أسد “تيتانيك” 2

بشار عيسى 

بدأت السفينة تغرق والهاربون النوعيون يتكاثرون يوما عن يوم في العواصم الاوربية والخليجية: حفنة من الفنانين والمثقفين الذين اعتاشو ا مرفهين على خدمة المستبد بعلاقات زلفى وقربى أثروا ولمعت اسماءهم وصارت لهم فيلات ريفية وشقق توزعتها قدسيا ودمّر وقرى الاسد وزايد ودارات ومزارع خيالية ما بين الصحراء وبلودان والزبداني.

يقال ان القطط والكلاب اسرع من الانسان في استشراف الكوارث والعواصف لذا تراهم يختبئون بقلق ورعب وما دموع “غسان مسعود” الفاجرة الا واحدة من النعم التي تجثم على مخيلة الكثيرين وغدا دور دريد لحا والشيخات الفاجرات اللواتي احطن بالمعتوه وهو يقصف الهل الشام والغوطتين وحمص وحلب ودير الزور والرقة والميادين والحولة والقصير.

… الاثريا باسماء مستثمرون سوريون لم يبق احد في البلد الاطباء يهربون بثرواتهم من المستشفيات الخاصة التي امتصت دماء الفقراء ويتركون الجرحى ومرضاهم المزمنين خلفهم ولعنة قسمهم الطبي تلاحقهم من سنين.

كثيرون فقدو بيوتهم وسكناهم وتشققت اقدامهم في المهاجر وأكل الجرب من اجسادهم غدا سيرتاحو ويعتادوا الحياة في الاحياء الراقية التي ستركها اللاهون في اروقة أسد “تيتانيك”.

غداً يوما عن يوم ستكثر القوافل الهاربة باحثة عن ملجأ لمنهوباتها لتجتر ذكرياتها غير قادرين على التفكير بالعودة لكثرة ما فحشوا في ظل الاستبداد راقصون وراقصات، رؤساء اجهزة امنية وكوادر الاستجواب والتعذيب، عملاء المخابرات من احزاي موالية يصيغة معارضة، محافظون فاسدون قتلة، مقاولون بالباطن تسببت تعهداتهم بقتل المئات، مستوردوا اطعمة فاسدة، اعلاميون واعلاميات فاجرين بوقاحة بائسة، وسطاء نهبوا ممتلكات المنفيين، قضاة ومدراء لفّقوا سندات بيع وهمية، مسؤولون بعثيون استولوا بالقوة على املاء ليست لهم بالقوة: كم من الفاسدين الذين كانو يساضيفون اصدقاءهم على بيوتات دعارة وفتيات قاصرات كأنهم يضيفونهم كاس شاي في المقهى الشعبي لبنانيون فجرة باحزاب وهمية ومناصبت سقطت عليهم واعضاء الجبهة الوطنية التقدمية والخ….. سيهربوا من العدالة النتقالية طوعا بغر مطاردة انتقامية.

من لا يتذكر طريق كويت ـ البصرة الدولي كيف امتلأ بآليات صدام المدمرة والمحترقة والمهجورة على امتداد عشرات الكيلومترات؟

من منا لا يتذكر صور العملاء في سايغون وهم يحملون ما قدروا عليه يتعلقون بطائرات الهليكوبتر الامريكية في حديقة السفارة بسايغون؟

انه مشهد سينمائي تفتقت هنه مخيلة مخرج فيلم “تيتانيك”: تناثرت نخبة مجتمع الفرو على سطح بحر جليدي: موتى وما هم بموتى ذوقوا سوء العذاب وسوء المصير تغادرون وتتركون خلفكم بلدا شاركتم في تدميره وشعبا انهكته مظالمكم وسوء افعالهم وجحشنة تدبركم لمستقبل ابنائكم ستلاحقكم اللعنة الى أبد الآبدين

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.