قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 30

القصة:

عجقة صيف و اللوبي بمنتجع الشاطىء الأزرق مليان.. عيلة من أب و أم و ولد و بنت عم ياخدو مفاتيح غرفهون..

من اللهجة كان واضح انهون من جهات القامشلي، و من تصرفاتهون واضح انهون مغتربين و جايين اجازة..

العيلة جايين و ما بيعرفو شو كان ناطرهون..

بعد الضهر عالشط و أنا عم أتمشى بشوف هالعيلة عم يستأجرو موتورين بحر..

بنفس الوقت اللي دارت محركات الموتورين، بشوف فواز الأسد عالجيت بوت نازل عالبحر..

ربع ساعة كانت كافية لمأساة كبيرة ما رح ينساها كل أهل اللادقية و الموجودين وقتها بالشاطىء الأزرق..

أنا و مع صاحبي عالشط قاعدين، منسمع صوت مسبات و كفر و مرافقة أبو جميل عم يركضو باتجاه الشط..

بدون قصد موتور الأولاد طرشو لفواز بمي البحر، و بيبدا يصرخ و يسب عليهون و يكفر باللي خلفهون..

ما اكتفى أبو جميل بالسباب و الوعيد، بيدور بالجيت و بيطلع فوقهون للأولاد..

كل الناس واقفة عالشط عم تتفرج.. كل رؤوساء أفرع الأمن مع عيلهون عم يراقبو.. كل مراقبين الشط و الموظفين ملهيين بتهداية مرافقين الدكتور.. و الأولاد عم ينفرمو تجت محركات الجيت على مرأى من الكل و تحت نظر أهاليهون.. الولد طالعوه شقف من المي، و الشقف التانية ضليت عالقة على محركات الجيت تاع أبو جميل.. و البنت كل لحم جهتها اليمين منتف..

الأهل عم يصرخو و يعيطو بلغة غريبة، عالاغلب كردية..

خمس دقائق كانت كافية كمان لتسلم البنت روحها لرب العالمين..

الأب المسكين واقف و عم يصرخ و يتوعد: أنا سويدي جاية عبلدي مع عيلتي عبلدي زيارة منشان نمووووووووت!!!!

الأب و الأم منهارين بشكل كامل، و مرافقة الدكتور ركضو جابو طاولة و حطوها بنص الشط منشان يرتاح عليها أبو جميل..

بيقعد عالكرسي قدام كل البشر و رجل عرجل و السيغارة بتمو… و هالمرافقة بيجيبو الأهل لعندو.. ابنكون طرشني بالمي و هيدي جزاتو.. كلمة تانية منك هنت أو مرتك بتلحقو ولادكون..

بيركض رئيس فرع الأمن السياسي باللادقية وقتها المعارض الكبير نواف الفارس ليطيب بخاطرو لأبو جميل و يطلب السماح منو أنو يعفي عن الأهل..

بالفعل قلهون: سامحتكون هالمرة بس يا ربكون شوفكون هون مرة تانية..

الحكمة:

يا هارب من بردات السويد و جاية سياحة مع البنت و الولد، اتأكد بالأول أنو أبو جميل مسافر أو مو بالبلد..

 

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.