لقد بات مألوفا في مغربنا الحديث عن الإجراءات الروتينية التي تلجأ إليها الدولة غداة نهاية كل موسم دراسي لضمان اجتياز المترشحين و المترشحات لامتحانات البكالوريا في ظروف تطبعها الشفافية و تكافؤ الفرص كما تدعي وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني. و هكذا يتم تجنيد الأساتذة و الطاقم الإداري و رجال الدرك و الشرطة، و تستصدر مذكرات خاصة و تبث الكاميرات و تمنع الهواتف و الحواسيب و تفتش الجيوب لكشف العيوب، و يتم التنقيب بالأجهزة الكاشفة، فإذا بالقسم يتحول إلى ثكنة عسكرية أو نقطة عبور في مطار من المطارات أو ما شابه.
يبدو لنا أن هذه الإجراءات ليست في مصلحة التلميذ أبدا و هي مجرد عجيج و ضجيج؛ و الدليل على ذلك هو تقارير الغش التي ترفع إلى الوزارة المعنية في نهاية الامتحان. هذا دون أن ننسى آلاف التقارير غير المفعلة و مثالها غض الطرف عن التلميذ عندما يكتشف الأستاذ المكلف بالحراسة ورقة مخربشة بحوزته و يكتفي بسحبها منه تفاديا للتبعات التي قد يكون الأستاذ ضحيتها الأولى في غياب الضمانات التي تحفظ كرامة هذا الأستاذ و وضعه الاعتباري داخل مجتمع متخلف أصبح يكن العداء و البغضاء لرجال التعليم و نسائه بالفطرة.
إن كل هذا الهرج و المرج يفسد جو الامتحان على المترشح و يجعله يعيش حالة من الخوف و العنف و الترهيب و الضغط الشديد مما يغيب معه التركيز على الموضوع الذي يكون بين يديه. فيبدو من غير المعقول أن نتعامل مع فلذات أكبادنا بهكذا طريقة في هذه اللحظة بالضبط. نقول هذا ليس من باب التساهل و تمييع أجواء الامتحانات الإشهادية و لكن من باب انتقاد السياسة التربوية العرجاء التي تنتهجها الدولة أصلا. فإذا كانت الوزارة تدعو، كما نعلم جميعا، إلى التنجيح دون استحقاق و تكبس التلاميذ بأعداد وصلت إلى الخمسين في حجرات مهترئة، و تقلص من زمن التعلم توفيرا للموارد البشرية، و تصدر مذكرات تمنع الأستاذ طيلة السنة من طرد التلميذ الذي لا يحضر الكتاب المدرسي، و لا ينجز الواجبات المنزلية، و تنفخ الكتاب المدرسي بالمحتويات الدراسية البالية، و لا توفر مساعدين اجتماعيين كمكون أساسي داخل المدرسة الحديثة، و لا توفر المكتبات المدرسية، و لا تشجع الأنشطة الموازية و غيرها من السوءات، فإننا نرى أنها تنتقم فعلا من التلميذ المغربي في نهاية كل سنة غداة اجتياز الامتحانات الإشهادية كامتحانات البكالوريا.
إذا علمنا التلميذ الاعتماد على النفس منذ الصف الأول و صقلناه و تتبعناه كما تفعل اليابان و السويد و غيرها لما كنا في حاجة إلى أن نراقبه غداة اجتياز امتحانات البكالوريا نموذجا. عندها ما كان سيلجأ إلى الهاتف أو أي ورقة أو خربشة في الأيدي أو الأحذية أو اللباس و غيرها. كان سيعرف أن هذا الأمر مخالف للمروءة وروح المسؤولية و الإنسانية و الشرف و تكافؤ الفرص. و لا نتصور و لو في الخيال أن نحصل على منتوج (تلميذ) بهذه الجودة بين عشية و ضحاها، بل هو منتوج ينضج على نار هادئة و تساعد في إنضاجه إلى جانب المدرسة، كل من الأسرة و الإعلام و غيرهما. فمتى تنتج مدرستنا تلاميذ يعولون على أنفسهم و يراقبونها دون أن يكونوا في حاجة إلى من يراقبهم؟ نتساءل فحسب.
* كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء – المغرب.
