مُعَلَّقَةُ يَا رَبُّ كُنْ لِي نَصِيرَا

شعر / أد محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

تَدَارَكْتُ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ طَالَ غَيُّهَا = وَشَخَّصْتُ دَائِي وَاجْتَلَبْتُ الْمُدَاوِيَا
وَنَادَيْتُهَا بَعْدَ اجْتِرَاءٍ عَلَى الْهَوَى = وَوَبَّخْتُهَا وَالصَّوْتُ هَزَّ الْمَوَالِيَا
أَيَا نَفْسُ مَا أَقْسَاكِ أَبْعَدْتِ خُطْوَتِي= عَنِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ نَادَى بِلَادِيَا !!!
أَنِيبُوا إِلَى الْمَوْلَى وَعَوْدٌ مُبَارَكٌ = يُعِيدُ لَكُمْ نَصْراً يَهُزُّ الْأَعَادِيَا
أَعِيدُوا رِبَاطَ الْعِزِّ فِي سَاحَةِ الْهُدَى = وَصَلُّوا عَلَى الْهَادِي وَأَحْيُوا الْأَمَاسِيَا
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ رَبِّي وَعَفْوِهِ = فَرَبِّي يَرَى فِي الْحَالِ مَنْ جَاءَ رَاجِيَا
وَرَبِّيَ غَفَّارٌ يُجِيبُ عَبَادَهُ = وَيَا حَبَّذَا الْعَبْدُ الَّذِي جَاءَ دَاعِيَا
أَيَا رَبِّ أَسْعِدْنِي وَحَقَّقْ رَجَائِيَا = وَكُنْ لِي نَصِيراً فِي الشَّدَائِدِ حَامِيَا
وَأَدْخِلْ عَلَى نَفْسِي نَسِيمَ صَلاَحِهَا = وَثَبِّتْ عَلَى تَقْوَاكَ دَوْماً فُؤَادِيَا
وَدَاوِ جِرَاحَ الْقَلْبِ فِي هَذِهِ الدُّنَا = وَقُدْنِي إِلَى الْمَعْرُوفِ وَامْحُ الْمَعَاصِيَا
مُنَى النَّفْسِ يَا رَبَّاهُ تَوْفِيقَ خُطْوَتِي = إِلَى صَالِحِ الْأَعْمَالِ طُولَ حَيَاتِيَا
أَيَا عَالِمَ الْأَسْرَارِ مَنْ لِي سِوَاكَ مَنْ = أَتُوقُ إِلَى لُقْيَاهُ فِي الدَّرْبِ حَانِيَا؟!!!
أَتُوقُ إِلَى الْقُرْآنِ تَوْقاً مُعَبِّراً = فَأَنْهَلُ مِنْ آيَاتِهِ النُّورَ شَافِيَا
وَأَسْبَحُ فِي أَفْكَارِهِ مُتَأَمِّلاً = عَسَايَ أَسِيرُ الْعُمْرَ بِالْفِكْرِ نَاجِيَا
هُوَ الذِّكُرُ وَالْإِشْرَاقُ نَحْيَا بِهَدْيِهِ = وَنَتَّبِعُ الْمُخْتَارَ حِبًّا وَدَاعِيَا
إِلَهِي وَمَعْبُودِي وَعَوْنِي وَسَيِّدِي = يَتُوهُ فُؤَادِي فِي جَلاَلِكَ غَافِيَا
أُحِبُّكَ يَا مَوْلاَيَ حُبًّا مُقَدَّساً = يَفُوقُ حُدُودَ الْأَرْضِ يَغْزُو مَجَالِيَا
وَمَنْ كَانَ فِي شَوْقٍ شَدِيدٍ وَلَهْفَةٍ = يُعَنِّفْهُ بَيْنَ النَّاسِ مَنْ كَانَ خَالِيَا
أُحِبُّكَ لِلْأَكْوَانِ خَيْرَ مُدَبِّرٍ = فَسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ فَرْداً إِلَهِيَا
أَرَدْتَ عَمَارَ الْكَوْنِ بِالْخَلْقِ قَادِراً = فَأَبْدَعْتَ خَلْقَ الْأَرْضِ يَا رَبُّ سَامِيَا
وَشَيَّدْتَ صَرْحاً فِي السَّمَاوَاتِ آيَةً = لِكُلِّ لَبِيبٍ يَفْهَمُ الشَّرْحَ بَادِيَا
عَرَفْتُكَ رَزَّاقاً حَكِيماً مُقَسِّماً = كُنُوزَكَ بَيْنَ النَّاسِ يَا كُلَّ مَالِيَا
وَتَقْضِي شُؤُونَ الْخَلْقِ فِي الْحَالِ مَالِكاً = إِذَا قُلْتَ كُنْ لِلشَّيْءِ قَدْ كَانَ سَارِيَا
يُسَبِّحُكَ الطَّيْرُ الْجَمِيلُ مُوَحِّداً = وَيَسْتَقْبِلُ الْأَنْوَارَ فِي الصُّبْحِ هَانِيَا
وَيَهْجَعُ كُلُّ النَّاسِ فِي اللَّيْلِ سَاكِناً = وَلاَ يَأْخُذُ النَّوْمُ اللَّذِيذُ إِلَهِيَا
