شاب طرطوسي من ألطف البشر وأنظفهم، مهندس الكترون، زارني الخميس والجمعة والسبت التي مضت. ولاسباب صحية وتقنية، توقفت عن العمل على كتابي، زمن يزيد. وكانت مناسبة نادرة لتبادل الحديث مع شخص مغموس بقضايا الناس وتعبها.
بذهول تام، وكأني كنت اعيش في كوكب آخر، قال الشاب الجميل إن معاشه هو ٤٢ الف ليرة سورية، يذهب منها ٣٠ ألفاً للدخان، والباقي للوحدات والتنقل.
وكيف تعيش- سالته؟
قال: لولا أبي وأمي مت من الجوع!
….
البارحة اكتشفت أن هنالك من يعيش أيضاً على كوكب آخر، هو ذلك الذي أصدر قرار الشورتات.
نعم…
بدل النظر إلى هؤلاء الشباب وآلامهم،
بدل مساعدتهم كي لا يموتوا،
نصدر مرسوماً عثمانياً بهدف الحفاظ على الأخلاق العامة.
الفقر هو العدو الأول للاخلاق العامة لأنه الطريق الأسرع إلى الدعارة.
ملاحظة:
قال لي شاب يعيش في بعقلين اللبنانية إن شباناً كثيرين سوريين يمارسون الدعارة الذكورية في لبنان كي لا يموتوا جوعاً،
ملاحظة:
كل من التقيتهم من شبان طراطسة لديهم حلم واحد- السفر.
ملاحظة:
كل المدرسين الذين التقيتهم قدموا على طلبات استيداع لأن المعاش لا يكفي أجور مواصلات.
ملاحظة:
القرار اياه موجه لإرضاء التطرف الإسلامي وإزعاج العلمانيين.
ليست مشكلتي ان المسلم المتطرف ينتعظ عند رؤية حتى سيقان جدتي…