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
طرح شركة الخليوي السورية للبيع بمسرحية لنقلها من #رامي_مخلوف الى #ابو_علي_خضور
Published by:مفكر حررد مدوي من الصحافي جورج العلم على سماحة المفتي الجعفري...
Published by:مفكر حر#شاهد الناشطة #ريما_ديب تسخر من عهد #عون:
Published by:مفكر حر#شاهد يدرسون التلاميذ بان #الحوثي هو ولي الله: يعيدون #اليمن لعصر #الديناصورات
Published by:مفكر حر#شاهد #جنبلاط يترحم على ايام الإحتلال السوري ل #لبنان مقارنة بالإيراني الحالي
Published by:مفكر حرأبو نظام.. أبو عمار.. أبو موسى.. وفلسطين
Published by:يوسف علي الشاعلفيلم لا مؤاخذة
Published by:أسامة حبيبدبلومسية الفأر مع ايران وتركيا ودبلوماسية الأسد مع السعودية
Published by:علي الكاشبدأوا الحكم ببيع الجولان وانتهوا ببيع سوريا, تاريخ عائلة وسياسة حزب ؟؟؟؟
Published by:مفكر حر#بايدن: #الإخوان المسلمون قادمون
Published by:نضال نعيسةخليل توفيق الفرا عميد المهندسين السوريين ومؤسس نقابة المهندسين إلى رحمة الله
Published by:مفكر حررموز الحياة و كمالها
Published by:Oliver#محمد_الماغوط: من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً
Published by:محمد الماغوططلاسم القرآن
Published by:كامل النجارالنجــــار..(حكايةعربية) نبيــل عــودة
Published by:نبيل عودةحول سطوة التأثير الديني على النزاعات
Published by:يوسف يوسفحوار الأديبة الجزائرية الدكتورة زينب لوت مع الشاعر عصمت شاهين دوسكي
Published by:عصمت شاهين دو سكينعم، السريانية لغة وطنية
Published by:سليمان يوسف يوسفلقد "اختارت" الحجاب
Published by:مفكر حرفيلم الفيل الأزرق
Published by:أسامة حبيبالجذور الازمة السودانية 1
Published by:عبدالباسط الازرقابيوثيقة هامة: رسالة من العائلة الأوروبية إلى #الأسد
Published by:مفكر حرأضافة السنغال، المغرب و جزر كايمن الى قائمة "مراقبة تمويل الأرهاب"
Published by:مازن البلداويالامام علي (ع) ووحدة الأمة
Published by:اسعد عبد الله عبد عليبلدة الرميمين سجينة سجنها ...؟!.
Published by:ميخائيل حدادأسئلة مشروعة حول تعدد الزوجات؟
Published by:مفكر حر#السودان ليست #كوش
Published by:عبدالباسط الازرقابيسعيد إسحق رئيس #سوريا بعد استقالة هاشم الأتاسي سنة 1951
Published by:مفكر حرموضوع يجعل الواحد يلعن البلد بللى فيها .
Published by:رشا ممتازهويّة وطنية "مكبوسة" داخل قطرميز
Published by:مفكر حر#الولايات_المتحدة تنفذ ضربة دفاعية دقيقة ضد #إيران في شرق #سوريا
Published by:مفكر حر#أمريكا: قنابل ذكية دكت 7 مواقع على الحدود #السورية #العراقية
Published by:مفكر حرحازم حريري إمام مسجد في #السويد وأحد غلمان #اردوغان
Published by:وفاء سلطانإلى متى سيبقى #الشيعة_العرب … خدماً وعبيداً لملالي #إيران
Published by:سرسبيندار السنديكيف يرث المخنث حسب #قانون_سوريا المشتق من #الشريعة_الإسلامية:حصة صبي أم بنت؟؟
Published by:مفكر حرشعراء في نواكشوط يطلقون خيولهم في مروج ذاكرة الغيم
Published by:حمود ولد سليمانانتحرت اليوم فتاة صغيرة في #القامشلي وتوصي من تحبهم بزيارتها؟
Published by:مفكر حر#نارام_سرجون ينعي #بهجت_سليمان فهل هما نفس الشخص ام مختلفان؟
Published by:مفكر حر" أسباب هجرة #السريان من #الجزيرة_السورية "
Published by:مفكر حرالمحامي #ادوار_حشوة : مفارقة تدعو للخجل : #نصرالله يتهم البطرك باعلان الحرب على #لبنان
Published by:ادوار حشوةخزعبلات
Published by:عبدالباسط الازرقابياختفاء ام خجل ام عذاب ضمير :
Published by:مفكر حرعفوا .. في الشرع لا نقبل شهاده الستات
Published by:مفكر حر#شاهد كيف يغيظون النواب الأمريكيون بعضهم بعضا داخل مكاتبهم بمبنى بالبرلمان
Published by:مفكر حرالجنجويد (الجنجاويد ) و السيكوباتية 3
Published by:عبدالباسط الازرقابيشكوكو .. والعقاد..
