مُعَلَّقَةُ جَمْرَةِ الْحُبْ

شعر / أد محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

{1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {40}مُعَلَّقَةُ جَمْرَةِ الْحُبْ
الشاعر الدكتور والروائي المصري محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
1- عِشْتُ فِي الْحُبِّ كَالْمَلَاكِ الطَّلِيقِ=أَرْقُبُ الْوَصْلَ فِي ثَنَايَا الشُّرُوقِ
2- طَيِّبَ النَّفْسِ أَسْتَحِبُّ رِضَاهَا=وَرِضَا اللَّهِ فَوْقَ كُلِّ الْعُرُوقِ
3- كَيْفَ أَصْبَحْتِ يَا مَلِيكَةَ قَلْبِي؟!!!=جَمْرَةُ الْحُبِّ عَلَّقَتْ فِي حُلُوقِي
4- لَا أَطِيقُ الْبُعَادَ عَنْكِ حَيَاتِي=وَجَمِيلُ الْوِصَالِ يُفْرِحُ رِيقِي
5- أَنْتِ لِي قِصَّتِي وَمَنْبَعَ حُبِّي=فَوْقَ تَغْرِيدَةِ الْجَمَالِ الْحَقِيقِي
6- فَعَلَى الْوَعْدِ يَسْتَلِذُّ هَوَانَا=قُبْلَةَ الْحُبِّ بِالشُّعُورِ الْأَنِيقِ
7- وَعَلَى النُّورِ نَسْتَفِيقُ بِحِضْنٍ=طَعْمُهُ الشَّهْدُ فِي ذُرَى التَحْلِيقِ
8- تُهْمَةُ الْحُبِّ لَمْ تُهَيِّجْ حُرُوقِي=إِنَّمَا زَوَّدَتْ بَرِيقَ الْعَشِيقِ
9- تَهَمُونِي بِحُبِّ لَيْلَى وَحُبِّي=أَكْبَرُ الذَّنْبِ فِي مُحِيطِ الْخُرُوقِ
10- حُبُّهَا الشَّمْسُ والْبُدُورُ بِقَلْبِي=وَنُجُومٌ تُضِيءُ قَلْبَ الطَّرِيقِ
11- يُقْسِمُ الْقَلْبُ أَنَّ حُبَّكِ فَرْضٌ=يُخْرِجُ النَّفْسَ مِنْ هُمُومٍ وَضِيقِ
12- بَحْرُكِ الْفَذُّ قَدْ أَنَارَ فُؤَادِي=وَرَكِبْتُ الْأُسْطُولَ بِالتَّوْفِيقِ
13- أَعْبُرُ الْبِحْرَ فِي اصْطِخَابِ وَمَوْجٍ=كَرَحِيقٍ مِنْ أُمَّةِ الْإِغْرِيقِ
14- يَا مَلَاكَ الْأَيَّامِ بَيْنَ جِنَانٍ=تُشْعِلُ الصَّبَّ فِي مَجَالِ الْحَرِيقِ
15- غَدْرُ أَحْبَابِنَا بِشَرِّ شُقُوقِ=يَجْرَحُ الْقَلْبَ فِي ضُحَى التَّزْوِيقِ
16- لَعْنَةُ الْغَدْرِ قَدْ كَوَتْنَا بِنَارٍ=وَلَلَيْلُ الْخُسْرَانِ كَالزِّنْدِيقِ
17- لَمْ تَبُحْ فِي سَوَادٍ حُزْنٍ مَرِيرٍ=لِحَبِيبٍ وَلَمْ تَبُحْ لِلصَّدِيقِ
18- لَعْنَةُ الْبَوْحِ فِي مَزَادٍ كَرِيهٍ=تَكْشِفُ السِّرَّ فِي امْتِحَانٍ خَنُوقِ
19- اِحْفَظِ السِّرَّ فِي الْفُؤَادِ وَسَلِّمْ=كُلَّ أَمْرٍ لِلرَّازِقِ الْمَرْمُوقِ
20- وَتَعَلَّمْ كَتْمَ الضَّمِيرِ وَحَوِّطْ =مِنْ عَدُوٍّ مُرَذَلٍ وَصَفِيقِ
21- بَلْ وَصُنْهُ مِنْ غَدْرِ كُلِّ صَدِيقٍ=بِلِسَانٍ مُسْتَهْتِرٍ وَفَسُوقِ
22- فَإِلَامَ الْإِبْدَاعُ فَوْقَ قُمَيْرٍ=وَاثِقِ الْخَطْوِ كَالْمَلَاكِ الشَّفُوقِ؟!!!
