وفاء لضحايا #تزمامارت‎

عندما أتصور سجناء تزمامارت الذين دخلوا المعتقل الكابوس قبل ولادتي وولدت وهم محبوسون معذبون فيه ووقعت الحرب الأهلية اللبنانية وانتهت وهم نزلاء أحياء قبور المعتقل، وتولى الملك خالد حكم السعودية وتوفاه الله قبل خروجهم بعشر سنين، وقام صدام حسين بحربين وضعتا أوزارهما قبل خروج من بقي حياً منهم.. وتولى الرئيس الجمهوري رونالد ريجن قيادة الولايات المتحدة لفترتين قوض في نهايتها نظام السوفيت فاهتز وسقط إلى الأبد قبل خروج المساكين من ظلمتهم المرعبة.. والكثير من الأحداث السياسية وقعت هنا وهناك خلال المرحلة المريرة لضعفاء أصر السجان على تركهم سرمداً.
كلما تذكرت ذلك أشعر بذنب نوعاً ما رغم أني أقيم بعيداً عن تزمامارت بحوالي خمسة آلاف كيلومتر؛ لكن هول ما جرى وموت أناس في المعتقل تحت الإهمال وسوء الغذاء ومنع الدواء والشمس وبعضهم أنهى حكمه القضائي وترك منسياً يدوس سجانه كل القوانين الوطنية والوثائق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان؛ وخلف أولئك الموتى الذين دفنوا في باحة السجن دون تغسيل وصلاة أسر مكلومة إلى الأبد.
كل ذلك يحمّل إنسانيتنا جزءاً ولو محدوداً من المسؤولية تقتضي للتكفير عنها قراءة ومطالعة قصص هؤلاء البشر أو الاستماع لها وهي منتشرة في مواقع النت.
وأنا أقارب الانتهاء من المرحلة الثانوية كتب الله للأحياء من المعتقلين الخروج مواجهين العالم الذي أضيفت إلى الحياة فيه مخترعات السبعينات والثمانينات وموضاتها وسياراتها التي آخر ما يعرفه المعتقلون من موديلاتها صنع عام 1973 .


لكل من يسمع عن معتقل تزمامارت عليه معرفة ما جرى لضحاياه وفاء لأناس ماتوا أو أمضوا زهرة شبابهم معذبين دون أن يعلم بهم أحد إلا بعد فوات الأوان.
وليسوا وحدهم المعذبون بالاختفاء القسري فهناك حول العالم من مر بتجربة الإخفاء القسري، ومعتقلو تزمامارت نموذج صارخ لهم.

About يوسف علي الشاعل

.. يوسف علي الشاعل السعودية مواليد 1975 متزوج ماجستير قانون عام باحث عربي مؤمن بالتضامن الشعبي العربي بغض النظر عن توافق الحكومات
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.