نهر الجنون!

نهر الجنون!

نهر الجنون!
(بقلم د. يوسف البندر)
يُحكى أنّ قرية شربت من نهر فيه مادة تبعث في شاربها الجنون. فجنَّ أهل القرية كلهم عدا الملك. فتفشى الهبل والخرف، وعمَّ الهَوس والوسواس، وزال العقلُ، وغاب المنطق، وجرتْ تصرفاتهم على غير نهج العُقلاء!
فأخذ أهل القرية يتهامسون فيما بينهم، ويتكلمون بكلامٍ خفي: إنّ ملكهم صار مجنوناً أبلهاً، وأصبح مخبولاً أحمقاً، وأضحى معتوهاً مُغفلاً، وأنه يجب أن يُخلع. فاضطر الملك أخيراً أن يشرب من نهر الجنون، مُكرهاً مُرغماً، ومُلزماً مُجبراً، لكي يبقى ملكاً عليهم!
ربما من العقل أن تكون مجنوناً أحياناً، كي تتعايش مع نوع من البشر يظنون أنهم خير أمة أُخرجتْ للناس!
دمتم بألف خير!

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.