23- قَدْ أَتَانِي كَالْبَدْرِ يَرْفُلُ تِيهاً=فِي ثِيَابٍ تَزَيَّنَتْ لِلْمَشُوقِ
24- اِتْبَعِينِي يَا فَرْحَ عُمْرِي وَحُبِّي=تَاقَ قَلْبِي إِلَى شَهِيِّ الْحُقُوقِ
25- شَفَتَا مَلْكَةِ الْجَمَالِ تَجَلَّتْ=يَا لَثَغْرِي الْمُكَبَّلِ الْمَمْزُوقِ
26- يَشْتَهِي رَبَّةَ الْجَمَالِ بِصَبْرٍ=وَيَرُومُ الْحُرُوفَ بِالتَوْثِيقِ
27- مَنْ لِقَلْبِي بِفِيكِ يَرْوِي غَلِيلِي=وَبِعَيْنَيْكِ فِي ذُرَى التَّنْسِيقٍ
28- وَبِأَنْفٍ قَدْ فَاقَ كُلَّ جَمَالٍ=وَبِذَقْنٍ تَحْوِي جَمَالَ الْبُرُوقِ
29- اِتْبَعِينِي إِنِّي أَطَلْتُ انْتِظَارِي=أَشْتَرِي الْبَدْرَ مِنْ أَيَادٍ وَسُوقِ
30- أَشْتَرِي حُبَّكِ الْكَبِيرَ لِقَلْبِي=وَلِرُوحِي فِي سِحْرِهِ الْمَعْشُوقٍ


31- وَأُنَاجِيكِ يَا حُشَاشَةَ رُوحِي=مِنْ فُؤَادٍ مُتَيَّمٍ وَخَفُوقِ
32- أَرْسِمُ الْجَمْرَ فِي دِمَاءِ وَرِيدِي=وَبِأَقْلَامِ مَارِدٍ مَخْنُوقِ
33- بِلِسَانٍ مُهَذَّبٍ عَبْقَرِيٍّ=آثَرَ الْوَرْدَ فِي الْإِنَاءِ الْعَلِيقِ
34- وَلَهِيبٍ مَا أَطْفَأُوهُ بِمَاءٍ=فِي إِنَاءٍ مُنَمَّقٍ وَرَقِيقِ
35- إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْ تَرَائِبِ قَلْبِي=يَسْكُبُ الْحُلْمَ فِي سَنَا الْمَغْرُوقِ
36- لَا تَلُومِي قَلْبِي الْمُتَيَّمَ حُبًّا=وأَغِيثِيهِ يَا ضِيَاءَ الْعَقِيقِ
37- إِنَّ قَلْبِي قَدْ بَايَعَ الْحُبَّ صَبًّا=عَبْقَرِيًّا عَلَى عُرُوشِ الْوَفِيقِ
38- عَانِقِينِي فِي الِاصْطِبَاحِ يَتِيماً=مِنْ فُؤَادٍ مُوَلَّهٍ مِنْطِيقِ
39- دَلِّلِينِي عَلَى رُبُوعِكِ شَدْواً=وَانْقُلِينِي فِي بَحْرِ مُوزَمْبِيقِ
40- أَبْدِعِي رَسْمَ خَارِطَاتِ اللَّيَالِي=بَعْدَ شَدْوِي فِي تَهْتَهَاتِ الْوَسِيقِ
41- وَازْرَعِينِي فِي حَقْلِ حُبِّكِ نَوْماً=يُوقِظُ الْعُمْرَ فِي الْعُبُورِ السَّحِيقِ
42- أَنْشِدِينِي بِالْحُبِّ قِطْعَةَ شِعْرٍ=فِي سُطُورٍ لِحُلْمِنَا الْمَدْفُوقِ
43- بَاتَ قَلْبِي يَئِنُّ بَعْدَ اصْطِبَارِي=يَا لَقَلْبِي فِي لَيْلِهِ الْمَشْنُوقِ!!!
