أحلى من الشرف مفيش !

لكَمْ هي مُقرفة عبارة (فَضيلة) وهي تَسري على أفواههم !
(فريدريك نيتشة)tawfiqdaqen

بوست:

فليعذرني مُحبّوا الراحل (توفيق الدقن) لإقتباسي عبارته الشهيرة أعلاه فهو أيضاً كان يقولها تهكّماً على أدعياء الشرف (حسب ظنّه) !
في الأونة الأخيرة ,أصبحت (موضة) تقريباً خروج بعض الإعلاميّات علينا .ربّما هنّ خليط فاشل من أنصاف إعلاميّات على أنصاف ممثّلات على أنصاف كلّ شيء ,ريهام سعيد و رانيا محمود يس مثلاً !
ناهيك بالطبع عن (موضوع مشابه) يخّص عدد من الممثلات اللواتي تُبنّ على حدّ تعبيرهنّ فتحجبوا وإعتزلوا التمثيل (أو إستمر البعض في مصدر رزقه) كونه لا يجيد غيره ,من الجميلات شمس البارودي وسهير رمزي الى الأخريات الباقيات الصالحات العابدات المؤمنات الصائمات القائمات النائمات .فهل كانت فاتن حمامة أو مديحة يُسري مثلاً ,أقلّ شرفاً من إحدى المذكورات؟
ويا للعجيبة ,كان طريق هدايتهنّ مُعبّد غالباً بالنصائح والأموال السلفيّة ودروس الدُعاة المُفتَرضين (عمرو خالد الإنثوي ,وأمثالهِ) !
إنّما بعضهنّ لم يحتملنّ هذا العذاب وإزدواج الشخصية الصريح ,فعدنّ سيرتهنّ الأولى ونزعنّ الحجاب تصالحاً مع ذواتهم .أمثال الفنانة عبير صبري والراقصة دينا والإعلامية بسمة وهبي وغيرهنّ !
الأصل الخاطيء في هذه القصة ,الثقافة وسعة الإطلاع ,وكونهم يربطون الاخلاق بالتديّن ومظاهرهِ ,وهذا فهم يدحض نفسه بنفسه لو يعقلون !
لأنّه أيّ دين هو الحقّ المُتبّع في هذه الحالة ؟ فقد يختلف تفسير الأخلاق والشرف والعفّة بين دين وآخر الى حدٍّ كبير .كذلك يختلف هذا التفسير تبعاً للعادات والتقاليد والأعراف الإجتماعيّة السائدة التي لا تتأثّر بالدين وحده ,بل بالبيئة والمناخ والرفاهيّة والمستوى الحضاري الذي وصلته الشعوب.وخير مثال فإنّ البنت (العذراء) في العشرينات من عمرها تُعتبر حالة مُخجلة في بعض البلاد (وقد تكون مَرضيّة) وربّما تُفسّر بعُقدة نفسيّة في البنت أو حادث تعرّضت له يمنعها من ممارسة حياتها الطبيعية بينما العكس في بلاد اُخرى ,حيث العُذريّة مَطلَب أساس لمفهوم الشرف!
إنّما في ظنّي أغرب الحالات هي التي تحدث في بلادنا الإسلاميّة البائسة!
حيث تجارب الرجل قبل الزواج تكون متوّقعة ومقبولة ,بل دليل خبرة ورجولة غالباً بين الأصدقاء والمجتمع .لكن في حالة البنت ستكون حتى تجربة خطوبة فاشلة,مصدر قلق وشك وريبة في البنت وعائلتها!
ولا أفهم كيف تصل الإزدواجية في مجتمعاتنا الى هذا الحدّ الفاضح ؟
فما مصدر صديقات الشباب إذاً ؟ هل ينزلنّ من السماء مثلاً ,أم يستوردنّ من الغرب الكافر لغرض (التستسة) فقط ؟
***
النفاقُ سيّد الموقف !
كلّ مانراه من مثل تلك السلوكيّات لايعود الى تديّن أو إيمان حقيقي حتى. إنّما تفسيره النفاق والرياء والمتاجرة بالتديّن ,وإدّعاء الفضيلة ليس إلّا !
نعم سُميّة عبيد (بمقاييس التحضّر) هي أشرف من ريهام سعيد التي حاولت فضحها بصور شخصيّة ,بدل نصرتها على المتحرّش السافل!
