أرجوكم لا تبيعوا مصر

مارثا فرنسيس

أرجوكم لا تقاطعوا إنتخابات الرئاسة، أرجوكم لا تسَّلِموا مصرنا الجميلة لأيدي من يكذبون ويستحلون  الغش والرشوة والتزوير من أجل مصالحهم وأهدافهم الإنتقامية، أرجوكم ليس الوقت وقت مقاطعة؛ فالانتخابات أصبحت أمراً واقعا، ومقاطعتكم لن تصلح الموقف ولن تنقذ مصر ولن تعيد اليكم الثورة، وعلينا أن  نتعامل مع المعطيات المتاحة لنا ومحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه لأجل الجميلة أم الدنيا ؛ أرجوكم لا تعطوا الفرصة لمن يتاجرون بالدين بينما سلوكياتهم بعيدة كل البعد عن أي دين، فهم يشترون الأصوات باسم الدين، ويتاجرون بفقر الناس باسم الدين ويسرقون الأصوات بتسويد البطاقات الإنتخابية باسم الدين، لو كانت المقاطعة ستلغي الإنتخابات الرئاسية لكنت أول المقاطعين، ولكن الواقع يحتم علينا أن نتخذ قراراً حتى لو لم يكن هذا الإختيار هو ماحلمنا به لمصرنا، ولكنه أفضل من أن نصحو على كابوس ثقيل خطير يقضي على كل جمال في بلدنا ويقضي على ماتبقى فيها من حرية واقتصاد وطموح.
أرجوكم لا تقاطعوا انتخابات الإعادة، وقد أصبح النفاق علنيا والكذب مجاهرة، لا تقاطعوا فقد تؤدي مقاطعتكم إلى سقوط مصر في فخ الإرهاب والإقصاء والإجرام، بل قد تؤدي إلى إعدام الفن وحرق الإبداع، ولكم في تونس مثالا،  صدقا قد تؤدي مقاطعتكم إلى ان تصبح مصر افغانستانا أخرى أشد قسوة وأكثر فتكا بكل ماهو إنساني. إذا كان هناك أملا في ان تقف مصرنا ثانية ولو ببطء فمقاطعتكم ستقضي على هذا الأمل، ولو كانت  مشاركتنا الإنتخابية ستنقذ مصر ممن يدعون باطلا  انهم ابناء الثورة وهم لا ينتمون اليها تماما، فمقاطعتكم ستسلم مصر في أيدي هؤلاء المجرمين، يمكنكم أن تتبينوا خطورة موقفكم من العدد الهائل للبلاغات التي تدل على إنعدام الإمانة والذمة والضمير، ولكم أن تختاروا  ترك مصيركم ومصير اولادكم في وطن تسلمونه رخيصا لمن يتحرك بأوامر جماعة اثبت التاريخ خداعها وإجرامها، واصبح كذبهم مضربا للمثل بشكل مخزي، أرجوكم تابعوا الآن خطط الارهابيين واكتشفوا ماهي تخطيطاتهم وقد ضبطت بدايات مخططاتهم، أرجوكم لاحظوا تعبيرات الوجوه وميزوا لغة الكلام، بعقولكم وقلوبكم ستعرفون من هو الذي يحب مصر ومن الذي يحب الجماعة والمصالح الشخصية، لاحظوا من هم الفلول كما تبين الصور والتاريخ مع الحزب الوطني السابق، ومن تاريخهم الإجرامي ومن هو صاحب الإنجازات والاتزان الشخصي الذي يضع الدين في مكانه ويفصله جيدا عن السياسة،   ولو هانت مصر عليكم فلكم أن تبيعوها بإصرار ليس له تفسير ولا معنى و بسلبية وتجاهل بَيِّن لمصلحة الوطن ومواطنيه.
ارجوكم لا تبيعوا مصرنا الغالية
محبتي لمصر الجميلة وطني العزيز
ولكل شعب مصر

About مرثا فرنسيس

مرثا فرنسيس كاتبة مسيحية، علمانية، ليبرالية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, فكر حر. Bookmark the permalink.

