أيّها الناسُ:
أنا مَهديكم، فانتظروني!
ودمي ينبضُ في قلبِ الدوالي ..
فاشربوني..
أوقفوا كلَّ الأناشيدِ التي ينشدُها الأطفالُ
في حبِّ الوطنْ
فأنا صرتُ الوطنْ …
إنّني الواحدُ ..
والخالدُ ..
ما بينَ جميعِ الكائناتِ
وأنا المخزونُ في ذاكرةَ التفّاحٍ،
والنايِ، وزُرقِ الأغنياتِ
إرفعوا فوقَ الميادينِ تصاويري
وغطّوني بغيمِ الكلماتِ ..
واخطبوا لي أصغرَ الزوجاتِ سنّاً ..
فأنا لستُ أشيخْ ..
جسدي ليسَ يشيخْ ..
وسجوني لا تشيخْ ..
وجهازُ القمعِ في مملكتي ليسَ يشيخْ ..
أيّها الناسُ:
أنا الحجّاجُ، إن أنزعْ قناعي، تعرفوني
وأنا جنكيزُخانٍ جئتُكمْ ..
بحرابي ..
وكلابي ..
وسجوني ..
لا تضيقوا أيّها الناسُ ببطشي
فأنا أقتلُ كي لا تقتلوني ..
وأنا أشنقُ كي لا تشنقوني ..
وأنا أدفنكم في ذلك القبر ِ الجماعيِّ
لكيلا تدفنوني ..!
…………
– من قصيدة :
السيرة الذاتية لسياف عربي ..
للشاعر السوري الكبير نزار قباني