للتذكير والعلم فقط: توضيح هام
من يسمون بالعلويين هم ليسوا كتلة ثقافية وفكرية وعقائدية وعرقية وإثنية واحدة فنحن هنا امام منسوقة شعوب وطوائف وعشائر علوية كما فيها مشتركات عامة لاقيمة لها جوهريا و”تنظيميا” وعقائديا كونها تتواجد وتحضر -أي هذه المشتركات – مع طوائف إسلامية وغير إسلامية وعابرة للطوائف وأحيانا للقارات ، فهي- أي الشعوب العلوية- متباينة احيانا ومتنافرة في أحايين وانبثق منها تيارات ومدارس عدة، ولا يوجد لها مرجعية عقائدية واحدة تضبطها وتمسكها وتتحكم بها ومن هنا تتباين الانتماءات السياسية والفكرية لأبناء الأسرة العلوية الواحدة بين ملحد وبعثي ومخبر ومتعلون ومعارض ومتشيع وماركسي وقومي سوري ووو وحتى تختلف وتتخالف فيما بينها فلسفيا وعقائديا حد التخاصم والاختصام والتفارق والافتراق….ومن هنا فالنظر لها ككتلة ثقافية وعقائدية وإثنية وبالتالي سياسية واحدة فيه تخريف وتهريف وتغالط وخطأ جسيم…. والأكثر إثما هو التعويل والبناء والحساب عليه…
وما تشوفوا شر بحق سيدي الخضر
هناك طواىف وعشائر واديان وملل لها مرجعات ثابتة وموحدة سياسيا ومؤسساتيا كالكاثوليك والبابا والفاتيكان
وازهر مصر وشيخه ووهابية السعودية وهيىة كبار ابعلمان ولست بغافل طبعا عن ابطائفة المرشدية الكريمة بسوريا ومرجعياتها المعروفة وكذا بالنسبة للسيخ والمعبد الذهبي والبوذية وبوذا والزرادشتية وزرادشت….ولاسباب كثيرة تعرفها لن ادخل في الكاىفة العلوية الكريمة لانني قد لا استطيع الخروج عندها..
لكن احد المعلقين يختلف معه في هذا التوصيف للطائفة العلوية في سوريا:
كلام مبالغ فيه و يجافي الحقيقة و يقفز على الواقع بشكل صارخ و السبب عدم التعمق بفكر و فلسفة هذه الطائفة و مرجعيتها الواحدة الموحدة و فيلسوفها الذي لا يختلف عليه أي منتمي لهذه الطائفة و المدفون بحلب قلعة هنانو الشيخ احمد بن حمدان الخصيبي و رسائله التي شكلت دستورا لهذه الطائفة لا يختلف على قدسيتها أهل الطائفة ابدا. العَلَوية هي دين وعقيدة وثقافة وتاريخ وجغرافية متميزة، ثم أن العلويين هم قبل علويتهم الدينية بعصور وقد تشذبت عقائدهم بتأثيرهم بالثقافات والديانات التي تعايشوا معها.
العلويون أو العلوية نسبة إلى علي بن أبي طالب لتولّيهم إياه إمامًا بعد وفاة الرسول محمد؛ طائفة من الشيعة الجعفرية الإثني عشرية، تتميّز عن بقية الإثني عشرية بإيمانهم بالأدلة العقلية. ويقدر عددهم في العالم بحوالي 7-14 مليون في العالم يسكن أغلبهم سوريا وفي الأقاليم السورية الشمالية ولواء الإسكندرون الواقع الآن في تركيا، ويميزهم الإيمان بكون محمد بن نصير النميري أحد نواب الإمام المهدي في فترة الغيبة الصغرى، في حين يجمع من سواهم من الإثني عشرية على كونه مدعيا منحرفا. ويضاف إلى ذلك عدم اعتمادهم على نظام المرجعيات الدينية (الذي يعد أساسيا عند من سواهم)، وكذلك وجود القليل من الكتب في الفقه والحديث تميز هذه الطائفة. وهي تعتمد بشكل أساسي على الكتب الشيعية وعلى رأسها الكتب الأربعة ومصنفات أخرى كثيرة يشتركون فيها مع بقية الاثناعشرية. وبسبب سرية هذه الفرقة فقد توجه إليها زخم كبير من الاتهامات تاريخيا؛ فوصفها بعض الشيعة بالغلو ومن أهل السنة توصف بأنها فرقة تستر عقائد باطنية كفرية. وهم اليوم يتواجدون في الجبال الساحلية السورية ويختلفون عن علويي المغرب أو الزيديين في اليمن أو تركيا.
اسم علوي كانت له دلالات كثيرة في التاريخ. فكان يطلق على كل من تولّى الإمام علي بن أبي طالب ووافقهُ وسارَ في نهجه. ثم صار يطلق على ذريته فقط، وأحيانا على من يؤيد حكم ذريته. وفي عهد الصفويين أطلق الاسم على طائفة في شرق الأناضول تقول بتأليه علي بن أبي طالب فسماها الأتراك “علي إلاهي” ثم صار اسم طائفة شيعية في تركيا (انظر علويو تركيا) وكلمة علوي في اللسان التركي تلفظ “ألافي”.
يتجمع معظم العلويين في سلسلة الجبال الممتدة من عكار جنوبًا إلى جبال طوروس شمالًا، ويتوزع بعضهم في ريف حماة وحمص واللاذقية وطرطوس والإسكندرونة وقيليقية في تركيا، إضافة إلى تواجدهم في جبل محسن بطرابلس في لبنان وفي مدينة عانة في العراق.
عرف العلويون بعدة أسماء منها:
النصيريون: نسبة إلى محمد بن نصير، وهي التسمية التي نجدها في كل الكتب التي تحدثت عنهم قبل القرن العشرين.
الخصيبية: نسبة إلى الحسين بن حمدان الخصيبي.
الفلّاحون: تسمية أخرى لهم في القرن 19، قال بطرس البستاني “النصيرية: جيل من الناس في شماليّ سورية، لهم اعتقاد يخصّهم، يُخفونه عن الناس، ويُسمَوْن بالفلّاحين.
تعد فكرة فصل الدين عن المجتمع أساسية عند العلويين حيث أنه لا توجد مرجعية دينية عند العلويين وهناك رفض عام لتدخل رجال الدين في المجتمع ويعد العلويين من أكثر الطوائف انفتاحا مع انتشار الفكر العلماني واليساري. من أشهر العلويين المعاصرين: قائد ثورة الساحل السوري ضد الفرنسيين صالح العلي ومؤسس حزب البعث زكي الأرسوزي والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الأسد بالإضافة إلى عدد من الكتاب والمفكرين كالشاعر أدونيس والشاعر بدوي الجبل والشاعر سليمان العيسى والمسرحي ممدوح عدوان وسعد الله ونوس وغيرهم.