خلال معركة الفاو أصدر صدام حسين في شباط 1986 اوامره للواء 39 بالتوجه إلى إحدى القطاعات التي احتلتها ايران ومحاولة اقتحامها، رغم أن قادة الجيش كانوا يعتبرون الاقتراب من ذلك القطاع الأشبه بالمستنقع بمثابة انتحار، لكن لم يكن أحد ليعارض صدام.
توجه العقيد نجاة شكري آمر اللواء على رأس قرابة 2500 من الجنود إلى هناك، فعلقوا في المستنقعات كما يعلق اللبان في الشعر على حد وصف أحد الضباط، ولم يتسطيعوا تشغيل أسلحتهم، فتصيدهم الايرانيون كالعصافير واحداً واحداً وأبادوا معظمهم.
اتصل العقيد شكري بالقيادة طالباً المؤازرة أو أوامر الانسحاب، فتم أمره بالصمود، ولم ترسل له أية تعزيزات رغم توفرها على جبهة قريبة، وبقي يقاتل إلى إن تبقى من جنوده 12 واحداً فقط، وأصبحوا أمام خيارين، إما الموت أو الأسر، ففضل شكري الانسحاب بمن
تبقى إلى الخطوط الدفاعية القريبة، وفور وصوله وجد المخابرات العراقية تنتظره، فاعتقلته ثم اقتادته إلى صدام في اليوم التالي فأمر بقتله فوراً، ليتبين فيما بعد أن صدام كان يعلم نتيجة المعركة مسبقاً، لكنه أراد أن يذكرها في خطابه بمناسبة عيد ميلاده في الشهر التالي، ليقول أن القوات العراقية تحارب حتى آخر جندي ولا تنهزم، لكن عودة العقيد نجاة شكري، ورصد ايران للحادثة وبثها على الاذاعة، خرّب هذه الجملة في نص خطاب صدام، فانزعج، وقتل الضابط، وقتل قبله 2500 جندي لهم أمهات وأهل وأطفال… كل ذلك لأجل جملة كان يريد قولها….. رحم الله قاهر الشيعة وحامي الجبهة الشرقية… هابي بيرثداي أبو عدي الورد