وَتَغْفُو عُيُونُ الظَّالِمِينَ جَمِيعُهَا = وَعَيْنُكَ يَا رَبَّاهُ لَمْ تَغْفُ سَاهِيَا
وَيَشْكُو إِلَيْكَ الْعَبْدُ تَضْيِيعَ حَقِّهِ = فَتَسْمَعُ فِي الإِظْلاَمِ مَنْ كَانَ شَاكِيَا


وَمَنْ فِي الْأَرَاضِي وَالسَّمَاوَاتِ كُلِّهَا = يَدِينُ لَكَ اللَّهُمَّ بِالْفَضْلِ رَاضِيَا
وَتَأْمُرُ بِالْإِحْسَانِ وَالْعَدْلِ وَالتُّقَى = وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَتُؤْجِرُ سَاعِيَا
وَتَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْبَغْيِ وَالْخَنَا = فَيَتَّعِظُ الْإِنْسَانُ إِنْ كَانَ نَاسِيَا
وَأَنْتَ مَلِيكُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ كُلِّهِمْ = تُسَيِّرُهُمْ بِالْعَدْلِ وَالْفَضْلِ رَاعِيَا
وَلَمْ أُلْفِ لِي فِي سَاحَةِ الْكَوْنِ نَاصِراً = يُخَفِّفُ عَنْ قَلْبِي وَيَرْثِي لِمَا بِيَا
سِوَاكَ إِلَهَ الْعَرْشِ يَا مَنْ تُعِينُنِي = عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهْرِ فَارْحَمْ بُكَائِيَا
إِذَا حَلَّ خَطْبٌ كُنْتُ جَلْداً وَصَابِراً = وَكُنْتُ عَلَى الْأَيَّامِ كَالطَّيْرِ شَادِيَا
وَإِنْ جَاءَ مَكْرُوهٌ عَنِيدٌ مُكَابِرٌ = قَصَمْتُ جُُسَيْمَ الْهَوْلِ فَانْهَارَ هَاوِيَا
وَأَنْهَارُ إِحْسَاسِي يَفِيضُ عُجَابُهَا = وَتَجْرُفُ خَصْمَ الْحَقِّ جَرْفاً مُوَاتِيَا
فَيَا رَبِّ لاَ تَحْرِمْ فُؤَادِيَ نَظْرَةً = وَبَارِكْ جُهُودِي وَاسْتَجِبْ لِدُعَائِيَا
وَيَا رَبِّ لاَ تَخْذُلْ مُحِبَّكَ مُحْسِناً = وَلاَ تَنْسَهُ وَالْطُفْ بِلُطْفِكَ قَاضِيَا
إِذَا عِشْتُ فَانْصُرْنِي عَلَى عُصْبَةِ الْهَوَى = وَإِنْ مُتُّ فَارْحَمْنِي وَأَحْسِنْ خِتَامِيَا
وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالشَّهَادَةِ حِينَهَا = وَخَفِّفْ مِنَ الْآلامِ وَقْتَ حِسَابِيَا
وَلاَ تَنْسَ أَهْلِي وَارْعَهُمْ وَتَوَلَّهُمْ = وَحَقِّقْ لَهُمْ حُلْماً يُنِيرُ الْأَمَانِيَا
وَكُنْ رَاضِياً عَنِّي بِفَضْلِكَ رَبَّنَا = فَفَضْلُكَ يَا غَفَّارُ عَمَّ النَّوَاحِيَا
أَيَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا مَنْ خَلَقْتَنِي = مِنَ الْحَمَأِ الْمَسْنُونِ جِئْتُكَ رَاجِيَا
أُنَادِيكَ فِي الظَّلْمَاءِ وَاللَّيْلُ سَاكِنٌ = فَهَبْ لِي مَقَاماً خَالِدَ الذِّكْرِ عَالِيَا
وَجُدْ لِي ..إِلَهِي بِالْجَزِيلِ مُيَسِّراً = طَرِيقِيَ فِي الطَّاعَاتِ يَحْسُنْ كِتَابِيَا
..إِلَهِي مَعَ الْأَيَّامِ وَحِّدْ عُرُوبَتِي = وَعِزَّ لِوَاءَ الْحَقِّ فِي الْأُفْقِ بَاقِيَا
وَكُنْ نَاصِراً لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى الْعِدَى = وَوَفِّقْهُمُ لِلْخَيْرِ نُوراً وَهَادِيَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الطويل
ثاني الطويل :
العروض تام مقبوض
والضرب تام مقبوض
الْقَبْض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ). ولا يجوز اجتماع الكف والقبض في (مَفَاْعِيْلُنْ). والْكَفّ والْقَبْض إن وقعا في جزء أو جزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق.
