لم تترك الامثال العربيه شأناً من شؤون الحياة إلا وضربت له الامثال ، تعبيراً عن موقف او حدث لنجدة مظلوم او الوقوف ضد عدو ، او الاستجاره بقوي ليدفع ظلماً وقع على مستضعف .
فهناك مثل يقال في مدى التعاضد والتقارب بين الاخوه والاقارب وموقفهم من الغريب ، فيه دلاله على اولويات المواقف في المسانده والدعم عندما تدعو الحاجه لذلك .
وهذا المثل كما يقال ( انا واخوي على ابن عمي ، وانا وابن عمي على الغريب ) ، وهو مثل فيه من المعاني الشيء الكثير لو طبق حسب مضمونه وجوهر اهدافه ، ولكنه وللأسف الشديد وفي ايامنا الحاضره ، اصبح استعماله بالمقلوب اي ، ( الغريب وانا على ابن عمي ، واخوي والغريب علي ) ، معادله ميازينها واعتباراتها اصبحت بالمقلوب …؟؟ .
ما تقوم به دولة الكيان الصهيوني من بطش ممنهج بفلسطين المحتله ، مستغلة الاوضاع العربيه بزرع الفتن والشقاق لمعاداة الاخ ضد اخيه لتشرذمهم وتأجيح خلافاتهم ونزاعاتهم وتعمل عليها بالسر والعلن ، مستغلة خلافات بني يعرب باستعمال اقسى درجات العنف ضد الفلسطينيين ايام الجمع والمناسبات الدينيه ، بمنعهم الوصول من تأدية شعائرهم في المسجد الاقصى الذي دنسه رجس القوات الصهيونيه المتواجده حوله وعلى بوابات المدنيه المقدسه ، وفض المظاهرات السلميه على ابوابها بالقوة المفرطة منعاً لدخولهم وباقسى وسائل العنف والبطش المتبعه في الكيان الصهيوني المحتل ، زيادة على الاعتقالات الجماعيه للمتظاهرين المسالمين المطالبين بحق الدخول لتأدية شعائر الايمان والصلوات في المسجد الاقصى ..؟؟ .
انا وعدوي على اخوي وابن عمي معاً ,,,,,,,,,,,,، هذا هو الشعار المتبع هذه الايام من بعض الدول العربيه التي تضع يدها بيد الصهاينه علنا ، وما العدوان السافر الذي قام به الصهاينه بضربات موجعة على قطاع غزة ، وذلك ايام عيد الفطر المبارك في ساحات المسجد الاقصى والقطاع إلا دليلاً واضحاً ان جميع المعايير الاخويه وقربى الدم والرحم ما هي إلا اوهام ، عندما تتكشف الحقائق وتبان الخدع والمؤامرات من الذين يسمون اخوة ، وفي الحقيقه هم ليسوا سوى ذئاب كاسره ، والذي لا يمكن فهمه موقف الاخوه من دعم مواقف المعتدين ….؟؟، وهم اخوه في العروبة وفي العقيده واللغه والعادات والتقاليد ….!!، ولكنه من الواضح الوقوف مع الاعداء هي عمالة الرضوخ والمصالح واثبات من ( اقزام ) يمثلوا ادواراً خيانية باراقة دماء الاخوه وصلات الرحم والدم على ايدي الصهاينة المجرمين ..؟؟.
رغم ما تعانيه فلسطين وشعبها من جراح وازمات وتجني بني يعرب ، إلا ان موقفهم الثابت من قضيتهم العربيه الجوهريه قضية فلسطين ستبقى هي الاساس في مواقفهم الثابته والرافضه لسياسة الرضوخ والاستسلام ، وتدفعه دماً ودموع وخراب ودمار ، بينما اخوة العروبه والعقيده يتبرعون للكيان الصهيوني بالاموال لبناء المستوطنات على الاراضي العربيه المصادره ..؟؟.
300 مستوطنه صهيونية ستبدء اسرائيل بناءها باموال عربية والتي تمنع عودة الللاجئين إلى ديارهم ، والتأمر على توطينهم حيث يقيمون لتصفية القضيه الفلسطينيه ،
فقد بان زيف المثل الذي يستعمل بالمقلوب بهذا الزمن الاغبر…!! .
ميخائيل حداد
سدني استراليا
