واحدة من اكبر الكوابيس التي عشتها في طفولتي كانت حلقة لبرنامج ” السالب و الموجب” للاستاذ توفيق الحلاق و الذي كان يذاع على التلفزيون السوري في ثمانينات القرن المنصرم..
اذكر تفاصيل هذه الحلقة و كأنها اليوم و التي تتحدث عن رجل لديه بنت صغيرة ، توفيت زوجته و بعد فترة من الزمن طلب الزواج من إمرأة اخرى ، و كان شرط موافقتها على الزواج ان يتخلّى عن ابنته ذات الستة اعوام ..
و بعد المفاوضات، اتفق العرسان على حبس هذه الفتاة في سقيفة المنزل ، و ربطها بجنزير من الحديد ، و حرمانها من طفولتها ، ليتثنى للاهل ممارسة حياتهم الطبيعية ..
سمع الاستاذ توفيق الحلاق بهذه القصة من احد الجيران ، و ذهب و كاميرته لمعاينة المنزل ، و اكتشف و فضح القصة لجمهوره ..
تذكرت هذا الكابوس الذي عشت معه سنين طويلة عند سماعي قصة الطفلة نهلا و التي قضت بجريمة مشابهة تماماً لما شاهدته منذ اربعين عاماً..
تذكرت و ذكرت هذا الكابوس لأقول لمن يريد الصيد في المياه العكرة ، و لمن يريد ضرب سهامه على الثورة و مخرجاتها ، متهماً اياها بانها السبب في خراب اخلاق البشر..
اقول لهؤلاء :
قليل الاخلاق ، لا يستطيع افضل حكم عادل تصحيح اعوجاجه..
و عديم الاخلاق ، لا يستطيع اي نظام فاسد ان يبعده عن تربيته..
كفّو عنّا خبثكم..