4 Responses to أرجوكم لا تبيعوا مصر

  1. اختي العزيزة مارثا، نصيحتك سليمة تماما فكم ترك المصريون وطنهم نهبا لكثيرين ووصلوا هم ال اسفل سافلين. فرغم الثورة ففي الجولة الاولي لهذه الانتخابات في الشهر الماضي ذهب نصف عدد من لهم حق التصويت وادلوا باصواتهم للاختيار بين 13 مرشحا. وتلك سلبية مردها الي ان مخزون اللامبالاه في الوعي الجمعي للمصريين اتجاه اختيار السلطة لازال يعمل عند كثيرين. لكن الامر اختلف في الاعادة بين مرشح نظام مبارك مرشح الاخوان الاسلا ميين، ولا تستغربي إذا ما قلت ان من ذهب للتصويت اقل من النصف، اي ان العدد تناقص مقارنة بالمرحلة الاولي. ولا تستغربي ايضا لهذه النتيجة لان بعد ان اسفرت نتائج المرحلة الاولي عن مرشحين مرفوضين من قوي الثورة فان الامتناع عن التصويت أو التصويت مع ابطال صحة الورقة الانتخابية هو فعل رفض سلبي شانه شأن الثورة كفعل رفض ايجابي. فالدولة ممثلة في المجلس العسكري أو في ايا من مؤسساساتها السيادية ستعرف من نتائج المقاطعة أو افشال الصوت الانتخابي ان الثورة لازالت حية ولو بشكل آخر وهو رفض نتائج ادارتها منذ تم خلع المخلوع. وان الشعب لا يقبل بهذه النوعية من الرؤساء مستقبلا

  2. مرثا says:

    أخي العزيز محمد البدري: سلام لك
    في رأيي أنه علينا ان نتعامل مع الواقع وليس مع احلامنا التي لم تتحقق، بدلا من أن نفقد الواقع أيضا وهذا مادفعني لأن أحث كل مصري أن يدلي بصوته مهما كان والا يقاطع الانتخابات، وأتمنى الا تكون النتيجة سقوط مصر في يد جماعة تكذب بلا حدود ولا تخجل من المجاهرة باستغفال الناس وكأنهم لا يرون ولا يسمعون وليس في ماضي او حاضر الإخوان مايدفعنا لتصديقهم او للثقة بهم،
    مصر قوية وستنجو
    شكرا استاذ
    محبتي

  3. ٍٍSayed Haddad says:

    من تفضلين أن نعطي له صوتي لكي اصون مصر ؟ اذكري لي واحد من أثنين اعطيه صوتي لكي انقذ أمنا مصر المنتهكة حرمتها وقدسيتها منذ عصور .. لمن تمتد يدي وأقول له خذ مصر ؟ .. هذه الانتخابات غير شرعية تماما ومن يفوز فيها غير شرعي .. لن نرضى بالأمر الواقع ولن يفرض على مصر أفاق . وكلاهما أفاق ولن اشارك في هذه الجريمة.. حتى لو خرج ال90 مليون مصري وادلوا بأصواتهم فلن اخطو خطوة ولن تمتد يدي واسلم مصر أمنا العزيزة لمن ينتهك حرمتها .. حتى ولو كنت وحدي.

  4. مرثا says:

    أخي العزيز د. سيد حداد
    سلام لك
    اقدر ماتشعر به لأنها احاسيس ومشاعر كل مصري، لا هذا يصلح ولا ذاك ولكن كما ذكرت في تعليقي للزميل الاستاذ البدري، اننا لابد ان نتعامل مع الواقع والواقع ينبئ بخطر جسيم وهو وفوع مصر في براثن الإسلام السياسي، والجماعة التي لا تعتنق مبدأ ولا دين وتجاهر بكل جرأة بالكذب والمخالفات والتزوير، وكلنا يعلم تماما الآن ان اي رئيس يتقلد سدة الحكم في مصر يعلم جيدا ويذكر جيدا انه سيخلع ان خالف ارادة الشعب اما جماعة الإخوان بكل تاريخها الأسود فهي مدت اذرعها الى كل مؤسسات الدولة وبينما تنتقد النظام السابق الديكتاتور تقوم بالتكويش على كل شئ وهي ابعد مايكون عن الدين والاستقامة، اعطيت صوتي لشفيق ليس فقط لأني ارفض حكم الكاذبين ولكن لأن المرشح عن الجماعة لا يمكن ان يستطيع ادارة مصر على الإطلاق، ماهي مواصفاته الشخصية وماهي قدراته وامكانياته التي يستطيع بها التخطيط والتنفيذ لانقاذ مصر
    ارجو الا اسبب لك اي مضايقة بكلامي
    محبتي وكل احترامي لشخصك

    محبتي وكل احترامي لك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.