و أحمد الحرقان أعقل من رانية محمود ياسين ,التي طردته بعد أن منعته من إبداء رأيهِ الذي حضرَ من أجلهِ!
بينما المستشار (اللهلوبة) الذي يرقص طرباً وينّط مُعرصّاً في مثل تلك الحالات ,لا يحتاج منّي أدنى تعليق!
وأن كنتم لا تُصدّقون ما أقول فلتراجعوا مواقع التواصل الإجتماعي بهذا الخصوص !
***
الخلاصة :
لا خَجل لا مِهنيّة لا مَوضوعيّة لا حِياديّة ,ولا أدنى فضيلة تخّص ميثاق شرف إعلامي (غير مكتوب),نجدهُ في تصرفّات بعض الإعلاميين والإعلاميّات أصحاب الضمائر القلقة في زمن الفوضى الخلّاقة بإمتياز!
أينبغي أن تصرخ وتطرد الإعلاميّة ضيفها وتصّب عليه جام غضبها (المُصطنع) ,لنفهم أنّها شريفة نزيهه مؤمنة خلوقة ؟
أين حيّاديّة الإعلامي ,أليست هي شرفه الحقيقي في تلك اللحظة ؟
لماذا يفقدون روح المَرح وتقبّل (أو حتى سماع) الرأي الآخر ؟
لماذا يستضيفون أحداً قد أضمروا نيّة التهجم عليه ثم طرده ؟هل هكذا يُحاربون العِلمانيّة مثلاً ؟ أغلب الظن عندي فإنّ الدافع نفاقي مادي!
شخصيّاً لو كنتُ أحد هؤلاء الضيوف المطرودين لأسمعتُ المُستضيف المتعسِّف تعبير نيتشه :(هذه آخر مرّة أتحدّث فيها الى ميّت)!
نعم علينا أن ندرك أنّ تفسير الأخلاق في عصرنا الراهن قد تجاوز كثيراً تفسير الأديان لها .أصبح قريباً ومرتبطاً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في قصر شايو في باريس عام 1948 الذي تقول مادته الأولى :
(يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق ,وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يُعامِل بعضهم بعضاً بروح الإخاء)!
نعم لقد أصبحت معاني الأخلاق والشرف تلتصق في المجتمعات الناهضة بقيم العِلم والعمَل والبناء والنهوض ومحاولة تقبّل الآخر المُختلِف ,كما يفعل أكثر الغربيين اليوم مع اللاجئين والمهاجرين المسلمين ,عندما يستقبلوهم في بيوتهم ,ويتقاسمون معهم طعامهم وملابسهم !
أعزائي القرّاء الكرام !
(لترتابوا أكثر من كلّ أؤلئك الذين يُكثرون من الكلام عن عدالتهم ونزاهتهم وشرفهم) .. نيتشه !
***
الروابط :

1/ رابط ريهام سعيد وضحيّتها (سميّة عبيد) !
https://www.youtube.com/watch?v=juXyDZk97_A

2 / رابط رانيا محمود يس / برنامج صباح العاصمة

تحياتي لكم
رعد الحافظ
6 نوفمبر 2015

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

One Response to أحلى من الشرف مفيش !

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟

    ١: وألله كلامك ذهب وهى الحقيقة المرة التي غدى يدركها كل ذي عقل مظمير ؟

    ٢: صدق من قال { كل المبادئ تنتحر عندما يموت الضمير وتجوع البطون ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    مصيبة المصائب أن التملق اليوم غدى مهنة في مدرسة المشاغبين ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.