ما ان وقع الانفجار المشؤوم في ميناء بيروت البلد الجميل لبنان ، وأدى الى مئات من الضحايا الابرياء والاف الجرحى والمصابين ، فضلاً عن الخراب والدمار الذي اصاب المؤسسات العامة والخاصة وعلى مساحات واسعة لعدة اميال …..، حتى انبرى عدة منظرون ومنجمون ومن عدة قنوات فضاءية كل يدلي بدلوه وكأنه قابض على الحقيقة عن اسباب التفجير ومصادر المواد المتفجرة ومن هم خلفها …، فبعضهم اشار باصبع الاتهام الى تركيا مصدر النترات والتفجير لخلط الاوراق واثارت القلاقل في لبنان ، واخر يؤكد قدوم السفينة من جبل علي في الامارات الى بيروت ، محملة بنترات الامونيوم مصدره شركة استرالية بهدف التفجير ل مئآرب سياسية ، وكان ل اسرائيل دوراً بالاتهام بتفجير عنبر التخزين بواسطة صاروخ اطلق من طائرة …، فجميع هذه التنظيرات والاستنتاجات جميعها لا تظهر حقيقة ما حدث ، بينما لمعرفة حقيقة ما جرى يكمن في المراسلات بين مدير جمارك مرفأ بيروت السابق السيد شفيق مرعي والحالي بدري ضاهر ، ومدير مرفأ بيروت السيد حسن قريطم ، ( مع قاضي الامور المستعجلة ) ، وعلى مدار عدة سنوات بعشرات الخطابات تشير الى خطورة النترات التي افرغت من السفينة
( RHOSUS
غير الصالحة للابحار وتم غرقها ) منذ عام 2014 في عنبر التخزين 12 من 6 سنوات ولحين تم التفجير المشؤوم في 4/8/2020 ، فبرغم الطلب من القاضي باعادة تصدير النترات لخطورة الاستمرار بتخزينها بعدة رسائل وعن كيفية التصرف بها ، بعد اعتذار الجيش اللبناني عن شراءها لعدم حاجته لها ، الا انه لم يعر اهتماما لرسائل التنبيه وخطورة المواد ….، مما يثير الشكوك والظنون لماذ لم تتم الاستجابة من قاضي الامور المستعجلة لطلبات المسؤلين الكثيرة والمتكررة في الميناء ولمعالجة الكارثة قبل وقوعها ….؟؟.
حتى لا تطمس الحقيقة في دهاليز التستر على المسؤولين ، فالمراسلات مع القاضي مع نسخ البيانات الجمركية ( المنفست ) اذا لازالت موجودة ولم يتم اتلافها لغرض بنفس زيد ، (( لكون جميع وثائق الميناء ذهبت بالتفجير )) ، تلك الوثائق تحتوي على اسم بلد منشأ النترات والشركة المصدرة واسم المستورد ولصالح من تم الاستيراد ، هذا اذا شُكلت لجنة تحقيق محايدة من اصحاب الضمائر الحية لتبيان مسؤولية من كان خلف بقاء القنبلة الموقوته ل 6 سنوات برغم التنبيه عن الخطورة ، وما هي الاهداف المبطنة خلف التستر على تخزين اسباب الفاجعة المأساوية من قاضي الامور المستعجلة …؟؟.
قطعة من جنة الله على الارض ، لا تستحق هذا الالم والدمار من حفنة من حثلات مستهترين بحياة البشر والقيم الانسانية ، ومحاسبتهم باشد انواع العقوبات هو اقل ما يستحقون وواجب وطني . رحم الله الشهداء الابرياء والهم ذويهم الصبر والسلوان وحسن العزاء ، وعلى الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل انه سميع مجيب الدعاء .
ميخائيل حداد
سدني استراليا