
أدلة في القرآن على نشوئه في آسيا الوسطى
دراسة تاريخية لكتابة القرآن قبل وبعد الإسلام
لقد اعترف المحمديون الأولون والباحثون في تاريخ القرآن على انحدار الخط الذي كتب به القرآن الأولي من خط قادم من الحيرة في العراق. كما اظهرت البحاث في المخطوطات القديمة ان كتبة القرآن الأولي استعملوا الخط السرياني كأساس لكتابة المخطوطات الأولية للقرآن الجديد. وقد استعمل الخط السرياني الكرشوني قبل الإسلام .
تطور الخط السرياني من الخط الآرامي . بعد مروره بمراحل عديدة اثبتتها النقوش والمخطوطات. استعمل الخط السرياني بحدود عام 73 ميلادية . وقد استعمل المسيحيون الخط السرياني المعرب في كتابة نصوص دينية بالعربية الفصحى لأغراض متعددة ، منها ما هو تذكير بقصص الأنبياء والأمم الغابرة ، ومنها نصوص اسكاتولوجية تصف أهوال و نعيم الآخرة من أجل التذكير بالعقاب والثواب في نهاية الزمان .
وقد الفت بعض ابنصوص كمختصرات لبعض قصص التوراتية أساسا او ما كان يختص بثقافة العرب كحكايات بعض الأنبياء العرب الذين ظهروا مثل هود وشعيب.
لجأ المسيحيون الى القفلات والسجع حتي يسهل حفظ تلك المختصرات التي ستتلى في صلواتهم وتسبيحاتهم في البيع والكنائس. ومنا ما يخص بعض الأنبياء مثل الياس ولوط ويونس (يونان) . وقد كتب من بعض تلك النصوص السريانية : [ سلام على ال ياسين (الياس) ، إنا نجزي المحسنين ، إنه من عبادنا المؤمنين] ، [ إن لوطا لمن المرسَلين، إنا نجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا من الغابرين ، ثم دمرنا الآخرين، وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون ] ، وأن يونس لمن المرسلين أذ ابقي الى الفلك المشحون].
ولأن تلك النصوص كانت لمجرد التذكير بسرديات معروفة ، سنجدهم ينتقلون بين الفقرات دون مقدمات من موضوع الى آخر .
من هذه النصوص ما يشبه أن يكون قد الّف قبل الإسلام بقرون حيث يبدأ النص بتمجيد الإله ، ثم فجاءة يمر الى سرد مختصر لأحدى قصص بني أسرائيل . مثلا :
” الله الذي خلق السماوات تجوب فيها رسله بأمره، وجعل فيها نجوما بها تهتدون. ومد الأرض بساطا ثم أتمّ ستا ، فأستوت أطباقها وتلا بسابعة كلٍّ يسبّحون، وبثّ الخلق فيها ، منها نباتهم وفيها مقابرهم ومنها يُبعثون . ” .. ” وإذ قال داؤد لإبنه إني ذاهب الى ربي فلا يتقطعن لنسلك رجل من إسرائيل ” .
لم يكن محررو تلك النصوص بمختلف أغراضها يعتبروها نصوصا الهية بالمعنى الحرفي، بل كانت عندهم مجرد وعظ وإرشاد وتذكير [ذِكر] بما في الكتب المقدسة خصوصا التوراة او ما ضنوا انه التوراة.
في بداية القرن الثالث كانت تلك النصوص تحفظ في الصدور لدى المسيحيين في العراق والشام .
من بين الكتب التي الفت قبل الإسلام بزمن طويل كتاب سرياني سيكون النواة التي سيتشكل منها المصحف المحمدي بعد أن ادخل عليه نبي الإسلام واصحابه تحويرات عديدة .
كان الكتاب مرقم الفصول وفق نظام الترقيم الذي كان سائدا في العصور القديمة، وكان يحتوي على 113 فصلا . مرّ ذلك الكتاب المرقّم في القرون التي سبقت الدعوة المحمدية بعدة مراحل قبل ان يتحول الى مصحف . اثناء الترجمات والإملاء والنسخ وقعت بعض الأخطاء . وهو ما كان يحدث في تلك الكتب في تلك الفترة . فالكتابة يدوية ، كما ان النساخ لم يكونونا مؤهلين جميعا وخطاطين محترفين بالضرورة للقيام بعملية النسخ التي تحتاج الى مهارة وتركيز.
