
الكاتب السوري سليمان يوسف يوسف
من ويلات الزلازل إلى ويلات السياسة !!!..
الأكراد السوريين وهاجس الانسحاب الأمريكي من سوريا !!!. بالتزامن مع تجدد التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المسلحين الأكراد بذريعة حماية أمنها القومي، سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز وجودها العسكري في الجزيرة السورية (شرق نهر الفرات) ، لردع تركيا عن تنفيذ تهديداتها ضد شركائها الأكراد . السيدة (إلهام أحمد) رئيسة اللجنة التنفيذية لما يسمى بـ”مجلس سوريا الديمقراطي – مسد ” في لقاء خاص مع تلفزيون سوريا في واشنطن، السبت 2 شباط 2019 ، قالت : إنها عبّرت لـ الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب ) خلال لقائها معه عن “الهواجس والمخاوف الكردية، جرّاء قراره بسحب القوات الأميركية مِن سوريا “.. نسأل السيدة ( إلهام): لماذا ( الأكراد) وحدهم، من بين المكونات السورية الأخرى ،يتمسكون بالوجود العسكري الأمريكي في سوريا ويخشون انسحابه ؟؟. أعتقد بأن القضية تتجاوز مسألة الخوف من “عدوان تركي ” جديد .. أنه ” الخوف من خسارة الأكراد لأقوى حليف دولي لهم ” ، عليه يراهنون في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم القومية في سوريا . حتى الآن ، واشنطن تؤكد على أن دعمها لما تسمى بـ” قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، المقادة كردياً (القوات الكردية تشكل عمادها الأساسي)، يقتصر على محاربة (تنظيم الدولة الإسلامية – داعش ). لكن أكراد (حزب الإتحاد الديمقراطي – بي واي دي ) يتأملون بل يطالبونها بدعم (سياسي) لـ”إدارتهم الذاتية” ،الفاقدة للشرعية الدستورية و الوطنية .
أمريكا تتذرع بـ”الخطر الداعشي” لتبرر استمرار تواجدها العسكري ،الغير شرعي والغير قانوني ، في سوريا، لوضع مزيد من (الزيت الأمريكي) على (نار الحرب السورية) للمد في عمر الأزمة السورية قدر ما تستطيع ، خدمة لأهدافها ومصالحها الإستراتيجية في المنطقة . . أمريكا تريد من وجودها العسكري في سوريا ، الحد من نفوذ (روسيا و إيران) في سوريا والمنطقة ، و للضغط على حليفها في الناتو (تركيا) كي لا يذهب (أردوغان) بعيداً في تطبيع وتعميق العلاقة مع موسكو .. أعتقد بأن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا سيستمر حتى تتوافق جميع الأطراف والقوى (المحلية والإقليمية والدولية) ، النافذة في الأزمة السورية، على حل سياسي للمعضلة السورية . طبعاً، أمريكا لن توافق على حل ما لم يحظ بموافقة إسرائيل ويضمن المصالح الأمريكية ..
سليمان يوسف