

بسبب تعاليمهم المتكررة تغلب علي الخوف من الله حتى اصبحت اراه في احلامي و منامي و تخيلاتي شخصا قاسيا متربصا بي يريد ان يلقينا انا و ابي و امي و صديقي محمد الذي كان يجلس جنبي في الصف الدراسي في النار بسبب و بدون سبب، خوفي من الله جعلني استبدل الحب بالكره، اصبحت في سري اكره كلمة الله و كل من ينطق هذه الكلمة.

اليوم بعد معرفتي له و عدم خوفي منه رجعت المحبة، محبة الاله الحقيقي اله الكون و الارض اله اصغر شيء الى اكبر شيء في هذا الوجود.

ادرك الان ان المحبة و الخوف لا يجتمعان، اما ان لا نخاف من ربنا و نحبه و بالتالي نحب عباده ( المسلمين، المسيحيين، اليهود، الهندوس، البوذيين….. و غيرهم من عباد ) اما ان نخاف منه و بالتالي نكرهه و نكره عباده.

2

عندما كنت اشاهد افلام الكارتون، احببت الفار و القطة في (توم و جيري) و الكلب و الحمار في (اليس في بلاد العجائب)، كنت اطلب من جدتي ان تكون توم و انا جيري او العكس، اركب فوق ظهرها و اتصور نفسي اليس و هي الحمار، استلطفت بنت جارنا التي تكبرني بضع سنين عندما تركض خلفي و هي تقلد صوت كلب، اصبح التماهي بين جدتي و جارتي و الحيوانات، كلهم باتوا شركاء حياتي و مهجتي و فرحتي.

كانت صدمتي كبيرة عندما قالوا لي ان لا اقترب من فار صرعه ابي بفردة حذائه، حزنت جدا عند استعمال الكلب رمزا للشتم و المسبات، لم اتفهم عندما وصفوا شخصا غبيا بانه حمار.

سقطت في دوامة و صراع كبير و دارت الاسئلة في رحى فكري، لماذا يحببوني في الفار في افلام الكارتون و يطلبون مني ان اكرهه في الواقع، لماذا يستعملون الكلب رمزا للمسبات و الشتائم و الاشياء النجسة مع انه رمز للوفاء، لماذا ينعتون الغبي بالحمار مع ان الحمار من اذكى الحيوانات، و اقواها ذاكرة.

عندما كبرت جعلوني حبيس الصراع نفسه، في كتاب (كليلة و دمنة ) الحيوان هو الحكيم الذي ناخذ منه العضة و العبرة، الحيوان هو الملك الذي يعيش في القصور، و ياكل اجود اصناف الطعام، اما في الواقع المعاش الحيوان يرمى بالحجارة و مكانه النفايات و الزبالة و ياكل القاذورات و ما شابه.

اليوم عندما اجد التعامل مع الحيوانات في افلام كارتون و روايات و قصص الغرب و التعامل معهم في الواقع المعاش متشابهان، اتخلص تدريجيا من ازدواج الشخصية و النفاق الذي اورثوني اياه، و الذي اتمنى ان لا يتم ايراثه لاطفال بلدي و اطفال البلدان المنافقة الاخرى.

Mahdi.m.abdulla@gmail.com

المصدر ايلاف

About مهدي مجيد عبدالله

مهدي مجيد عبدالله كاتب عراقي
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.