عندما يكتب الناسخ ويقع في اخطاء لا ينتبه لها، سينقلها من ينسخ بعده الكتاب مع هذه الأخطاء ويكتبها على انها كلمات صحيحة . وإذا وقع هو ايضا اثناء النسخ في أخطاء جديدة لا ينتبه لها، سينقلها من ينسخ بعده كتابه مع الأخطاء على ان كل ما في الكتاب صحيح، ومنقولة عن مصدر صحيح. وهكذا تنتقل الأخطاء مع النساخ من شخص الى آخر و هكذا تتزايد الأخطاء اثناء النسخ لعدة قرون دون ان ينتبه لها احد او يجروء على تصحيحها. النساخ القدماء لم يكونوا ذات مهارات لغوية عالية ، ولم يمتلكوا القواميس والمعاجم لضبط حروف اللغة بشكل صحيح اثناء كتابتها، فيقعون في أخطاء لغوية وإملائية يعتقد من يقرأها فيما بعد انها صحيحة لغويا ولا ينتبه للأخطاء .
لهذا نجد أن بعض الكلمات الموجودة بالقرآن الحالي تكتب بطريقة معينة، وبعد عدة سطور تكتب نفس الكلمة بطريقة مغايرة للأولى ، والسبب قد يكون عدم التأهيل اللغوي للنساخ، أو إهمال وعدم تركيز .
المصحف الحالي يتكون من 114 سورة. ارقام السور التي تراها اليوم في المصاحف الحالية لم تكن موجودة قديما . عدم وجود بسملة في سورة التوبة مع تظاهر الروايات على تسمية سورة يونس بالسورة التاسعة . يجعل من دمج سورتي الأنفال والتوبة في سورة واحدة امرا ضروريا، وبذلك يصبح المصحف مكونا من 113 سورة وليس 114 .
لغز الحروف المقطعة بأوائل السور القرآنية
كانت العادة متبعة في ترقيم الفصول من اي كتاب باستخدام الحروف، ولكل حرف رقما خاصا به ، تبدا من حرف الف (أ) برقم 1، والحرف باء (ب) رقمه 2 ، و الحرف (ج)=3 وهكذا الى الرقم 9. الرقم 10 يقابل الحرف ي . والرقم 12 = يكتب ب أ . الرقم 20 = ك ، و الرقم 30 = ل وهكذا الى الرقم 100 = ق … 1000 = غ . لكتابة الرقم 126 بالحروف = و ب أ
المصحف المحمدي كان بالأساس كتاب صلوات سرياني واسمه قريانا، مرقمة فصوله بالحروف على عادة الكتب السريانية القديمة . حيث يبدأ الفصل الأول بحرف أ الى الفصل التاسع الذي يقابل الحرف ط .
ثم يبدأ بالفصل العاشر الذي يرقم بحرف ي . وتستمر الترقيمات بالحروف حسب تسلسلها الأبجدي .
راجع الموقع
https://twitter.com/redaalahdal/status/727902378326933504?lang=fi
لكتابة الرقم (243) : يكتب الحرف (ج) يقابله الرقم (3)، والحرف (م) يقابله الرقم (40)، والحرف (ر) يقابله (200).
فمجموع القيمة المكافئة للحروف ج + م + ر = 3 + 40 + 200 = 243
وهكذا يكون تركيب أيّ عدد تريده بالحروف التي تلائمه..
اراد النساخ ترقيم الفصل 37 من المصحف القديم فوضعوا له الحرفين ( ل ) = 30 ، و حرف ( ز) = 7 فكان المجموع 30+7 = ل ز .
وهكذا تم ترقيم كتاب النواة للمصحف للفصل الأول (1) بالحرف (أ) والفصل 2 يبدأ بالحرف (ب) وهكذا مع بقية الفصول .
