أحمد الصراف : «شكراً لن نرحل»

jesus_cross_crucifixionيوسف مونس: القبس الكويتية نشر في : 02/10/2015  

رابط مقال احمد الصراف :  اخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا

كتب السيد أحمد الصراف مقالاً في القبس قبل عام، لم أطلع عليه إلا مؤخرا، تحت عنوان «اخرجوا أيها المسيحيون من أوطاننا». وبصفتي الكهنوتية والأدبية والعلمية، رأيت أن من واجبي التعقيب عليه بهذه الكلمات التي أتمنى أن تجد طريقها لقلوب القراء وعقولهم. أعرف يا سيدي محبتك للبنان وأهله، وأنك تزوره دوما، واسمح لي بأن أشكرك على مواقفك الإيجابية، ولما تكنه من احترام لمسيحيي الشرق، مزامير الحب والاحترام، في عالمنا العربي المضروب بوباء التعصب والكراهية والرجعية والتكفير والارهاب والاصوليات والتوحّش الاخلاقي.
هنا، يا عزيزي أحمد، وفي هذا المشرق الجميل سنبقى. سنبقى في باب توما وكنيسة الشام. وسنبقى في دمشق مع يوحنا الدمشقي وسيدة الصوفانية وافرام السرياني والاخطل الكبير. هنا في معلولا ويبرود وصيدنايا وحلب سنبقى مع جرمانوس فرحات. هنا في القامشلي والجزيرة وقرقوش مع يعقوب السروجي ويعقوب النصيبيني واسحق السرياني، ولن نخرج من اور وكلدة وبابل ونينوى. وكيف نخرج من الموصل ونينوى واربيل وبابل، ونحن من كنائس المشرق الكلدانية والاشورية والنسطورية والاربوسية والسريانية؟!
كتبنا المقدسة ممتلئة بذكرى اور وكلدة وبابل ونينوى.
كيف نترك الكوفة ونجران ويبرود وافاميا ومار سمعان وحلب؟!
كيف نترك اوغاريت وقصائد الخلق والبدايات وعظمة المدائن في افاميا؟!
لن ننسى معرة النعمان. وأن «مار مارون» وحوله تلاميذه في منطقة براد وافاميا. هنا كان سمعان العاموي وديره الكبير.
كيف نترك الشام وكنيستها او كنائس العذراء على الشاطئ السوري؟ هل ننسى باب توما ومار بولس وحننيا؟!
العجائب الكثيرة في دير العذراء في صيدنايا فلمن نتركها؟
وكيف نترك معلولا والجبل المنشق، ونترك «تقلا»، اولى القديسات الى عالم الخلاص؟
لن نخرج من النيل والصعيد والقاهرة والاسكندرية، فهنا كان كيرللس وانطونيوس وغبوميرس ومكاريوس وبشارة وسليم تقلا وجريدة الاهرام وجرجي زيدان، وكل الكنائس الممتدة على كل الشاطئ الافريقي، فهناك كان اغوسطينوس وترتليانوس وسيبريانوس وسواهم. وكيف ننسى الحبشة التي التجأ عند ملكها المسيحي المضطهدون من أوائل المسلمين؟!
كيف نخرج من الموصل ونينوى وبغداد ونحن نور المشرق وكنيسته الكلدانية واجدادنا هم هنا، وابراهيم ابونا كان هنا وكتبنا المقدسة ممتلئة بذكر اوروسلده الارض التي تعبق برائحة التراب المقدسة؟! هنا كان اداي وماري هنا كتبنا مزامير التسبيح واناشيد التمجيد لله!
كيف سنترك ارض مريم المباركة المصطفاة، وقد كرس لها القرآن سورتين عظيمتين؟
كيف نترك لبنان وبعلبك وزحلة؟ ففي سهلها دلالة جوبتر اقام له هيكل الشمس عندنا والهة الجمال فينوس مات لاجلها ادونيس، وقامت على تلالنا عذراء الجمال في رميش ومغدوشة وحريصا والبقاع والحصن والشنبوق والنهر الكبير، ومارك اوريل وزينون، والبيان من بيروت ومدرستها، والغزاوى والجامعة اليسوعية والجامعة الاميركية والكسليك والبلمند والجامعة اللبنانية والجامعة العربية.
سنبقى هنا نتقاسم معكم لقمة العيش وسحر الكلمة التي هي الله، ومشوار الحضارة والاخوة والعيش المشترك ووليمة الحب ونور الانفتاح وجمال التراحم ونبل التسامح وكرم الاخلاق والعفو. نحن هنا في مصر والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان وليبيا والمغرب والاردن وتونس والجزيرة، واليمن. لن نندم على حبنا لكم، ولن نحقد على كرهكم وذبحكم لنا وحرق كتبنا، وسنعيد بناء كنائسنا واديرتنا ومعابدنا، وهي مفتوحة لكم مع قلوبنا، فربنا واحد.

البروفيسور الأب يوسف مونس

…….

