مسيحياً ، رئيساً لسوريا :

الكاتب السوري سليمان يوسف يوسف

مسيحياً ، رئيساً لسوريا :

بعد أثني عشر عاما من الصراع الطائفي ( سني – علوي ) على السلطة في سوريا، أرى من الحكمة بل من (المصلحة الوطنية) تكليف شخصية وطنية مسيحية برئاسة الدولة كـ(مرحلة انتقالية) ، الى حين وضع دستور جديد للبلاد و إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ديمقراطية بإشراف دولي.. واقعية هذا الطرح تأتي من الخصوصية التاريخية والثقافية والاجتماعية للمسيحيين السوريين. الجميع يعلم بأن لا (نزعة إنفصالية) لدى المسيحيين السوريين وليس لديهم أجندة خاصة لجهة التمسك بالسلطة واحتكارها.. المسيحيون أكثر شرائح المجتمع السوري حرصاً على السلم الأهلي والمجتمعي وتمسكاً بالوحدة الوطنية ، لأنهم أكثر الخاسرين والمتضررين من استمرار الحرب السورية الراهنة . مصير ومستقبل المسيحيين السوريين مرتبط بأمن واستقرار سوريا. رهانهم في ضمان حقوقهم وحمايتهم كان ومازال وسيبقى على الدولة السورية.. مع كل الاحترام والتقدير لبقية مكونات المجتمع السوري ، المسيحيون هم الخميرة الوطنية والضمير الوطني الحي لسوريا . هم ” الأم الحقيقية للصبي” في المعادلة السورية . سوريا بالنسبة لمسيحييها ، هي أكثر من وطن يعيشون فيه .. هي مهد حضارتهم وديانتهم ورمز وجودهم .. عنهم ، عن السريان الآشوريين، أخذت اسمها وهويتها الوطنية (السورية) .. في ضوء هذه الحقيقة ، أرى أن الرئيس المسيحي سيكون (الجسر الوطني) الذي من خلاله سيعبر السوريون إلى (سوريا الجديدة) والمنشودة . التوافق على شخصية وطنية مسيحية لرئاسة سوريا في المرحلة الانتقالية ، أراه مدخلاً بل ممراً إجبارياً لإخراج سوريا من الجحيم الذي انزلقت اليه ولتحقيق (المصالحة الوطنية)

المطلوبة.. طبعاً، دستور سوريا الجديدة، يجب أن لا يتضمن أي مادة أو فقرة طائفية تميز أو تفضل بين السوريين، مثل ” الإسلام دين الرئيس” و ” الشريعة الإسلامية مصدر أساسي للتشريع” . المساواة في حقوق (المواطنة الكاملة) تعني أن لا يكون تمييز ولا تفضيل بين المواطنين في الحقوق والواجبات. موقع أو منصب (رئاسة الدولة) هو حق لكل مواطن سوري بغض النظر عن ديانته أو قوميته أو انتمائه السياسي. ليس من الوطنية والعدالة والديمقراطية ، حصر رئاسة البلاد بالمسلمين . حين يشترط دستور البلاد ” الاسلام دين الرئيس أو دين الدولة والشريعة الإسلامية مصدر أساسي للتشريع ” ، هذا يعني أننا إزاء (دولة إسلامية بدستور إسلامي طائفي). دستور لا يمت للوطنية بصلة ، ينتقص من المكانة الوطنية للمسيحيين ولغير المسلمين عموماً، ينسف فرص وإمكانية الانتقال بسوريا الى (دولة مدنية ديمقراطية – دولة مواطنة – دولة عدالة ومساواة).
سليمان يوسف

About سليمان يوسف يوسف

•باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات مواليد عام 1957آشوري سوري حاصل على ليسانس في العلوم الاجتماعية والفلسفية من جامعة دمشق - سوريا أكتب في الدوريات العربية والآشورية والعديد من الجرائد الإلكترونية عبر الأنترنيت أكتب في مجال واقع الأقليات في دول المنطقة والأضهاد الممارس بحقها ,لي العديد من الدراسات والبحوث في هذا المجال وخاصة عن الآشوريين
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

2 Responses to مسيحياً ، رئيساً لسوريا :

  1. س . السندي says:

    من ألأخر …{ صدقني البعض مجبول أصلا بالعفن فكيف تريده أن ينظف ضميره ويستقيم خاصة إذا كان عوده اعوج ، سلام؟

  2. Shankahout Fadil says:

    انا شخصيا اعتقد انه ليس هناك امل لو اصبح الرئيس من ايه فئه او عقيده . انها ارض ملعونه بائسه متصحره، تتدحرج نحو الهاويه اخلاقيا وماديا وصحيا وحضاريا الحل بهجره من يستطيع وترك هذه الارض القذره للطاعون والموت الابدي.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.