ما يحدث بين البلاد العربية من تشاحن وخلافات متأصلة ومتجذرة بخناجر الطعن والغدر تغلفها اقنعة الاخاء المزيفة ، في حين تجمعهم الابتسامات ولقاءآت المجاملات في المؤتمرات بمختلف مسمياتها الخادعة وغير الموصلة الى اية نتيجة تقارب بناء يجمع ولا يفرق ، ولكن ظاهرة التقارب والاستقواء بالغرباء على بعضهم البعض اصبحت هدفاً يلهث خلفه كل متشبث بالبقاء فوق كرسي الحكم ..!، ومن حوله جوقة النخبة من المنتفعين والمرتزقة للحفاظ عليه وعلى مكاسبهم ، ذلك يبعث على التساؤل …، هل انفردت كل دولة او مشيخة للاهتمام بمصالحها الخاصة او بالاحرى مصالح من هم فوق سدنات الحكم ..، غير عابئة بما يحصل للمساماه شقيقة لها من ازمات وعقبات وضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية ، تجعل المعاناة سمة ثابته في نظامها وتحول دون الالتقاء على قواسم مشتركة ، للنهوض بالامة بكافة المجالات لمواكبة الحضارة واللحاق بالدول والشعوب المتقدمة والمزدهرة ، وقد تخلفت الامة عقود من الزمن عن مواكبتها للتقدم والازدهار بسبب حكامها والنخبة المرتزقة المحيطة به …؟؟.
علماء الامة في كل دولة تراهم يمجدون حاكمها لمحاباته وللحفاظ على مكتسباتهم ، ويناهضون علماء الدول الاخرى في مواقفهم غير المختلفة عنهم في كيل المديح لحاكمهم وبيان الحسنات بالتصريحات والبيانات ، ومن بعدها تأجيج الخلافات لعناء السماء وسكب الزيت على النار بايادي داخلية وخارجية …، تزيد من التفرقة والتباعد وتجعل من التقارب والتفاهم بين امة اللغة والعقيدة الواحدة آملاً بعيد المنال وغير مستدرك !!.
جهلاء الامة المنقادين خلف حكامها وعلماءها مغلوب على امرهم وذلك ، لغياب الحريات العامة والتباين بين انظمة الدول العربية وبالاخص قوانين العقوبات العامة المفروضة فوق الاعناق ، لمحاسبة ومعاقبة ابناء العامة دون الخاصة باشد العقوبات في حال خروج اي كان على سياسة الحاكم بامر الله ، والمعبر عنها وينفذها علماء الامة وقياداتها مختلفي المذاهب والمشارب المنتفعة من بقاءه ، وخوفاً من زوال ارتزاقهم ونعمهم في حال زواله .
علماء الدول المتحضرة والراقية تعمل من خلال قوانين وانظمة لصالح مجتمعاتها دون حكامها ، فيما يحصل العكس عند العرب ، لهذا لا جهلاء في بلادهم بل شعوب متقدمة ومزدهرة عاملة على بناء مجتمعاتها ، بينما كل اللوم على علماء امة العرب وقادتها بشتى المجالات المنقادين لحكامها وتخلفت الشعوب بسببهم .
ميخائيل حداد
سدني استراليا