لبنان ؟؟ هل سيندثر تحت الرماد أم سيخرج أكثر عنفوانا ؟؟؟ قرار كل اللبنانيين ..
ككل البشر في العالم .. تمزّق قلبي وأنا أشاهد الحريق في لبنان .. الفرق أن قلبي يحترق مع كل مُصيبة أراها في أي من الدول العربية التي أنتمي إليها .. ولا زال قلبي يحترق على ما يُقاسية الإنسان العربي الذي يُقيم فيها ..
ما سأكتبه اليوم هو صرخة محبة وصرخة إنسانية لكل مواطن في لبنان آمل أن تمتد لكل مواطن في العالم العربي ..
لن أبدأ بتاريخ أوجاع لبنان .. سأبدأ من عملية إغتيال الرئيس الحريري ( رحمه الله ) في فبراير 2005 . ورفض حزب الله تسليم الجُناة لمحكمة دولية ؟؟؟ والإستمرار في المراوغة في محاكمتهم في لبنان ؟؟؟
وبرغم وجع عملية الإغتيال إلا أنها كانت الضربة التي أيقظت ووحدّت شعور اللبنانيون نحو دولة مواطنة .. لخوفها من قدرة الأحزاب السياسية على إعادتهم وبقوة السلاح إلى حرب أهلية أخرى..
ولكن وبرغم الضغط الشعبي الكبير خلال الفترة السابقة والذي قاده شباب من جيل جديد طالبوا بالتغيير الحكومي وطالبوا بدولة مدنية .. وبرغم إفتضاح أمر السياسيين وعملهم الذي وضع مصالحهم الإقتصادية والتربُح في المرتبة الأولى .. إلا أن تلك الثورات فشلت في إقناع حكومة التكنوقراط المزعومة بالتغيير ..والسبب الأول بهذا الفشل سلطة وقوة حزب الله السياسية برغم تصريحة العلني بولائه الأول لدولة الفقيه … وتوالت الكوارث من الكارثة الإقتصادية الأخيرة التي دمرت الوضع الإقتصادي .. وجاءت الكورونا لتقتل ما تبقى من معاناتهم وصبرهم ..
كارثة الإنفجار أكدت لكل طوائف الشعب بفساد وتربُح السياسيين حتى على حساب حياة الإنسان اللبناني وأكدت بقوة الأحزاب السياسية حتى على تموية وتعطيل وتمديد الإجراءات القضائية في تأخير إصدار حكم لصالح حياة الإنسان والتخلص من الشحنة .. كيف يمكن تخزين مثل هذه المادة في مرفأ يُعد من أهم عناصر البنية التحتية .. كيف يُمكن أن تُخزن في منطقة مأهولة بالسكان .. كيف يُمكن الإنتظار لمدة ما يقارب خمس سنوات بدون التخلص منها ..برغم أن مسؤولي المرفأ أرسلوا عدة رسائل لتنبيه المسؤولين لخطورتها ..
ليس مسؤولي المرفأ من يجب أن يخضعوا للمساءله .. لأنهم أشخاص ضمنوا لقمة عيشهم .. ونفذوا الأوامر .. السياسيين الكبار من يجب أن يخضع للتحقيق . فالجريمة ليست بأقل من جريمة ضد الإنسانية لم تُميّز بين السكان على أي أساس مذهبي أو ديني .. ضربت قلوبهم قبل أن تضرب بيوتهم .. وهدمت أحلامهم في مستقبل آمن لأطفالهم بعد حرمانهم من لقمة تسد الجوع ؟؟؟
سيدي القارىء ..
هناك 19 طائفة في لبنان كل منها تحكم سكانها ومُعتنقي دينها بما يتوافق مع مصلحتها أولآ ثم مع دينها .. هناك العائلات السنية التي تتمسك بهويتها السنية السورية أولآ ولا زالت ترفض وإن كان رفضا مُبطنا لبنانيتها .. هناك دروز .. وهناك شيعة لا زالت قيادتهم ترفض الولاء الأول للبنان ..بل تبجحت في إعلان ولائها لدول خارج المنطقة العربية برمتها … من هنا نمت فكرة القبلية الطائفية والفردية والتفرد في السلطة على طوائفها .. ومعها إرتبطت مصالح أبنائها .. بحيث أصبح بقدرة القائمين عليها من عائلات ثرية تُموّل من الخارج حفظا إما على مذاهب معينة وإما مصالح مادية أخرى .تترافق مع توظيف أبناء ملتها .. وإما الزج بهم في معارك يقتلون أو يُقتلون من أجل إعالة أبنائهم ومن أجل مذهبهم ؟؟؟؟؟
مما سبق فإن فكرة التعايش المشترك ليست الطريق للأمن ولسلامة المجتمع .. بل إن الفصل التام بين الدين والدولة ..وهو ما كان مطلبا واضحا أظهره ونادى به الشباب اللبنانيون قبل كارثة كورونا .. وحيث أن المرأة تُمثل عنصر المحبة والمرونة في تقبُل كل ما يحمي أبنائها . فنقطة البداية وضع قانون يتماشى مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان .. رجل وإمرأة .. سني وشيعي .. درزي أو ماروني … الطريق الوحيد لدولة مؤسسات لتعبيد الطريق لدولة يخضع كل مواطنيها للقانون وليس لقانون الغاب ..
زيارة الرئيس الفرنسي تؤكد التضامن المعنوي قبل المساهمه المالية لإعادة الإعمار .. الأولوية الآن لسد الأفواة الجائعة التي تتربص بها. كارثة نقص الخبز خلال شهر واحد .. كارثة عدم وجود سقف يحمي كرامة الطفل .. كارثة فقدان المعيل في شبه دولة مبنية على الطوائف وليس على مؤسسات … زيارة الرئيس ماكرون يجب أن تفضح الوضع السياسي القائم في لبنان لسياسيين فقدوا مصداقيتهم وليس لهم أي شرعية .. يجب أن تتلازم بالمطالبة الصريحة بالدولة المدنية وبمحاكمة علنية لكل المسؤلين عن المماطلة . سواء لجريمة إغتيال الرئيس أو جريمة إغتيال الإنسان التي تمت قبل يومين .. .
أحلام أكرم