….. واستقال معالي وزير الاعلام اللبناني السيد جورج قرداحي فاسحاً المجال لحكومة دولة السيد نجيب ميقاتي ان تبدأ برأب الصدع مع دول الخليج والسعودية ، بعد ان تعرض لحملات غير مسبوقة لمسؤول في التاريخ اللبناني ، وخذله زملاءه في الوزارة وتعرض لهجمة ممنهجة من الاجهزة الاعلامية على الصعيد الرسمي والشخصي ، اضطرته امام تلك الضغوط ان يضع مصلحة بلده لبنان فوق كل اعتبار وعدم تعريض مصالح ابناء وطنه في السعودية ودول الخليج الى اية اضرار ، ضارباً مثلاً رجولي الموقف بتقديم استقالته والتي ( ربما) ستكون فتح نافذة في الجدار الرصاصي الذي شيدته السعودية ودول الخليج ، متخذه من تصريح السيد قرداحي مع قناة الجزرة قبل توزيره بشهرين عن عبثية الحرب بين السعودية والخليج من جهة واليمن من جهة اخرى ، ذريعة لسحب السفرا وقطع العلاقت ووقف اي تعامل تجاري إلا اذا استقال السيد قرداحي مع اعتذار لعودة العلاقات كما كانت بين لبنان والسعودية ودول الخليج . السيد قرداحي تبنى مبدأ الموقف الوطني والكلمة الحرة التي هي بنظره اهم من المنصب وستكون عبرة للاجيال عبر السنين ، بعدم الاذعان والابتزاز والوقوف بصلابة عن رأي مجرد من الاهواء او الوقوف مع طرف دون اخر، ونطق بكلام بالحق عن عبثية الحرب والذي ضحاياه ابرياء من الطرفين …..، والان بعد الاستقالة هل سنرى انفراج في العلاقات وتوسيع النافذة في الجدار الرصاصي لتصبح باباً يسهل الدخول منه لاصلاح العلاقات …..؟؟، ام السيد قرداحي هو الضحية لاهداف ابعد خلفها حزب الله المسيطر على مفاصل الحكم في الدولة اللبنانية ، وبين الضغوط السعودية والخليجية على الحكومة اللبنانية لمواجهة حزب الله والشعب اللبناني يدفع الثمن دون ذنب ….؟؟، ولا ادل على ذلك من تصريح وزير خارجية السعودية فيصل ابن فرحان بان المقصود ليس بالضرورة السيد
قرداحي بل ، حزب الله المؤيد والداعم للحوثي اليمني بكافة الوسائل ..!!.الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حمل بجعبته استقالة السيد قرداحي الى السعودية ودول الخليج لعل فيها تجاوز الخلافات وفتح باب الحوار لعودة العلاقات بين الطرفين ، ان لم تكن المطالب والاهداف ابعد واصعب من التحقيق ، سيما وان الهدف الاهم في تلك المعضلة هو حزب الله وتنمره على الوضع اللبناني ..، فهل سينجح الرئيس الفرنسي بهدم الجدار الرصاصي وعودة العلاقات …؟؟.
ميخائيل حداد
سدني استراليا