
فراس الأسد Firas Alassad
مذهل ما فعله مسلسل #ابتسم_أيها_الجنرال #بشار_الأسد #رفعت_الأسد #سوريا #سورية
فراس الأسد ابن رفعت الاسد يكتب
ابتسم أيها الجنرال..
(المنشور الثالث)
مذهل ما فعله مسلسل ابتسم أيها الجنرال..
هذه الصورة هي رد النظام على المسلسل -و بالمعية رده على فراس الأسد- و هو رد اضطراري نظرا لأن المسلسل قد شاهده الشعب السوري برمته، و تعكس الصورة تماما ما تحدثت أنا عنه في المنشور الأول، حين نبهت إلى أن النظام هو من روج لحكاية أن والدة حافظ و رفعت هي من أنهت الخلاف بينهما، و كانت الكذبة الكبرى التي انطلت على جميع أبناء الشعب السوري و ما زال أكثرهم يرددونها بشكل ببغائي إلى يومنا هذا، و تأتي هذه الصورة لتروج لكذبة أخرى و هي أن بشار يحب عمه رفعت و عمه رفعت يحبه، بينما الحقيقة هي أن بشار الأسد لم يكره أحدا في حياته كما كره عمه رفعت، و رفعت الأسد لم يحتقر أحدا في الدنيا كما احتقر بشار الأسد.
النظام من خلال هذه الصورة يريد أن يقول للسوريين تماما ما أراد أن يقوله لهم في الثمانينات عبر حكاية الأم التي حلت الخلاف بين ولديها: “نحن عائلة واحدة، و الدم ما بصير مي، و أنا و خيي على ابن عمي و أنا و ابن عمي ع الغريب”… و في هذه الرسالة يكمن أحد أهم أسرار النظام من حيث تركيبته الذهنية و النفسية التي حكم بها سوريا على مدى عقود، و هو ما سوف نتحدث عنه في مرات قادمة.
و تتابع الصورة لتقول للشعب السوري برمته الذي شاهد المسلسل: “عليكم أن تنسوا ما شاهدتموه في هذا المسلسل، عليكم أن لا تسألوا عن أسباب الخلاف بين حافظ و رفعت، عليكم ألا تسألوا عن تاريخكم الحقيقي و ما جرى على أرض الواقع و ما هي نظرة حافظ أو بشار أو رفعت للشعب السوري، عليكم أن تعيشوا في الوهم كما عشتم دائما، وعليكم أن تستسلموا نهائيا لفكرة أن آل الأسد كعائلة سوف تحكمكم إلى أبد الآبدين”..
و أنا أقول لكل سوري يقرأ هذه الكلمات، صدقني يا أخي، و يا أختي، رفعت و بشار الأسد قد اجتمعا فقط لأن أحدهما قد تنازل عن أحلامه بالسلطة لصالح الآخر، هذا هو السبب الوحيد و لا سبب آخر غيره، و لو أن رفعت الأسد اليوم يفكر أن يفتح فمه بحرف واحد عن حقه في السلطة أو ما شابه ذلك لرأيتموه في اليوم التالي إما مسجونا أو مطرودا، و لو بادلنا بالأدوار بينهما، بنفس السيناريو و الافتراض أعلاه، لرأيتم بشار الأسد مقتولا و مرميا في صحراء تدمر.
هؤلاء لا هم لهم في الدنيا إلا السلطة، لو مات الشعب السوري كله، لو تهجر كله، لو جاع كله، لو أكل أطفال سوريا التراب، لو قتل الواحد منهم أخيه أو ابنه من أجل السلطة، المهم عندهم أن يبقوا جالسين على كراسيهم.
قد نكون عاجزين كسوريين عن تغيير الواقع على الأرض، و لكن أسوأ ما يمكن أن نفعله هو أن نعيش في الوهم..
إخرج من الوهم أخي السوري، من يحكمك هي عصابة دموية أوصلتك بعد ثلاثة و خمسين عاما من الحكم إلى ما أنت فيه من موت و بؤس و جوع، لا تصدقهم مهما قالوا فهم أكذب أهل الأرض..
لا يمكن للإنسان أن يولد حقيقة من دون أن يُقطع الحبل السري الذي يصله بأمه، و بالتالي فإن الولادة الحقيقية للإنسان هي الحرية. أنت تولد عندما تصبح حرا، و تموت عندما تتخلى عن حريتك.
الحرية هي الحياة و كل ما عداها موت..
إلى اللقاء في المنشور الرابع..