44- وَالْعَذَارَى يَفْتَحْنَ بَاباً فَبَاباً= يَا لَقَلْبِي فِي بَابِهِ الْمَغْلُوقِ!!!
45- يَا رِمَاحَ الْعَذَابِ دَمَّرْنَ قَلْبِي=بَيْنَ هَمٍّ فِي لَحْظَةِ التَّفْرِيقِ
46- كُنْتِ قَلْبِي وَكُنْتِ حَظِّي وَبَخْتِي=فِي الْمُلِمَّاتِ نَغْتَدِي كَالْفَرِيقِ
47- أَقْبِلِي كَالنَّسِيمِ يَمْحُو مَرَاراً=فَاتَ قَلْبِي يَنُوحُ مِثْلَ الْغَرِيقِ
48- أَنَا يَا وَرْدَةَ الرَّبِيعِ شَغُوفٌ=وَحَمَامِي فِي جَوِّهِ الْمَخْلُوقِ
49- سَبَّحَ اللَّهَ وَارْتَجَاكِ لِقَلْبِي=يَا لَتَسْبِيحَةِ الْحَمَامِ الْخَلِيقِ!!!
50- مُنْذُ فَجْرِ التَّارِيخِ أَقْرَأُ غَيْباً=يَضَعُ الْحُبَّ فِي حَكَايَا الْعُقُوقِ
51- وَمُحَالُ الْأَفْكَارِ سَطَّرَ سِفْراً=يَصِفُ الْحُبَّ تَاهَ كَالْبَرْقُوقِ
52- شُرْفَةُ الفَجْرِ عَلَّمَتْنِي أُمُوراً=تَعْبُرُ الْوَصْلَ فِي الضِّيَا الْمَرْتُوقِ
53- وَاقْتِراباً مِنْ كُلِّ أَبْيَضَ يَسْمُو=فِي احْتِفَالٍ يَتِيهُ بَالْمَشْقُوقِ
54- رَبَّةَ الْحُبِّ تَوِّجِينِي بِوَصْلٍ=عَبْقَرِيٍّ يَخْتَالُ بِالْمَسْلُوقِ
55- إِنَّ لِي حُجَّةً تَرُدُّ اعْتِبَارِي=وَتُعِيدُ الْآمَالَ بَعْدَ النُّفُوقِ
56- فَازْرَعِينِي فِي سَاحِ قَلْبِكِ وَرْداً=يَبْعَثُ الطِّيبَ مِنْ حُقُولِ الْوُثُوقِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الخفيف التام
أول الخفيف
العروض تام صحيح والضرب تام صحيح
ووزنه :
فَاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاَتُنْ = فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِ لُنْ فَاعِلاَتُنْ
مثل :
عِشْتُ فِي الْحُبِّ كَالْمَلَاكِ الطَّلِيقِ=أَرْقُبُ الْوَصْلَ فِي ثَنَايَا الشُّرُوقِ
طَيِّبَ النَّفْسِ أَسْتَحِبُّ رِضَاهَا=وَرِضَا اللَّهِ فَوْقَ كُلِّ الْعُرُوقِ
كَيْفَ أَصْبَحْتِ يَا مَلِيكَةَ قَلْبِي؟!!!=جَمْرَةُ الْحُبِّ عَلَّقَتْ فِي حُلُوقِي
لَا أَطِيقُ الْبُعَادَ عَنْكِ حَيَاتِي=وَجَمِيلُ الْوِصَالِ يُفْرِحُ رِيقِي
أَنْتِ لِي قِصَّتِي وَمَنْبَعَ حُبِّي=فَوْقَ تَغْرِيدَةِ الْجَمَالِ الْحَقِيقِي
فَعَلَى الْوَعْدِ يَسْتَلِذُّ هَوَانَا=قُبْلَةَ الْحُبِّ بِالشُّعُورِ الْأَنِيقِ