Published by:مفكر حربيان صحفي حول محاكمة ضباط الأمن السوري في كوبلنز
Published by:مفكر حرفلسفة مبسطة: علم المنطق والاستدلال
Published by:نبيل عودةضيعة ضائعة .. يا سيادة الرئيس - بشار الأسد
Published by:يوسف يوسفأحدث التعليقات
- Adel Sucar on #شاهد الناشطة الوطنية اللبنانية #ريما_ديب: لمن #نصرالله بيطلع بيحكي فلازم #البطرك يرد
- saad on المطار ليس مكاناً للصلاة كما ان صلاتكم في مطارات امريكا لا تعني بأنكم مسالمين وطيبين
- س . السندي on حازم حريري إمام مسجد في #السويد وأحد غلمان #اردوغان
- Housam on هل تعاليم القرآن اللا إنسانية تختلف عن تعاليم التلمود اليهودي !؟.
- محمد القرشي on موضوع يجعل الواحد يلعن البلد بللى فيها .
- Bashar on حازم حريري إمام مسجد في #السويد وأحد غلمان #اردوغان
- مازن البلداوي on حازم حريري إمام مسجد في #السويد وأحد غلمان #اردوغان
- هاني مخلوف on #نارام_سرجون ينعي #بهجت_سليمان فهل هما نفس الشخص ام مختلفان؟
- Dr Elie Mitchel, USA on #نارام_سرجون ينعي #بهجت_سليمان فهل هما نفس الشخص ام مختلفان؟
- Ali Shareef on الجنجويد (الجنجاويد ) و السيكوباتية 3
- سفيان on بشرى سارة لكل من أضاق الطغاة والحروب عليه الدنيا
- س . السندي on غاب القط #ترامب فلعب الفأر #روحاني
- Luxemburg Fellower on التفسير المبين لمعنى الحور العين
- س . السندي on #شاهد زعماء المال بالعالم في دافوس يخططون للتخلص من ثلث سكان العالم اي ملياري انسان
- س . السندي on وزارة الاوقاف #سوريا: ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺑﺎﻃﻞ !
- Majd on أحاديث منطقية وعقلانية … أم هلوسات خرافية
- صفية on نشيد حماة الديار يقول الوليد والرشيد قدواتنا , فسمعا وطاعة !
- س . السندي on #بسمه_الكويتية فنانه قلبت الخليج رأسا على عقب
- Ali on بشرى سارة لكل من أضاق الطغاة والحروب عليه الدنيا
- س . السندي on المبوقون لا يكفوا عن ازعاجنا
- علي شريف حسن on الطوائف الدينية السودانية تهدد مستقبل السودان
- علي شريف حسن on الطوائف الدينية السودانية تهدد مستقبل السودان
- John on (مفيش حجاب في الاسلام يا معلم)
- س . السندي on أن يصبح خبر زواج #حلا_شيحه من الداعية المزواج #معز_مسعود ترند
- س . السندي on دليلك إلى حياة مقدسة (الفصل ٨٠)
- س . السندي on أضاءة أستباقية ل ” زيارة البابا للعراق “
- س . السندي on ما هي جذور “الله”.. ومن أين جاءت تسميته ؟.
- س . السندي on الفتى ذو المواهب المبكرة احمد حسون …
- س . السندي on قصة حب من زمن المراهقة .
- Sunny on #نبيل_فياض: القرآن كتب على مدى مئتي عام من قبل أشخاص مختلفين في #الكوفة وعمر بن الخطاب وأبو بكر شخصان أسطوريان