الفصل 11 رقم بالحرفين [ي = 10 + أ = 1 ] فيكون ي أ تعادل 10 + 1 = 11
والفصل 100 رقم بالحرف (ق) ورقم الفصل الأخير من المصحف الذي هو 113 بالحروف [ ق ي ج] = . 113
عند اعادة نسخ المصحف، لم يفهم احد النساخ معنى تلك الحروف لعدم اطلاعه بترقيم الحروف في اوائل السور فحذف بعضها من بدايات السور او الفصول . اما ما بقى منها فتعاملوا معها في مرحلة اولى على انها كحروف تملك قوة ما . الى تحولت اخيرا عند المسلمين حروفا مقطعة غامضة المعنى . تقرأ ولا يعرف سبب وجودها وماذا تعني .
سنعطي امثلة هنا عن ماحدث من تغييرات في تلك الحروف في ثلاث سور.قبل ان يقع الكتاب النواة بين يدي محمد . في الفصل 35 من كتاب النواة او المصحف الأولي . لترقيم هذا الفصل كتب في مقدمته حرفي (لام هاء) وكان يستعمل الخط السرياني في كتابة المصاحف . وبالأرقام تقابل ( 30 + 5 ) . وقع خلط بين حرفي الهاء والسين السريانية اثناء احدى عمليات النسخ للتشابه بين رسم الحرفين . ترجم الكتاب النواة الى السريانية وكتب بالخط السرياني المعرب . لذلك نجد سورة يس التي تسلسلها في المصحف 35 تبدأ بالحرفين (ي، س) اي بالرقمين 30+5 = 35 وفق الترتيب الرقمي للحروف .وهذا دليل واضح لترقيم السور بالحروف قديما .
اما سورة رقم 37 في المصحف النواة القديم ، فقد رقمت بالحرفين( ل ، ز ) الغير منقطة اي (لر) المعادلين للرقم 37 وهما (ل + ز) اي ( 30+ 7) = 37 ، ونظرا لتشابه رسم حرفي (لر) المكتوبة بالخط السرياني للحرف ص العربي، فقد قُرأت (ص) العربية وكانت هي سورة ص .
في الفصل 39 من مصحف النواة تم ترقيم هذا الفصل بالحروف (ل + ط) المقابلة للأرقام (30+9) = 39
حرفت (ل) السريانية الى (ح) لتشابه رسميهما . وحرفت (ط) الى (م) لنفس السبب فكتبت بداية السورة 39 (حم) التي سميت سورة غافر .
في الكتاب السرياني ترتيلة نصها : خرجت عدد من الشماسات صباحا حاملات الأنوار(الشموع) ذاهبات الى الكنيسة ، واجتمع حولهن المؤمنون وهن ينشدن ويسبحن ويرتلن . حرفها العرب الى : (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) . اما المفسرون الذين يجهلون اللغة السريانية قتخبطوا في تفسيرمعناها بغير علم فقالوا : العاديات من العدو و هو الجري بسرعة و قيل: المراد بها إبل الحاج في ارتفاعها بركبانها او قيل انها الخيل المسرعة، و الضبح صوت أنفاس الخيل عند عدوها ، و المراد بها الخيل تخرج النار بحوافرها إذا عدت على الحجارة و الأرض المحصبة. قيل: الموريات ألسنة الرجال توري النار . فالمغيرات صبحا اي الإغارة والغارة الهجوم على العدو بغتة بالخيل و هي صفة أصحاب الخيل و نسبتها إلى الخيل مجاز، و المعنى فأقسم الله بالخيل الهاجمات على العدو بغتة في وقت الصبح. وكلها تفسيرات بلخبطة واضحة فالله لا يقسم بالخيل بل بذاته . وليس هناك خيل ولا إغارة بل نساء ينطلقن للكنيسة مسبحين حاملين الشموع .
هكذا يتم تحريف كتب السريان الدينية ويحولوها الى مصاحف محمدية بترقيم الفصول بالأرقام المحرفة عن الحروف السريانية التي يجهلون معانيها لحد الآن ، ويعتبرونها جزء من نص السورة .
صباح ابراهيم
6 /3 / 2023