وَعَلَى النُّورِ نَسْتَفِيقُ بِحِضْنٍ=طَعْمُهُ الشَّهْدُ فِي ذُرَى التَحْلِيقِ
الشاعر الدكتور والروائي المصري محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

{2}حوار مع منافق الشاعر جابر قميحة
1- لستُ أنساه … صاحبي وصديقي=فلقد كان في مقامِ شقيقي
2- ثم هانت عليه نفس تمادت=فرأى في النفاق خيرَ طريق
3- ومشى زاهيًا بوجه ذليلٍ=مثقلَ السمْتِ بالهوان الطليق
4- قلتُ “بُـؤْساك” قال “عفوًا فإني=أشتهي العيش صافيًا ذا بريق
5- متعٌ كلها الحياةُ، فدعْني=لمتاعٍ ميسرٍ معشوق
6- ولماذا أعيش في الفقر عمري=وأُقضِِّي الحياةَ في شر ضيق؟
7- أم تريدون أن أكونَ من الإخـ=وانِ أحيا في مصرَ كالمخنوق
8- لا تقل لي “كرامة”؛ فالكراما=تُ هُراء، ما أنقذت من غريق
9- ما روتْ ظامئًا، ولم تمْحُ جوعًا=أو تخففْ عن بائس مسحوق
10- وغدًا تسمَعَنَّ عني فإني=سوف أغدو ذا منصِبٍ مرموق
11- قلت: يا ضيعةَ الرجالِ إذا عا=شوا بعِرضٍ مُقَيَّحٍ ممْزوق
12- لا تقل “مسلمٌ”؛ فمن باع طوعًا=دينَه في هَوَى السقوطِ السحيق
13- لاعقًا نعلَ حاكم مستبدٍّ=رغبةً… رهبةً.. بلا تفريق
14- زاحفًا آثمًا بغيرِ ضميرٍ=لم يكن غيرَ مارقٍ زِنديق
15- عزَّ من عاش في الحياة كريمًا=وهواه الأبِيُّ في التحليق
16- وحد اللهَ، لم تعدْ بصديقي=فطريقُ النفاقِ ليس طريقي
17- والمنايا ولا الدنايا نشيدي=وصلاتي في مغربي وشروقي
18- والمعاني الكبارُ والعزة القعـ=ساءُ أمي ومهجتي وشقيقي
19- والزلال القَراحُ لو شِيبَ بالضيْـ=ـم لحرَّمْـتُه يبللُ ريقي
20- وحروقي ـ إن كان بلسمُها الذلَّ=”فزيدي تقرُّحًا يا حروقي”
21- ودمي لو يهادنُ الظلمَ يومًا=برِئتْ منه ذمتي وعروقي
22- وحد اللهَ، إن طعمَ الرزايا=في مذاقِ الأُباةِ طعمُ الرحيق
23- وإذا الموت هلَّ بالعز أضْحَى=في عيونِ الإخوان نورَ الشروق
24- إنهَا عزةُ الإلهِ حباها=لنبي الهدى الأبيِّ الصدُوق
25- فعززنا بها كرامًا أباةً=عزةَ المسلمِ الأصيلِ العريق
26- ثم فاضت منارةُ الحق بالنـ=ـور وعزمِ الخليفةِ الصدِّيق
27- وانطوتْ رايةُ العبودةِ تنعَى=كلَّ باغٍ في هواه غريق
28- يوم دُك الإيوانُ إيوانُ كسرى=بجيوش الإيمان والفاروق
29- واسألَنْ خالدًا وسعدًا وعَمْرًا=هازِمِي الفرسِ قاهرِي الإغريق
30- وعلى دربهم مشينا حشودًا=بخطَى ثابتٍ وعزمٍ وثيق
