قُتِلت الموهوبة …

الزميل الكاتب عبدالباسط الازرقابي

قُتِلت الموهوبة …
بلقيس طالبة طَمُوح تَدرس في مرحلة الثانوية ، و هي ذات مواهب ، و لديها اهداف جَمّ ، و تُحب القراءة .
كانت تتابع برامج الثقافية التلفزيونية ، و كانت هي من تدير كل برامج الثقافية في مدرستهم و شاركت في كثير من المسابقات العلمية و هي على يقين بأنها سوف تصبح انسانة عظيمة يومآ ما .
لكن والدها ديني متشدد يمنعها من الخروج و دائما يصرخ في وجهها بأن لا تخرج من المنزل ، كانت تعود إلى المنزل فوراً بعد انتهاء دروسها، و هي تريد المشاركة في البرامج التي تبدا ما بعد الدراسة.
رغم الصعوبة و المعاناه و منعها من الخروج استطاعت ان تحرز نسبة كبيرة في الإمتحانات.
و بعد نجاحها ارادت ان تدرس في الجامعة مرموقة ، لكن والدها منعها من ذلك .
قال لها : “إما ان تدرسي في الجامعة غير مختلطة او تبقى في المنزل ” .
قالت : ” ابي اريد ان اصبح انسانة عظيمة ، و اعلم انك تحبني و تخاف عليّ ، و اقدرك و احترمك ، لكن ما تقوله لي لن يفيدني بشيء كما تعلم إذا أردتَ ان اكون ناجحه لامناص من الدراسة في الجامعة تشبه طموحاتي “.
قال : لا لن اسمح لكِ بذلك .
فغضبت و اختارت ان البقاء في المنزل لانها لا تريد ان تدرس في الجامعة غير مختلطة هي تريد ان تشارك البرامج الثقافية مختلفة و متنوعة من الجنسين.
بعد مرور شهر قالت لي والدتها : امي تعرفين ما دار بيني و بين ابي لما لم تساعدني و تتحدثي الى ابي بأنني لا اريد سوا ان اكون ناجحه ، امي أرجوكِ تحدثي إليه.
قالت والدتها : ” عزيزتي اشعر بما تشعرين به من الحزن ، و انا أيضاً قلقة عليكِ لكن ليس بيدي حيلة ان اقنعه ، كما تَعلمين إنه صعب في التعامل و التحدث معه ، يا عزيزتي ليس لكِ خيار ثالث .
إختارت بلقيس ان تدرس في الجامعة غير مختلطة ، و عندما واصلت الدراسة واجهتها صعوبات في فهم اللغة الانجليزية و كانت المحاضرات ٨٥% منها باللغة الإنجليزية . و قررت ان تدرس اللغة الإنجليزية في المعهد .
و لمّا ذهبت الى والدها منعها ايضا من الذهاب إلى المعهد او اي مكان آخر ، و اخبره بأن تعود إلى المنزل فور تخلص محاضراتها .
اخبرت زميلتها بذلك و طلبت منها أن يساعدها .
و ذهبت معها الى المنزل و ليخبر والدها لكن والدها رفض للمرة الثالثة.
قالت :لها زميلتها نحن نساعدك في ذلك نتبرع لك من مالنا الخاص و ندفع لكِ رسوم التسجيل و لا تخبري والدك بذلك .
و عندما عَلِم والدها بهذا الامر منعها من الجامعة .


و قال لها : ” من الآن فصاعدا لن تخرجي من المنزل دون إذني ، و لا تحلمي بالجامعة ثانية مفهوم … “
مرت الأسبوع و اتصلت ادارة الجامعة بوالدها ليتفقدها قال له والدها : ” هي بخير لكنها تركت الجامعة و اختارت البقاء في المنزل” .
بعد مرور بضعة أشهر قال لها والدها : الجمعة القادمة سأختار لكِ زوج من المسجد.
قالت لوالدها بغضب : ” لقد منعتني من كل شيء و لم اقل شيئا لكن لن اصمت بهذه المرة هذه هي حياتي و عليّ ان اختار زوج الذي يناسبني “
فضربها ضرباً مبرحاً و حبسها داخل غرفتها .
عندما عاد والدها من العمل وجدها مشنوقة اجل شنقت نفسها و ماتت بسبب والدها .
و قُتلت الموهوبة . لو لم تمنعها لما ماتت ولا إختارت الموت .
كثير من الأُسر ينظرون إلى الفتيات نظرة خاطئة …
أعطى ابنتك نصائح و علمها و بيّن لها الخطأ من الصحيح بإمكانها ان تدير نفسها و لو أخطأت انت لستُ مسؤول ….
و أعطى حريتها هي تستطيع ان تختار ما يناسبها و من يناسبها .

المرأة رائدة في كل عمل تقوم بها بل تتقنها و تجيدها و نلاحظ ذلك منذ زمن بعيد و الحضارات القديمة . كل مجتمع تقودها المرأة تكون مجتمع مثالية و العظيمات كُثر حتى خلية النحل التى تنظمها الأنثى هي أبهى و انظم البيوت على الإطلاق .
و يكفي ان نردد دائما ( وارء كل رجل عظيم امراة )

الكاتب / عبدالباسط الازرقابي

About عبدالباسط الازرقابي

كاتب السوداني عبدالباسط الازرقابي عبدالباسط الازرقابي من السودان
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.