هل تتآمر دول الخليج على سوريا ومصر والعراق ؟

في اول بيان للمجلس العسكري بمصر بقيادة الجنرال السيسي, وبعد الاطاحة بالحكم الفاشل للاخوان المسلمين, اسهب المتحدث الرسمي بالحديث عن مؤامرة الجيل الثالث من الحروب وهو تفتيت الدول من الداخل وذلك بضرب مكوناتها الداخلية بعضها ببعض وتدمير البلد وتفكيكها, وذلك من اجل كسب التاييد الشعبي لإنقلابهم..!!  أي ما اراد ان يقوله المجلس العسكري للمصريين بأن العسكر هم الاقوياء الوحيدون بمصر والقادرون على حماية مصر من الجيل الثالث من الحروب, ونذكر هنا كيف غمز هذا المتحدث على الدمار الحاصل بسوريا لكي يخيف المصريين من مصير مدمر مشابه لما يحصل في سوريا.

طبعا كلام المتحدث باسم المجلس العسكري غير صحيح, لانه من السهل جداً ممارسة حروب الجيل الثالث بالدول الفاسدة والتي  يرزح شعبها تحت وطأة الفقر والاستبداد حيث تكون مثل هذ الدول فريسة سهلة لمثل هذه المؤامرات, وان الشئ الوحيد الذي يحصن اي بلد من هذه الحروب هو: القضاء المستقل,  والدستور الديمقراطي المتحضر, وإقتصاد السوق الحر التنافسي الذي يرفع من مستوى دخل الفرد, وهذا ما نراه بالدول المتحضرة التي هي عصية عن مثل هذه الحروب, وبغير هذه التحصينات الثلاثة مجتمعة فلن يكون اي جيش بالعالم  قادر على تحصين اي بلد من خطرهذه الحروب, فما بالك بجيش فاسد ومهلهل مثل االجيش المصري يحتكر الاقتصاد بمصر ويصيب نهضتها بمقتل؟

طبعا ما ينطبق على مصر ينطبق على سوريا والعراق ومعظم البلدان العربية.

طبعا نريد ان نؤكد بأن الدول الفقيرة ذات الانظمة الاستبدادية الفاسدة هي ارض خصبة للوقوع فريسة للجيل الثالث من الحروب, لأن اي بلد غني بالعالم, ومن اجل اجنداته الخاصة, يستطيع ان يمد اي طرفين متنافسين بالمال لكي يتصارعوا في اقتتال مدمر ينهش فيه بعضهم البعض وبالتالي يتدمر كل البلد معهم..؟

والسؤل الذي نريد أن نرفعه في هذه المقالة هو: هل تتآمر دول الخليج على مصر وسوريا والعراق بمؤامرة الجيل الثالث من الحروب وتمول هذه الحرب من البترودولار؟

ماهي الدلائل التي تجعلنا نتسآل عن ان دول الخليج تتأمر علينا بالجيل الثالث من الحروب؟

اولاً: من اهم مصالح دول الخليج الاستراتيجية هو ان لا تكون هناك اي دول عربية قوية,  وخاصة بالدول الثلاث الكبيرة القريبة منها والتي لها معها حدود, مثل سوريا ومصر والعراق, لأن لدول الخليج تجارب مريرة مع هذه الدول والتي تنظر بدونية لدول الخليج,  وهي على استعداد للإعتداء عليها والقضاء على اسرهم الحاكمة وتعليق مشانقهم, وتاريخيا فقد ذاقت هذه الدول الويلات والرعب من الانظمة الحاكمة في كل من سوريا والعراق ومصر, حيث حاولت هذه الدول الثلاث مرات عديدة باالاعتداء على دول الخليج وهز استقرارها, نذكر منها, :

أن مصر جمال عبدالناصر نبي القومية العربية كانت لديه طموحات  بأن يكون حاكم لكل الدول العربية ولم يكن يخفي نيته بالقضاء على الاسر الحاكمة في الخليج والتي كان ينعتها بالرجعية واذناب الاستعمار.

وسوريا كانت شريكة لعبد الناصر بطموحاته القومية وقامت بالإتحاد معه, وكانت دائما تهدد الملك حسين بالقضاء على حكمه في الأردن

ونحن ما زلنا نذكر كيف قام صدام حسين باحتلال الكويت وهدد المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج, ولولا  تدخل المجتمع الدولي بقيادة اميركا لكان احتل كامل الخليج.

من هنا نستنتج بان لدول الخليج مخاوف من قيام اي دولة قوية في كل من مصر وسوريا والعراق, ولديهم كل مصلحة بإبقاء هذه الدول ضعيفة, وذلك بإستخدام ضدهم الجيل الثالث من الحروب.