31- تحت رايات أحمدٍ وهداهُ=وسنا المسجد الحرام العتيق
32- وشعارِ السيفين بينهما القر=آنُ نورٌ للنصر والتوفيق
33- وحد الله إن ديني متين=وشموخُ الأباةِ مالي وسوقي
34- بينما غاية الخسيس الدنايا=من طعامٍ ومنصبٍ وعقيق
35- فاعذُرَنِّي فسوف أبقى بريئًا=من فصيل التزوير والتزويق
36- واعذرني فلن أكون شريكًا=في فريق الكئوس والإبريق
37- مغرِقًا في النفاق من أجلِ أن أحـ=يا حياةَ التطبيلِ والتلفيق
38- بين كأسٍ دوَّارةٍ في انتشاءٍ=وصَبوحٍ ملعونةٍ وغَبوق
39- فَاطْلِقن البخورَ للوثنِ الموْ=كوسِ في قصره المَشِيد الأنيق
40- واسجدنَّ الغداةَ نذلا ذليلاً=في زفيرٍ مسبِّحٍ وشهيق
41- ولْتَدَعْنا نعيشُ قرآنَ حقٍّ=يملأ النفسَ بالضياءِ الدَّفوق
42- فبِهِ الحكمُ والعدالةُ أصلٌ=والمساواةُ في اقتضاءِ الحقوق
43- والجهادُ المريرُ أمضَى سبيلٍ=للمعالي وللسلامِ الحقيقي
44- في كيان موحَّدٍ مُتـنامٍ=كبناءٍ علا بغيرِ شُقوق
45- بينما الموتُ في سبيل إلهي=هو أُمنـيَّة التقيِّ المَشُوق
46- وحياةُ الشموخِ فرضٌ أكيدٌ=وانحناءُ الجباهِ شرُّ فُسوق
47- إنها شرعةُ الإله ارتضاها=لصلاح العبادِ والتوفيق
48- إن تقلْ: حسْبنا قوانينُ صِيغتْ=وبها كلُّ نافعٍ ودقيق
49- قلت: شتانَ بين شدْوٍ رقيق=ونعيبٍ مذُمَّمٍ ونَهيق
50- أو ظلالٍ معطَّراتِ الحواشي=وحَرورٍ مُلَـهَّبٍ كالحريق
51- أنت يا من غدوتَ في العين أقذا=ءً وعارًا وغُصَّةً في الحلوق
52- وحد الله واتركنَّ طريقي=فمن اليومِ لم تعد بصديقي
53- هاكَ عهدي وموثقي ويقيني=هاتفًا بالتُّـقَى وطُهرٍ صدوق
54- ” لستُ من أحمدٍ إذا هنتُ يومًا=لا ولستُ بدينه بخليق
55- فالذي ينحني لغير إلهي=ليس بالمسلم الأصيل الحقيقي”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة حول الشاعر: جابر قميحة
الدكتور جابر المتولي قميحة (مصر).
ولد عام 1934 في مدينة المنزلة – محافظة الدقهلية.
حصل على ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة 1957, وماجستير في الأدب من جامعة الكويت 1974, ودكتوراه في الأدب العربي الحديث من جامعة القاهرة 1979, كما حصل على ليسانس في القانون من كلية الحقوق جامعة القاهرة 1965, ودبلوم عالٍ في الشريعة الإسلامية 1967.
