هنيئا بالأزواج الأربعة …
ممدوح بيطار , مها بيطار :
طرحت الكاتبة السعودية نادين البدير قبل عدة اعوام مشروع زواج المرأة من أربعة رجال على الأقل (التفاصيل على هذا الرابط: نادين البدير: أنا وأزواجى الأربعة ) , استفز ذلك الطرح الذكورية خاصة رجال الدين , الذين استنفروا وكفروا الكاتبة ثم جندوا القضاء ضدها , شتموها وهددوها وادعوا ان ماكتبته كان علامة من علائم الساعة , من ناحية أخرى لم يدفعهم هذا الاعلان الاستفزازي على التفكير بحال المرأة وتعدد الزوجات , التي عليها أن تعيش مع ثلاثة نساء ورجل , خاصة اذا كانت الزوجة الأولى , فللرجل الذي يتزوج بأخرى ثانية أو ثالثة مشاعر متناقصة تجاه الأولى , الأولى أصبحت نخب ثاني والثانية نخب أول , تتحول الزوجة الأولى بعد زواج الذكر الجديد الى نوع من الفضلات أو الفائض الذي لم يعد له لزوم وقابل للطرح والاستبعاد في أي وقت , ..انها تعيش بعد زواج الذكر الميمون بثانية او ثالثة “بالحسنة ” وعلى الفتات الذي يؤمنه الرجل لها انطلاقا من كرمه وليس من واجبه , تتحول الزوجة الأولى الى كائن طفيلي مهدد في أي وقت بالطرد , ثم أنه ليس من الضروري اعلام الزوجة الأولى بنية زواج الذكر من ثانية , في حال تعدد الزوجات تستقطب احداهن اهتمام الذكر بمثابة عائشة وما بقي يصبحن ولو جزئيا خارج الخدمة وخارج اهتمام الرجل .
في المجتمع الذكوري يحق للذكر ما لايحق للمرأة او بتعبير ادق الانثى , وبذلك تتحقق شروط مجتمع الدونية والحيوانية, , هنا تعتبر الانثى فقاسة تفريخ ليس أكثر ,مجتمع شريعة الغاب, مجتمع تكثر به ما تسمى جرائم الشرف ,التي لاتمت للشرف بصلة , الانثى مشيئة ومسلعة وبسعر متدني, بحيث يمكن الاستغناء عنها وتبديلها وشراء غيرها بسهولة , لم نسمع عن جرائم ترتكب بحق ذكر انتهك عرض فتاة واغتصبها, حتى الذنب في حالة اغتصابها هو ذنبها , لاملامة على المغتصب , انما الملامة على الأنثى -المرأة !.
العبرة والفكرة من مقال أنا وأزواجي الأربعة لنادين البدير كانت التالية , فليضع الذكر نفسه مكان المرأة في حالة تعدد الزوجات , , وعندما لايتمكن بسبب تأخره العقلي وتوحشه الأخلاقي , عليه تصور نفسه كأحد الأزواج الاربعة , كيف يمكن أن يكون شعوره في كلا الحالتين … كزوج من أربعة , أو كزوجة من اربعة , سوف لن يكون سعيد مع ثلاثة ازواج وزوجة واحدة , وسوف لن يكون سعيدا كزوجة مع ثلاث زوجات ورجل , في كلا الحالتين ينتاب المخلوق المؤنسن شعور يجعله يكفر باخلاق مجتمعات تسمح بذلك , لابل تشرعن نصوصا لاترفض ذلك لابل تعطيه صفة قانونية ,
من يرفض تعدد الزوجات , يرفض تعدد الأزواج , والكاتبة اصلا لاتريد التعدد , الا أنها تريد وضع وجدان الذكور على المحك , الذكور لايؤمنون بالمساواة ,والكاتبة تريد منهم ان يؤمنوا بالمساواة , عبثا حاولت ! لم تحقق الكاتبة الهدف المرجو من مقالها, ومعظم من انتقدها وهددها وكفرها لم يقرأ سوى عنوان المقال.
امة تتقبل تعدد الزوجات هي امة جاهلة متأخرة لا أخلاقية ,وهذا الأمر يفسر الوضع البائس الذي تعيش به شعوب هذه الأمة , انها ليست خير أمة , بل أحقر أمة أخرجت للناس , وأتعس أمة أخرجت للناس ,امة كائنات غريبة غير مؤنسنة , كائنات النصوص والأحاديث , كائنات لاتفكر ,تنقل ولا تعقل! , كائنات تحتقر نفسها باعلان انصياعها لمفاهيم ومبادئ بالية , كائنات وضيعة معطوبة الكينونة ومنقوصة الادراك بالذات واحترام الذات .
لاتملك هذه الكائنات المسحوقة من مقدرة سوى مقدرة الانصياع للنصوص , لا تقتدر حتى على التخلص من قلة الذوق باستخدام مفردة “نكاح ” في عقد الزواج ,ولا تقتدر على تجاوز مفهوم ارضاع الكبير او رفض نكاح الرضيع (الخميني) وليس بمقدورها الابتعاد عن زواج المتعة والمسيار والزواج بقصد الطلاق وغير ذلك من أشكال الزواج التي بلغ عددها حسب علمي حوالي 20 شكلا , وكل شكل أشد همجية من الشكل الآخر…الخ, نقالون انصياعيون لايعقلون ولا يفكرون .
يشعر الانسان بالاحباط والقرف عند رؤية هذه الكائنات وعند التعامل معها , عند سماع ضجيجهم في الحديث عن الأسرة وعن ضرورة الأسرة وضرورة حمايتها , وهم بنفس الوقت من حولوها من عش للحب والوئانم والألفة الى ماخور للبغاء الشرعي للمناكحة والمماحكة والى مسلخ للمرأة , التي عليها رؤية تهديم اسرتها وبناء اسرة مشوهة متوحشة على انقاضها ,