بحر الطويل لا يكون إلا تاما
ووزنه :
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ = فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ
الطويل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :
تَدَارَكْتُ نَفْسِي بَعْدَ أَنْ طَالَ غَيُّهَا = وَشَخَّصْتُ دَائِي وَاجْتَلَبْتُ الْمُدَاوِيَا
وَنَادَيْتُهَا بَعْدَ اجْتِرَاءٍ عَلَى الْهَوَى = وَوَبَّخْتُهَا وَالصَّوْتُ هَزَّ الْمَوَالِيَا
أَيَا نَفْسُ مَا أَقْسَاكِ أَبْعَدْتِ خُطْوَتِي= عَنِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ نَادَى بِلَادِيَا !!!
أَنِيبُوا إِلَى الْمَوْلَى وَعَوْدٌ مُبَارَكٌ = يُعِيدُ لَكُمْ نَصْراً يَهُزُّ الْأَعَادِيَا
أَعِيدُوا رِبَاطَ الْعِزِّ فِي سَاحَةِ الْهُدَى = وَصَلُّوا عَلَى الْهَادِي وَأَحْيُوا الْأَمَاسِيَا
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ رَبِّي وَعَفْوِهِ = فَرَبِّي يَرَى فِي الْحَالِ مَنْ جَاءَ رَاجِيَا
وَرَبِّيَ غَفَّارٌ يُجِيبُ عَبَادَهُ = وَيَا حَبَّذَا الْعَبْدُ الَّذِي جَاءَ دَاعِيَا
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
[email protected] [email protected]

{2} كفى بك داء أن ترى الموت شافيا..المتنبي..العصر العباسي
كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا=وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا
تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى=صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا
إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ=فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ=وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا
فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى=وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا
حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى=وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا
وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ=فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا
فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا=إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا
إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى=فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا
وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى=أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا
أقِلَّ اشتِياقاً أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا=رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ من ليسَ صافيَا
خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى=لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا
وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ بَحْراً أزَرْتُهُ=حَيَاتي وَنُصْحي وَالهَوَى وَالقَوَافِيَا
وَجُرْداً مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا القَنَا=فَبِتْنَ خِفَافاً يَتّبِعْنَ العَوَالِيَا
تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا=نَقَشْنَ بهِ صَدرَ البُزَاةِ حَوَافِيَا
وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدجى=يَرَينَ بَعيداتِ الشّخُوصِ كما هِيَا
وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعاً=يَخَلْنَ مُنَاجَاةَ الضّمِير تَنَادِيَا
تُجاذِبُ فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً=كأنّ على الأعناقِ منْهَا أفَاعِيَا
بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ راكباً=بهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ ماشِيَا
قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ=وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا
فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ=وَخَلّتْ بَيَاضاً خَلْفَهَا وَمَآقِيَا
تجُوزُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الّذي=نَرَى عِندَهُمْ إحسانَهُ وَالأيادِيَا
فَتىً ما سَرَيْنَا في ظُهُورِ جُدودِنَا=إلى عَصْرِهِ إلاّ نُرَجّي التّلاقِيَا
تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ قَدْرُهُ=فَمَا يَفعَلُ الفَعْلاتِ إلاّ عَذارِيَا
يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ بلُطْفِهِ=فإنْ لم تَبِدْ منهُمْ أبَادَ الأعَادِيَا
أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقاً=إلَيْهِ وَذا اليَوْمُ الذي كنتُ رَاجِيَا
لَقِيتُ المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ=وَجُبْتُ هَجيراً يَترُكُ المَاءَ صَادِيَا