عمل مدرساً وموجهاً للغة العربية, ثم مدرساً للأدب العربي الحديث بكلية الألسن بجامعة عين شمس, ثم أستاذاً مساعداً. ويعمل حاليّاً أستاذاً مشاركاً بجامعة الملك فهد بالظهران.
دواوينه الشعرية : لجهاد الأفغان أغني 1992 – الزحف المدنس 1992.
مؤلفاته : له في الأدب والنقد: منهج العقاد في التراجم الأدبية – أدب الخلفاء الراشدين – التقليدية والدرامية في مقامات الحريري – أدب الرسائل في صدر الإسلام – الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود – التراث الإنساني في شعر أمل دنقل – صوت الإسلام في شعر حافظ إبراهيم – الأدب الحديث بين عدالة الموضوعية وجناية التطرف, إلى جانب عدد من المؤلفات الإسلامية.
عنوانه : جامعة الملك فهد للبترول والمعادن – الظهران 31261 – ص.ب 1640 – المملكة العربية السعودية.
الأديب الداعية الدكتور جابر قميحة (رحمه الله)
بقلم/ المستشار عبد الله العقيل
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإيمان، وكرمنا بدين الإسلام، وجعلنا تبعًا لسيد الأنام، محمد (عليه الصلاة والسلام).
وبعد،
فإن الشبكة العنكبوتية (النت) تعتبر وسيلة دعوية ومنبرًا مهمًا للدعوة الإسلامية؛ لما تتميز به من سهولة الإعداد، والتنقل بين صفحاتها، وسرعة الانتشار زمنيًا وجغرافيًا؛ مما يتيح الفرصة لرجال الدعوة لتوسيع دائرة نشر دعوتهم وآرائهم إلى أوسع مدى ممكن بعيدًا عن العوائق والموانع.
كما تتيح الشبكة العنكبوتية للدعاة فرصة تبادل التجارب فيما بينهم، وتقارب الرؤى والاجتهادات بسهولة مهما اختلفت مواقعهم من دول وقارات العالم.
كل هذه المميزات دفعت رجال الدعوة إلى استغلالها الاستغلال الأمثل، فقاموا بإنشاء كثير من المواقع الإلكترونية التي تهدف إلى تبليغ دعوة الله إلى الناس كافة، وتبصير المسلمين بأمور دينهم وإرشادهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم.
كما هدف كثير من الدعاة من خلال إنشاء مواقع خاصة بهم إلى نقل خبراتهم الدعوية وتراثهم الدعوي إلى غيرهم؛ ليتم بذلك التوريث الدعوي بين الأجيال المتعاقبة، ولتكتمل الجهود، وتسير القافلة الدعوية عبر العصور منتهجة نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومستنيرة بتجارب السلف الصالح والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
وقد حرص أبناء أخي المرحوم الدكتور جابر قميحة على الاستفادة من الشبكة العنكبوتية في الدعوة إلى الله، وحفظ تراث أبيهم الفكري والدعوي والأدبي، فعملوا على إنشاء هذا الموقع باسم الدكتور جابر قميحة (رحمه الله).
والأستاذ الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) غني عن التعريف، فهو الداعية المجاهد، والكاتب الناقد، والأديب الشاعر، وهو من أبرز الكتاب والأدباء الذين حملت كتاباتهم الدعوية وأعمالهم الأدبية هَمَّ الدعوة إلى الله، ودافعت عن الدعوة والدعاة، فقد أوقف قلمه لله تعالى، وسخَّر كلَّ إمكاناته ووقته لها؛ مجاهدًا بالكلمة، وخادمًا لقضايا الأمة ومدافعًا عن مقدساتها وحرماتها.
والأخ الدكتور جابر (رحمه الله) صاحب المواقف الثابتة والوفاء الصادق لرفقاء الدرب الذين عرفهم عبر مسيرة الحياة الطويلة، وكانوا نماذج للرجال الذين عز وجودهم في هذا الزمان.