(الاب يوسف مونس) رسالة جوابية الى احمد الصراف حول ما كتبه في جريدة «القبس» الكويتية: ايها المسيحيون، ارحلوا عن اوطانننا

دعني يا سيدي اكمل لك «طلبتي» عن ارثنا الروحي والحضاري والفني والفكريوالجمالي وقد غفل عن بالي ذكر العديد من اسمائهم فلهم اقدم اعتذاري وطلبي منكرم اخلاقهم مسامحة نسياني لذكرهم…

جرار القيامة والحياة في جبيل

كيف نترك جبيل ونخرج منها وهنا قبل الآف السنين رتلنا: الاله ادون مات حقا مات، الالهادون قام. حقا قام واتينا اليوم نقول ونردد: المسيح قام حقا قام. كنا ندفن موتانا فيجرار على شكل بيضة الحياة. وآمنا منذ القدم بوجود الله وثالوثيته وموته، من هنا منجبيل حملنا حروف الابجدية وقيامته وعبرنا الى العالم من شواطئنا حاملين معهاالبرفير والارجوان…

كيف سنترك هنا ومجد الرب سكن ارزنا ومن ارز جبالنا صنعنا هيكل سليمان وعلىشواطئنا انشدنا قصائد اوغاريت وصلينا للاله البعل الذي يرى كل شيء.

اننسى آسيا الصغرى ومناسك الكابادوكيا؟ اننسى اسيا الصغرى وتركيا وازمير حيث كانت السيدة العذراء ومار يوحنا وتاوس وبولس
Tharse
وباسيليوس وغريغوريوس وميساء الكابادوكيا والاناضوليا وبيت السيدة العذراء هناكوكنيستها سيدة الحكمة اجياصوفيا في اسطنبول او القسطنطينية وانطاكية مدينة الله المقدسة حيث اول ما دعينا فيها نصارى هي هنا وما زال بطاركتنا يسمونهم بطاركة انطاكيةوسائر المشرق. بطرس الرسول كان هناك.

ارمينيا ومذبحة الدم والاستشهاد

اننسى ارمينيا وجبالها نيغورفي كرباخ وكنائسها واناشيد غريغوريوس المبتور؟ اننسى مذابح الارمن لاجل ايمانهم. والاهوال التي تحملوها في رحيلهم وانتشارهم ام مذابحالاشوريين والسريان والكلدان وكافة المسيحيين من اقباط ونساطرة ويعاقبة واردوسيين والارثوذكس او ملكيين وموارنة ويعاقبة وسواهم.

القدس هنا والارض المقدسة في القلب

كيف يخرج من هنا مسيحيو فلسطين؟ والى هنا اتى من بلاد فارس ملوك المجوس حاملين ذهبا ومرا ولبانا واتى ملائكة من السماء ينشدون للمولود من عذراء وام وبتول واتىرعيان فقراء حاملين هداياهم وحملانهم ليروا ما اخبرهم به الملاك هنا في بيت لحم وقصص الميلاد وصرخة بابا نويل الحاملة الفرح والرجاء وهنا دم اطفال بيت لحم الذي اهرق لاجلالهنا. هنا الناصرة حيث عاشت العائلة المقدسة، يسوع ويوسف ومريم وما زالت بعض الابواب باقية هنا وهي من صنع يوسف النجار من خشب الحور والبطم والارز واللذاب والزيتونوالسنديان والصنوبر. هنا عين كارم وكفرناحوم ونهر الاردن والمغطس حيث عمّد يوحنا يسوع وانفتحت السماء على الاب والروح القدس. هنا الجليل وبحيرة طبريا وجبل طابور وجبل التجلي في حرمون، هنا رفض رجم المرأة الزانيةوغفر للتائبة التي احبت كثير وغسلت قدميه بالدموع والطيب وانشفتهما بشعرها. هنا العشاء السري وبستان الزيتون والشعانين وهتاف الاطفال. هنا جلد يسوع وحكم عليهبالموت لانه تكلم عن المحبة والمغفرة وعطف على الخطأة والفقراء. هنا درب الالام والجلجلة والصلب والقبر والقيامة وجبل الصعود الى السماء. هنا نزل علينا الروح القدس وذهبناالى ارض لبنان ارض مقدسة. السيد المسيح اتى ارضنا مع امه العذراء مريم وسقى ضيوف العرس الماء المحوّل خمرا؟ في قانا بناء على طلب امه مريم. مريم المصطفاة التي لميتكلم القرآن عن امرأة وقد تكلم عنها لاكثر من 28 مرة وضعها بسورتين. وهنا على كل شواطئ افريقيا اقمنا كنائسنا ومعابدنا لمريم ام الله ولسواها من السكرانين بالله. مريم هذا الاسبم الحبيب يردده القرآن لاكثر من 28 مرة ولهذه المصطفاة يتفرد القرآن بسورتين لها. مريم بنت عمران ومريم. لم تذكر اية امرأة في القرآن كما ذكرت مريم سيدة نساء العالمينالطاهرة والمطهرة والعاكفة والمعتكفة وتبقى السورة التي تحكي بشارة الملاك لها القريبة من بشارة لوقا في الانجيل رائعة الحكايات ومخزنا في لبنان اننا جعلنا من يوم 25 آذار،يوم عيد البشارة عيدا، وطنيا لبنانيا مسيحيا واسلاميا… العالم يبشر بالمحبة والاخوة واحترام حقوق الانسان رجلا كان ام امرأة

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.