أبَا كُلّ طِيبٍ لا أبَا المِسْكِ وَحدَه=وَكلَّ سَحابٍ لا أخُصّ الغَوَادِيَا
يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ=وَقد جَمَعَ الرّحْم?نُ فيكَ المَعَانِيَا
إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى=فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا
وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ=فَيَرْجعَ مَلْكاً للعِرَاقَينِ وَالِيَا
فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِياً=لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جاءَ عَافِيَا
وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ=يَرَىكلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا
وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ بالمُنى=وَلَكِنْ بأيّامٍ أشَبْنَ النّوَاصِيَا
عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِياً=وَأنْتَ تَرَاهَا في السّمَاءِ مَرَاقِيَا
لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ كأنّمَا=تَرَى غيرَ صافٍ أن ترَى الجوّ صَافِيَا
وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ=يؤدّيكَ غَضْبَاناً وَيَثْنِيكَ رَاضِيَا
وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِراً=وَيَعصِي إذا استثنَيتَ أوْ صرْتَ ناهِيَا
وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِداً=وَيَرْضَاكَ في إيرادِهِ الخيلَ ساقِيَا
كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِراً=من الأرْضِ قد جاسَتْ إلَيها فيافِيَا
غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ=سَنَابِكُها هَامَاتِهِمْ وَالمَغانِيَا
وَأنْتَ الذي تَغْشَى الأسِنّةَ أوّلاً=وَتَأنَفُ أنْ تَغْشَى الأسِنّةَ ثَانِيَا
إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ=فسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التّساوِيَا
وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ=فِدَى ابنِ أخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيَا
مَدًى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ=وَنَفْسٌ لَهُ لم تَرْضَ إلاّ التّنَاهِيَا
دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى=وَقد خالَفَ النّاسُ النّفوسَ الدّوَاعيَا
فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ وَإنْ كانَ يُدْنِيهِ التّكَرُّمُ نَائِيَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معلومات عن المتنبي
المتنبي
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من بعده أشعر الإسلاميين. ولد بالكوفة في محلة تسمى “كندة” واليها نسبته. ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس. وقال الشعر صبياً. وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون. وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ (أمير حمص ونائب الإخشيد) فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه. ووفد على سيف الدولة ابن حمدان (صاحب حلب) سنة 337 هـ فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه. وقصد العراق، فقرئ عليه ديوانه. وزار بلاد فارس فمر بأرجان ومدح فيها ابن العميد وكانت له معه مساجلات. ورحل إلى شيراز فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي وعاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسد وغلامه مفلح، بالنعمانية، بالقرب من دير العاقول (في الجانب الغربي من سواد بغداد) وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة. وهي من سقطات المتنبي. أما (ديوان شعره – ط) فمشروح شروحاً وافية. وقد جمع الصاحب ابن عباد لفخر الدولة (نخبة من أمثال المتنبي وحكمه – ط) وتبارى الكتاب قديماً وحديثاً في الكتابة عنه، فألف الجرجاني (الوساطة بين المتنبي وخصومه – ط) والحاتمي (الرسالة الموضحة في سرقات أبي الطيب وساقط شعره – خ) والبديعي (الصبح المنبي عن حيثية المتنبي – ط) والصاحب ابن عباد (الكشف عن مساوئ شعر المتنبي – ط) والثعالبي (أبو الطيب المتنبي ما له وما عليه – ط) والمتيم الإفريقي (الانتصار المنبي عن فضل المتنبي) وعبد الوهاب عزام (ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام – ط) وشفيق جبري (المتنبي – ط) وطه حسين (مع المتنبي – ط) جزآن، ومحمد عبد المجيد (أبو الطيب المتنبي، ما له وما عليه – ط) ومحمد مهدي علام (فلسفة المتنبي من شعره – ط) ومحمد كمال حلمي (أبو الطيب المتنبي – ط) ومثله لفؤاد البستاني، ولمحمود محمد شاكر، ولزكي المحاسني.
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة [email protected] [email protected]

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.