كشف برنامج “سؤال محرج” الذي يقدمه المذيع طوني خليفة عن مكنون الشخصية السياسية اللبنانية المسيحية .. الموقف المركزي لها.. لونها الغالب الذي وإن تلطخ بألوان أخرى إلا أن أساسه القديم حي.. تتجدد خلاياه باستمرار..
ليس هناك مفاجآت ملفتة لعموم الطوائف غير المسيحية خاصة أن الأغلب من أولئك الضيوف سنة وشيعة ودروز استمروا في مواءمة الموقف السياسي مع الشخصي. على عكس المسيحي الذي ظل وفياً للشارع والحي والمنطقة والعائلة.. وتخلى مؤقتا من فوق كرسي الاعتراف مع طوني عن حليفه اليوم وموقفه السياسي الحالي..
كسب الجولة المسيحي على حساب المسلم.. بصراحته مع نفسه ورؤيته للوطن وابتعاده عن حليف الخارج.. حتى في تعصبه تفوق المسيحي على المسلم اللبناني المتسامح.. لأن لبنان ليس أرضاً للتسامح السياسي.. أما التسامح الإنساني فهذا شأن فردي لا يلعب دوراً مؤثراً في سياق الأحداث ولم يلعب.. وكيف يلعب دوراً في طائفية مقننة.. هي ترمومتر القوانين الموزعة للمناصب السياسية والوظائف الإدارية.. سواء نصاً أو عرفاً..
أجمع المسيحيون على بشير الجميل، ولم يترددوا في الإشارة لصورته حتى لو كانت الصورة الأخرى لحليف اليوم وحتى لو كانت مجموعة بشير الحزبية هي الند اليوم.. برز بشير كقديس .. كمعصوم.. لا يستطيع أحد الالتفات لغيره.. والويل لمن يفعلها ولن يشفع له اعتبارات وتحالفات المرحلة..
يوسف الشاعل