ثانياً: السعودية كانت هي أول من مول جماعة الاخوان المسلمين لكي تقف في وجه المد القومي لجمال عبدالناصر الذي هز عروش الاسر الحاكمة في الخليج, وبفضل التمويل السعودي تحولت جماعة الاخوان المسلمين من جماعة دعوية من الفلاحين البسطاء الدراويش الى منظمة دولية ماسونية كهنوتية غاية في التعقيد, تنتهج تطبيق اخبث النظريات السياسية والدبلوماسية, وينضوي تحت لوائها مئة مليون عنصر موزعين في أغلب دول العالم, فما الذي يجعل دول الخليج تنقلب على الجماعة التي خلقتها ومولتها بنفسها؟

الجواب ببساطة لان الجماعة كبرت كثيرا واصبحت وحش يمكن ان يفترس دول الخليج التي قامت بتسمينه, وخاصة بعد وصول الجماعة الى الحكم في كل من مصر وتونس وغزة, وهذا من اهم مبادئ الجيل الثالث للحروب وهو:  عندما يكبر الطرف الذي دعمته كثيرا ويخرج عن سيطرتك, تنتقل مباشرة الى الطرف المنافس وتقوم بدعمه لكي يضعف هذا الوحش ولكن من دون ان يموت لكي تقوم بتسمينه ثانية لكي يضعف الطرف الذي اصبح خارج السيطرة من جديد… وهكذا…  وبهذا الشكل يتم انهاك البلد وتفتيتها, وهذا بالضبط ما فعلته السعودية عندما تحولت من دعم الاخوان المسلمين الى دعم الانقلاب العسكري للسيسي بين ليلة وضحاها.

من هنا نرى بأن السيسي يظن نفسه ذكيا وينقذ مصر من الجيل الثالث من الحروب؟  ولكن بالواقع هو ضحية, واحدى الدمى بهذه الحرب ليس الا,!!  فهل يظن السيسي بان دول الخليج ارسلت كل هذه المليارات له من اجل سواد عيونه؟؟ كلا يا سيدي الخليج لا ينفق فلس واحد إلا اذا كان يصب بمصلحة حكمهم وديمومة ملكهم.

ثالثاً: ما هي مصلحة قطر بدعم الاخوان المسلمين بمصر وسوريا والعراق وتونس وليبيا وكل مكان, في حين انها ترفض دعم الجيش السوري الحر الوطني وبالمقابل تدعم جبهة النصرة؟

ما هي مصلحة امير قطر بدعم جماعة الاخوان المسلمين وهي جماعة من ادبياتها الاساسية اقامة الخلافة الاسلامية تحت امرة المرشد, اي  ببساطة القضاء على حكمه وتعليق مشنقته؟؟ فهل امير قطر غبي لهذه الدرجة؟؟

الجواب: أبداً.. فأمير قطر وحكام الخليج لا تنقصهم الحنكة والخبث, ولكن هذا هو المبدأ الثاني بحروب الجيل الثالث وهو تقاسم الادوار وتوزيع المهام فيما بينهم, فبينما تقوم بقية دول الخليج بدعم احد الاطراف تقوم قطر بدعم الاطراف المضادة وبهذا يكون الجميع تحت السيطرة لكي تبقى تفتيت وتدمير البلد تحت السيطرة ويدوم ما دامت دول الخليج تشعر بالخطر من مصر وسوريا والعراق.

في هذه المقالة رفعنا سؤال هل هناك مؤامرة خليجية على كل من مصر وسوريا والعراق؟ ونتمنى من القارئ الكريم بتزويدنا بآرائهم حول هذا الموضوع.

وقد خلصنا الى نتيجة وهي ان القوة العسكرية والحلول الامنية لا تنقذ البلاد من مؤامرة الجيل الثالث للحروب وإنما تساهم بان تكون البلاد فريسة اسهل لمثل هذه الحروب, وأن الذي ينقذ اي بلد من هذه الحروب هو الدميقراطية والحرية وحقوق الانسان والاقتصاد التنافسي الحر الذي يرفع من مستوى دخل الفرد.

