يحدث في “سوريا الأسد “

Bassam Yousef

منذ أربع سنوات اتصل أحد ما بالأب، وبعد مقدمة طويلة عن الوطن، والقائد، والمؤامرة، أخبره أن ابنه الذي يخدم الجندية قد استشهد في معركة من معارك “البطولة والفخر”، ثم أخبره أن الجثمان سيصل غدا مع جثامين أخرى لتدفن في مقبرة الشهداء.
في اليوم الثاني توجهت العائلة، والأقرباء، وأهل الحارة، وجمع كبير إلى المقبرة، وهناك انتظروا وصول الجثامين، ولم يطل الأمر حتى بدأ إطلاق الرصاص معلنا وصول موكب التشييع.
دفنت الجثامين التي وصلت داخل توابيت ملفوفة بالعلم السوري، وتحدث ضابط عن المؤامرة، كانت الأم تجلس بجانب التابوت الذي سجل عليه اسم ابنها وتبكي، وتتوسل للجنود المحيطين بالتابوت أن يسمحوا لها ولو بنظرة واحدة على جسد ابنها قبل دفنه، لكنهم رفضوا.
انتهى الدفن، وغادر الحشد المقبرة، لكن القبر أصبح المكان الوحيد الذي تقصده الأم كلما سمح لها الوقت، كانت تجلس بجانبه ثم تبدأ حديثها، تخبره عن العائلة والأهل والأقرباء والحارة …
منذ أربع سنوات والأم تواصل زياراتها الى قبر ابنها …. ساعات طويلة، طويلة من الكلام، والبكاء، والشوق، والصمت أمضتها الأم بجانب قبر ابنها.


منذ أيام وبعد أن خرج “جيش الإسلام ” من دوما، قام بتسليم قائمة بالجنود الذين قتلوا في المعارك ولم يقم النظام بسحب جثثهم، فقام جيش الاسلام بدفنهم في مقبرة ووثق أسماء من دفنوا في هذه المقبرة.
اتصل أحد ما بالأب، وبعد مقدمة تكاد تطابق مقدمة الضابط الأول، أخبره أن اسم ابنه موجود ضمن أسماء الجنود المدفونين في مقبرة دوما، ثم أخبره أن الجثمان سيصل بعد يومين إلى المقبرة اياها.
توجهت الأم إلى القبر الذي واظبت على زيارته أربع سنوات، جلست بجانبه ثم قالت له:
– ياعيني انت …الي اربع سنين وانا بزورك وبحكيلك كل شي … يا ابني ليش ماقلتلي انو مانك ابني..؟؟. ياعيني بعد بكرا بدهن يجيبوه لابني، بدي قلهن يحطوه جنبك … منشان ضل زوركن تنينكن …. بس يا ابني ما قلتلي مين إنت ؟؟.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.