ولقد عرفته عن قرب، فكان نعم الأخ الكريم في صدق لهجته، ووضوح موقفه، ومحبته لإخوانه في العقيدة حيثما كانوا، وأينما وُجدوا، فهم حاضرون في ذهنه ووجدانه مهما بعدت ديارهم، وشتَّ مزارهم.. يذكرهم بالخير، ويدعو لهم بظهر الغيب، ويترحَّم على من سبقوا إلى الدار الآخرة.
ولد الدكتور جابر قميحة (رحمه الله) بمدينة المنزلة محافظة الدقهلية بمصر سنة 1934م، وقد عرف دعوة الإخوان المسلمين منذ كان طفلاً صغيرًا. فقد زار الإمام الشهيد حسن البنا المنزلة ـ مسقط رأس الدكتور جابر ـ وظل يخطب قرابة ثلاث ساعات، فجذب انتباه سكان المنزلة أطفالاً وشبابًا وشيبًا، فكانوا يستمعون إليه وكأن على رءوسهم الطير، ومن يومها والدكتور جابر واحد في صف دعوة الإخوان.
وفي سنة 1948م، عندما انطلق مجاهدو الإخوان يجاهدون في سبيل تخليص فلسطين من الصهاينة، كان عمره أربعة عشر عامًا، فحاول ـ في رجاء مستميت ـ أن يكون واحدًا ممن يشتركون في تحرير فلسطين، ولكن رئيس منطقة الإخوان رفض طلبه وإلحاحه، وقال له: يا جابر؛ أنت مازلت صغيرًا، كما أنك وحيد والدك.
فقال له الدكتور جابر: ولكن فضيلتكم ذكرت لنا أن الذي صرع أبا جهل ولدا عفراء الصحابية الجليلة، وكانا طفلين صغيرين. فاسمح لي أن أتطوع حتى لو قمت بتقديم الشاي للمجاهدين.
فقال له وهو يبتسم: اطمئن؛ فالمجاهدون لا يشربون الشاي.
ومن مواقف الأخ الدكتور الرائعة أنه عندما حصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية “التوجيهية”، كان من شدة حبه للإمام الشهيد حريصًا على أن يلتحق بكلية دار العلوم، وهي الكلية التى تخرج فيها الإمام حسن البنا (رحمه الله)، ولكن الإخوان أصروا على أن يلتحق بالكلية الحربية، وسلموه رسالة توصية للبكباشي أبو المكارم عبد الحي الذي حاصر أحد قصور الملك فاروق هو وعبد المنعم عبد الرءوف (رحمه الله)، وكانا أشجع رجال الثورة المصرية، وقد حكم عليهما عبد الناصر بعد ذلك بالإعدام، ولكنهما أفلتا منه.
وكان الالتحاق بالكلية الحربية لا يتحقق إلا باجتياز عدة امتحانات، فتقدم إليها الدكتور جابر وهو يدعو الله أن يرسب فيها، أو في بعضها حتى يلتحق بدار العلوم، ولكنه نجح بتفوق في كل اختبارات التقدم، ولم يبق إلا الكشف الأخير، وهو “كشف الهيئة”. ومعه توصية مكتوبة للبكباشي المسلم أبو المكارم عبد الحي، ولو سلمه التوصية لكان على قمة الناجحين. ولكنه لم يوصل التوصية خوفًا من نجاحه المؤكد.
