فجّرت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية مفاجأة من العيار الثقيل بكشفها عن فضيحة لوزير التسامح الإماراتي نهيان مبارك آل نهيان (69 عاما), الذي اعتدى على شرف امرأة بريطانية هي الصحفية “كيتلين ماكنمارا”(32 عاماً)، أثناء عملها على إطلاق مهرجان “هاي” الأدبي في أبو ظبي.
وقع الاعتداء في يوم عيد الحب 14 فبراير/ شباط من العام الجاري، في فيلا في جزيرة خاصة نائية في منتجع القرم، حيث يمتلك معظم أفراد العائلة المالكة عقارات.
وقالت الصحيفة إن ماكنمارا سافرت إلى الإمارات للعمل على إطلاق المهرجان الأدبي هناك، فتعرضت للاعتداء من قبل الشيخ عندما التقيا في فيلا على جزيرة نائية.
وقالت مديرة المهرجان، كارولين ميتشل، إن المهرجان لن يعمل في أبو ظبي مستقبلا، مادام الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزيرا للتسامح.
واشتكت الموظفة كيتلين ماكنامارا بأن الوزير اعتدى عليها مطلع هذا العام وطالبت بالتعويضات القانونية, ولكن وزير التسامح، الذي يكبرها ب 37 عاما انكر هذه الادعاءات واعتبره تشويه لسمعته الاميرية السامية. بينما كيتلين ماكنامارا قالت أنها أخبرت المسؤولين عن المهرجان والسفارة بعد الحادث مباشرة، وبلغت الشرطة في بريطانيا بعد رفع إجراءات الإغلاق بسبب فيروس كورونا, وهي تنتظر الان لتعرف ما إذا كان المدعي العام سيتولى قضيتها، وإنها قررت التخلي عن حق عدم كشف اسمها، “لأنني أشعر بأنني سأخسر شيئا .. قررت أن أشتكي علنا لأكشف ما يفعله الرجال الأقوياء مثله ويعتقدون أنهم سيفلتون من العقاب … بالنظر إلى الترتيبات، يبدو جليا أنني لم أكن الأولى ولا الأخيرة. وقد ترك هذا الحادث أثرا بالغا في نفسي وجسدي، بينما كان بالنسبة له ربما نزوة عابرة”.
وذكرت صاندي تايمز أنها لم تتلق ردا من الشيخ نهيان للتعليق على هذه الاتهامات، لكنها تلقت بيانا من مكتب محاماة شيلينغز في لندن يقول: “إن موكلنا يعبر عن استغرابه وحزنه من هذه الادعاءات التي تأتي بعد8 أشهر من وقوع الحادث المزعوم، وفي صحيفة وطنية. إن موكلنا ينفي كل ما جاء في هذه الادعاءات”.
وكتبت مديرة مهرجان “هاي” في بيان نشرته على تويتر تقول: “إن ما حصل لزميلتنا وصديقتنا كيتلين مكنامارا في أبوظي في فبراير هو انتهاك شائن للثقة واستغلال بغيض للمنصب .. أن الشيخ نهيان أهان مسؤولياته الوزارية، وخرب تماما محاولات حكومته للعمل مع مهرجان “هاي” لترقية حرية التعبير وتمكين المرأة .. سنواصل دعم كيتلين في المطالبة بالتعويض القانوني عن هذا الاعتداء، ونحض أصدقاءنا في الإمارات على النظر في تصرف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وتوجيه رسالة إلى العالم بعدم التسامح مع مثل هذه التصرفات. ولن يعود مهرجان هاي إلى أبو ظبي ما دام الوزير في منصبه”.
في البداية ظنت “ماكنمارا” أن اتصال الوزير الإماراتي بها ودعوتها على العشاء في محل إقامته كان لمناقشة الاستعدادات لافتتاح مهرجان هاي أبوظبي.
وقالت ماكنمارا “هناك نقاش قديم حول إذا ما كان من الأفضل أن يكون لديك منصة في دول مثل هذه أو اتخاذ موقف من خلال المقاطعة ؟.. لقد حصلت على درجتي الجامعية في اللغة العربية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية ساوس بعد دراسة العلاقات الدولية في جامعة ساسكس، وتخصصت في الدبلوماسية الثقافية، وأؤمن حقًا بالحوار والمشاركة… واعتقدت أن هذه ستكون فرصة لتتحدث مع الشيخ، الذي يلقب بـ “شيخ القلوب”، حول قضية أحمد منصور، الشاعر المعروف، المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة نشر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تنال من مكانة وسمعة الإمارات, كوني مدافعة عن قضايا حقوق الإنسان القريبة من قلبي … شعرت بالخوف، كنت وحدي على هذه الجزيرة في مبنى خرساني مع هذا الرجل القوي الذي يتحكم في كل جانب من جوانب حياتي هناك، رحلاتي الجوية، تأشيرتي. أعلم أن هؤلاء أشخاص لا يمكنك ان تغضبهم، لقد قضيت وقتا كافيا هناك لمعرفة قوته وتأثيره في بلد تسمع فيه كل يوم قصصا عن أشخاص اختفوا في الصحراء ..السفارة البريطانية في الإمارات نصحتني بعد وقوع الحادث بالمغادرة فورا وعدم ابلاغ الشرطة الإماراتية حفاظا على سلامتي”.
لكن السفارة أوضحت لها أنه “سيكون من الصعب للغاية (إن لم يكن من المستحيل) رفع قضية مع الشرطة وتسمية الشيخ نهيان كمعتد عليها. كما أنها ستواجه نفس المشكلة في الحصول على أي نوع من التمثيل القانوني “.
تقول ماكنمارا: “تمتد سلطة ونفوذ هذا الرجل إلى أجزاء كبيرة من العالم بما في ذلك هذا البلد”، ولذلك وضعت الشرطة منزلها تحت المراقبة وزودته بأجهزة إنذار خوفا على أمنها وسلامتها.
تضيف “ماكنمارا” أنها مصممة على إحضار الشيخ للوقوف أمام القضاء، الأمر الذي تتولاه البارونة كينيدي مع فريق من المحامين البارزين في لندن لتمثيل ماكنمارا مجانا والبدء في النظر فيما إذا كان بإمكانهم مقاضاة نهيان في بريطانيا.