قصتان ساخرتان

الكاتب الفلسطيني نبيل عودة

نبيل عودة

1 – رأسمالية في التطبيق…

التقى زميلان الأول غني جداً والثاني مستور الحال.

الغني اشتغل كل حياته بتربية حمام البريد، والثاني اشتغل بالتجارة، اشترى وباع وسافر وتجول في نصف دول العالم، والغني لم يغادر سطح منزله حيث حماماته.

التقيا في مطعم وتذكرا أيام المدرسة. سأل مستور الحال:

– قل لي يا صديقي، جمعت في حياتك أموالاً طائلة، كيف فعلت ذلك وأنت لم تتحرك من مكانك؟!

أجاب الغني:

– ربحت كل أموالي من تجارة حمام البريد.

– حمام البريد…؟ جميل جداً، يبدو أنك بعت ملايين الحمامات لتصبح مليونيراً؟

– لا أبداً، لم أبع إلا حمامة واحدة، ولكنها كانت دائماً ترجع إلى قفصها، كما دربتها. لذلك ربحي كان كاملاً.

*************

2 – طبيبة…

رجاء اخلع ملابسك، لا داعي للارتباك، أنا طبيبة ورأيت آلافاً مما تظنه مميز رجولتك. تأكد، رغم أنك رئيس بيت، أو حتى لو صرت رئيسا لجمهورية عربية، فلا فرق، لن تزداد رجولة أو سحرا. هل تعرف، عندما كنت صغيرة استغربت أني لا أملك ما يملكه أخي ويفخر به.

شكوت لوالدتي، فماذا قالت لي والدتي؟

قالت إني بما أملكه أستطيع عندما أكبر أن أملك وأسيطر على آلاف مثل الذي عند أخي.

لذا لا ترتبك، وليكن واضحا لك ولمعشر الرجال، أنكم لستم الأفضل بهذا الشيء الذي تفخرون به… الرب منحكم هدية التبول وقوفا، ولكنه منحنا القدرة على الوصول للمتعة الجنسية مرات متكررة… فما هو الأفضل حسب رأيك؟ لنفترض أن أذنك تحكك بشدة، ما العمل؟ ستدخل أصبعك وتحكها. بعد ذلك تخرج أصبعك.

قل لي من يشعر بالمتعة أكثر؟ أصبعك أم أذنك؟

[email protected]

About نبيل عودة

نبذة عن سيرة الكاتب نبيل عودة نبيل عودة - ولدت في مدينة الناصرة (فلسطين 48) عام 1947. درست سنتين هندسة ميكانيكيات ، ثم انتقلت لدرسة الفلسفة والعلوم السياسية في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو . أكتب وأنشر القصص منذ عام1962. عانيت من حرماني من الحصول على عمل وظيفي في التعليم مثلا، في فترة سيطرة الحكم العسكري الاسرائيلي على المجتمع العربي في اسرائيل. اضطررت للعمل في مهنة الحدادة ( الصناعات المعدنية الثقيلة) 35 سنة ، منها 30 سنة كمدير عمل ومديرا للإنتاج...وواصلت الكتابة الأدبية والفكرية، ثم النقد الأدبي والمقالة السياسية. تركت عملي اثر إصابة عمل مطلع العام 2000 ..حيث عملت نائبا لرئيس تحرير صحيفة " الاهالي "مع الشاعر، المفكر والاعلامي البارز سالم جبران (من شعراء المقاومة). وكانت تجربة صحفية مثيرة وثرية بكل المقاييس ، بالنسبة لي كانت جامعتي الاعلامية الهامة التي اثرتني فكريا وثقافيا واعلاميا واثرت لغتي الصحفية وقدراتي التعبيرية واللغوية . شاركت سالم جبران باصدار وتحرير مجلة "المستقبل" الثقافية الفكرية، منذ تشرين اول 2010 استلمت رئاسة تحرير جريدة " المساء" اليومية، أحرر الآن صحيفة يومية "عرب بوست". منشوراتي : 1- نهاية الزمن العاقر (قصص عن انتفاضة الحجارة) 1988 2-يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها ( بانوراما قصصية فلسطينية ) 1990 3-حازم يعود هذا المساء - حكاية سيزيف الفلسطيني (رواية) 1994 4 – المستحيل ( رواية ) 1995 5- الملح الفاسد ( مسرحية )2001 6 – بين نقد الفكر وفكر النقد ( نقد ادبي وفكري ) 2001 7 – امرأة بالطرف الآخر ( رواية ) 2001 8- الانطلاقة ( نقد ادبي ومراجعات ثقافية )2002 9 – الشيطان الذي في نفسي ( يشمل ثلاث مجموعات قصصية ) 2002 10- نبيل عودة يروي قصص الديوك (دار انهار) كتاب الكتروني في الانترنت 11- انتفاضة – مجموعة قصص – (اتحاد كتاب الانترنت المغاربية) كتاب الكتروني في الانترنت ومئات كثيرة من الأعمال القصصية والمقالات والنقد التي لم تجمع بكتب بعد ، لأسباب تتعلق اساسا بغياب دار للنشر، تأخذ على عاتقها الطباعة والتوزيع.
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.