وتقدم (رحمه الله) بأوراقه لدار العلوم حبًا في الإمام الشهيد (رحمه الله)، وفي اختبار القبول ـ المسابقة القاسية التي نجح فيها ممن تقدموا لدار العلوم 300 طالب فقط من أصل 600 طالب ـ كان على رأس الناجحين؛ إذ حصل على مجموع 96%، وقام الأستاذ عمر الدسوقي الذي اختبره في مادة الأدب والنصوص الشفوية بتقديمه لطلاب الفرقة النهائية وهو سعيد به، قائلاً عنه: “التحق بدار العلوم هذا العام طالب غير أزهري اسمه جابر قميحة يحفظ حمل بعير من الشعر، ومثله من النثر”. فكان طلاب دار العلوم يقصدون الأخ الدكتور جابر للسؤال عن أبيات من الشعر أو قطعة من النثر، وهذا من فضل الله عليه.
التحق الأخ الدكتور جابر (رحمه الله) ـ زيادة على دار العلوم ـ بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، والذي دفعه إلى ذلك أنه رأى أحد ضباط الشرطة، وهو يعتدي على مواطن بريء في بلدته المنزلة. فقال في نفسه: ماذا أفعل لو أن هذا الضابط الظالم فعل بي مثل ما فعل بهذا المواطن؟
وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وحصل بعدها على دبلوم عالية في الشريعة الإسلامية. ولكن استهواه الأدب، فحصل على درحة الماجستير في أطروحة بعنوان “الفن القصصي في شعر خليل مطران”. وحصل على درجة الدكتوراة في أطروحة بعنوان “منهج العقاد في التراجم الأدبية”.
قام الأخ جابر (رحمه الله) بالتدريس في كلية الألسن، وفي جامعة يل YALE بمدينة نيوهافن بالولايات المتحدة الأمريكية. والجامعة الإسلامية العالمية بمدينة إسلام آباد، وجامعة الملك فهد بالظهران.
وله سياحات في مؤتمرات متعددة، وفي كل مكان نزل به كانت العقيدة الإسلامية، والدعوة لها تسري في كل جارحة من جوارحه، وقد فصل ذلك في مذكراته في أمريكا، وغيرها من المقالات والدراسات.
وقد قالوا عنه بأنه أديب ناقد، ومعلم مربٍّ، وداعية ملتزم، وشاعر رسالي، وكاتب سياسي، وله دور كبير في تجديد الأدب الإسلامي، وأنه من أبرز المنافحين عن لغة القرآن، وأحد منظري الأدب الإسلامي على مستوى العالم.
وقد تميز أدبه بالفكاهة التي تتخلله، لم يبع كلمته يومًا ما، وسخر الكلمة لبث مستقبل مشرق لأمته العربية المسلمة، ولم تفتَّ الأيام في عزمه، بل زادته صلابة وقوة.
وكانت شمولية الإسلام واضحة في كتاباته؛ لأن الإسلام هو الدين الشامل للدنيا والآخرة وفي كل مجالات الحياة.
وإن قصائده تتمتع بالجزالة والوحدة الموضوعية، وهو يستلهم القرآن الكريم والسنة النبوية في الكثير من أشعاره.
وقد شغلته قضايا أمته في فلسطين والبوسنة والعراق والكويت وغيرها، كما عاش هموم وطنه والاستبداد الذي يعيش فيه.
وهو (رحمه الله) من شعراء المبدأ والقيم الذين يعرفون بالحق، ويحملون أرواحهم على أسنة أقلامهم، ويُسخِّرون موهبتهم التي منحهم الله إياها لإيقاظ الهمم وتصحيح الوعي الفردي والجماعي.
وقد أخذ على نفسه عهدًا أمام الله بأن يظل سيف شعره وأدبه مشهرًا في وجه الباطل والجور والزيف والتضليل؛ حيث يقف حارسًا يقظًا على ثغور لغة القرآن، يأبى امتهانها باسم الحداثة، ويرفض الجور على أصالة الشعر العربي باسم قصيدة النثر.
والدكتور قميحة (رحمه الله) أديب وناقد أكاديمي متحيز لموقف ومتعاطف مع تصور نبيل ومنتصر لمبادئ الفكرة الإسلامية فيما يصدر من إبداع.
رحم الله الأخ الدكتور جابر قميحة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
بقلم / الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.