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

3 Responses to هل تتآمر دول الخليج على سوريا ومصر والعراق ؟

  1. دكتور السيد الحداد says:

    إلى السوري الغيور على حرية سوريا. أنت تقرر بأن دول الخليج هي من تتآمر على مصر وسوريا والعراق.. هل ذكرت تونس! وليبيا أيضا وغيرهم. والسؤال الأهم هو: وماذا تفعل الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها وعملائها من السياسيين والإعلاميين والخلايا الناعسة والكتاب الفطاحل أصحاب الأقلام الذهبية “أي المستأجرة بالذهب” ومهمتها الوحيدة تنفيذ الأمر الصادر من الممول؟!! هل تعلم أن الممول وصف ثورة مصر بالانقلاب العسكري، فراح المطبلون يرددون نفس الرتم “وقد تعلم وظيفة المطبلاتي وهو يدق بطبلته فتتراقص الراقصة على ما يصدره من إشارات فيمتع الدفيعة، وكلما أبدع كلما زاد ما يمنح له، وكلها أرزاق، و الرزق يأتي من أحد طريقين ،أنت تعلمهم، احدهم يأتي بالحق، ولكنه لبعضهم لا يملأ العين، والآخر يلزمه الرقص حتى بالملابس الغير محتشمة التي تحذ على الرزيلة وتجرح الشرف، ولكن هذا لا يهم من عدموا التدقيق واهتموا بالذهب الرنان البراق. المهم أن يطبل نفس النغمة الكودية كما أرسلها الدفيع الذي يصر على أن ثورة مصر “انقلاب” ، والمصريين هنا يرددون “انكلاب انكلاب.. المصرين كلهم يحبون الانكلابات اتبطو بقى”. هكذا تصر أمريكا والمطبلاتيه من عملائها مستبركين ببركة البراق الرنان، بعد أن عميت العيون وصكت الآذان عن رؤية طوفان المصريين يملئون ميادين مدن مصر وبلداتها وقراها ونجوعها، ولم يسمعوا هتافاتهم تطالب بنهاية عملاء أمريكا والمنعمين بذهبها وبركتها وموافقتها على تسليمهم الأمة المصرية والشعب ملكا يتوارثونه .. هي أمريكا مانحة الذهب وليست دول الخليج وليست قطر..هي أمريكا التي تصر حتى اللحظة على تسمية الثورة المصرية بالانقلاب.. كما تصر أنت وتنعتها ب”الانكلاب”. أتساءل: إذا كانت أمريكا تتآمر لكي تستحل حرية المصريين لصالحها وصالح إسرائيل فما الذي تسعى أنت إليه وباقي زملائك وقد نذرت نفسك ووقتك من اجل النيل من مصر والمصريين ، وأنت أيضا تردد ما تردده الإدارة الأمريكية وأيضا يردده جماعة الأخوان والمتحالفين معهم.. نفس الكلمات ، وكأنه ترديد لتعليمات نسخت للجميع لكي تتسق النغمات ولا يكون نشاز يقلق الممول “الدفيع”. لقد كتبت لك عن مقال “مقال البصق” سابق لك ولكنك لم ترد.. أأنتظر ردا على ما كتبت الآن من السوري الغيور على حرية سوريا كما هو غيور على تنفيذ مخطط إفشال الثورة المصرية؟ عسى أن تغمض عينيك وتسد أذنيك لأن البريق والرنين يشتتان العقل فنصبح لا نرى ولا نسمع .. ولا نعقل.

    • طلال عبدالله الخوري says:

      نشكر الدكتور السيد الحداد على قراءة المادة وابدأء الرأي.. وبعد…

      ملخص تعليقكم هو التالي: تسمية الانقلاب العسكري بالانقلاب
      القبض بالذهب من اميركا وليس من الخليج

      بالنسبة للتسمية اردك الى السيد مكين حيث قال المثل الايطالي التالي: اذا كانت لها شكل البطة وتسير كالبطة وتصدر صوتا كالبطة فهي بطة؟

      اما من حيث نسبة المؤيدين للانقلاب فهذا تحدده صناديق الاقتراع؟ وليس الحشد بالشوارع

      اما بالنسبة للقبض فكل الاطراف بمصر تقبض علنا ورسميا , اما من اميركا او من الخليج
      والذي يدفع يفرض اجنداته اي كل الاطراف بمصر تنفذ اجندات اما خليجية او اميركية..
      فالاخوان المسلمون يقبضون من جهات معينهة بالخليج (قطر) والجيش المصري يقبض من اميركا والان الحكومة المصرية تقبض من السعودية فما حاجتهم لكي يدفعوا لي ؟؟ وهم يحصلون على كل ما يريدون مباشرة؟
      هههه: مجنون يحكي وعاقل يسمع
      اشكرك مرة ثانية على عناء ابداء الراي

    • مفكر حر says:

      نرجو من الدكتور سيد حداد اعادة ارسال تعليقة على المقال السابق لانه كما يبدو لم يصل وشكرا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.