لمحات عن توظيف العهد القديم في القرآن
جاء في القرآن : ” نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بلسان عربي مبين “
” ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين”
” والمبين هو الواضح الذي يفهم مباشرة ولا غبار عليه في معانيه وكلماته . وفي تحدِ واضح ورد فيه :
” افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا”
هذه دعوة قرآنية في تدبر القرآن للبحث بين آياته عن اي اختلاف او خطا، ولو وجد فيه اختلاف فهو ليس من عند الله .
تدبر الكثير من الباحثين في آيات القرآن ونحن معهم للبحث بين آياته عن اختلافات لعلنا لا نجدها وعندها سنعترف حتما انه كتاب مبين من عند الله . ولكننا وجدنا اختلافات كثيرة اثارت انتباه الباحثين والمفكرين فكتبوا مئات الكتب اضهروا فيها هذه الأخطاء والإختلافات والمتناقضات . هنا سيكون من حقنا حسب التحدي القرآني ان نقول كلمتنا فيه .
الاسلاميون يقولون بإصرار ان القرآن هو وحي و كلام من الله أنزل علي قلب رسول الإسلام وابلغ للناس ، ثم حفظ في الصدور وبعدها كتب بالكلمات على الورق وجلود الحيوانات لحفظه من الإنقراض .
ولما كان القرآن كلام الله اي انه من صادر من المتكلم (الله) الى السامع النبي والناس .فلابد ان يكون الكلام بصيغة المتكلم فنصدقه ونعقله ، كأن يقول :
أنا هو الهكم لا يكن لكم اله غيري .
انا خلقت السماوات والأرض في ستة أيام .
إنا خلقنا الإنس والجن ليعبدونِ .
لا يمكن ان نطعن في صحة الكلام لأنه صادر عن اله معلوم وهو المتكلم الذي نؤمن انه الإله الوحيد وهو الذي خلق السماوات والأرض وليس غيره .
لكن ان كان الله المتكلم يقول : ” سبحَّ لله ما في السماوات والأرض ( وهو) بكل شئ عليم ” سنقول من هو المتكلم هنا ؟ لأن المتكلم ليس هو الله ، لأن المتكلم لا يتحدث عن نفسه بضمير الغائب (هو) ويقول : (هو العليم الحكيم) ، بل انا العليم الحكيم .
ولا يقول عن نفسه : ” يُحي ويُميت (وهو) على كل شئ قدير ” !
ولا يمكن ان يقول عن نفسه و هوالمتكلم : “هو الأول والآخر والظاهر والباطن (وهو) بكل شئ عليم ” ‼
ولا يُعقل ان يتحدث الله عن نفسه فيقول : (هو) الذي خلق السماوات والأرض في ستة ايام ثم (استوى) على العرش ، يعلم (هو) ما يلج الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء “
هذا كلام شخص آخر يتحدث عن الله، وليس كلام الله ذاته المباشر لمستمع يخاطبه.
ثم هل يقول الله وهو يتحدث الى نبيه : ” له ملك السماوات والأرض والى الله ترجع الأمور ” ؟
هناك من يحكي قصصا عن الله ويروي عنه بكلام فيقول : ” يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، ( وهو) عليم بذات الصدور “
ويكمل روايته عن الله الغائب فيقول عنه : ” (وهو) ينزل على عبده آيات بينات (ليُخرجِكم) من الظلمات الى النور ” !
والأمرّ من كل هذا ان يتحدث مؤلف القرآن عن الله متسائلا : ” من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ” ؟
لماذا لا يقول الله : من ذا الذي يقرضني قرضا حسنا وانا اضاعفه له ؟
ثم هل يحتاج الله – وهو الغني عن العالمين – قرضا حسنا من عباده الذين خلقهم بكلمته ؟
نتسائل مرة اخرى : هل الله المتكلم يتحدث عن نفسه بضمير الغائب (هو)، ام يقول نحن او إنّا خلقنا السماوات والأرض ؟
مؤلف القرآن ينسى أنه يتحدث بلسان الله ونيابة عنه، فيدعي انه كلام الله الموجه له لكي يكسب قلوب الناس انه نبي ورسول يوحى اليه بكلام الله فسجله في القرآن. لكن الفاعل يترك اثرا ورائه يدل عليه فيمسك بذات الفعل عند التحقيق والبحث .
من القائل :
” أفغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا ؟ الأنعام 114
“هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم” آل عمران 6
“هو الذي ارسل رسوله بالهدى ” التوبة 33
“هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ” يونس 5
” هو الذي يسيركم في البر والبحر ” يونس 22
” هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا” يونس 67
” هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ” الأنعام 60
” هو الذي خلقكم من طين ” الأنعام 2
” هو الذي انزل عليك الكتاب ” آل عمران 7
” وهو الذي اليه تحشرون ” الأنعام 72
” فغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا ” الأنعام 114
من الذي يبتغي غير الله حكما ؟ هل هو الله نفسه ام محمد ؟
في القرآن وردت كلمة (هو الذي) 56 مرة !
من هو الذي تكلم بلسان الله مدعيا انه قول الله المباشر ؟؟
من هو القائل في القرآن : ” أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا “
اسال نفسك ايها المسلم هل الله يرسل الشياطبن ام يرسل الانبياء والمرسلين لهداية الناس ؟
فمن يرسل الشياطين ويتكلم باقوال في كتابكم هو رئيس الشياطين وانتم تعرفون من هو .
صباح ابراهيم
18/2/2023
