قصة و حكمة من زياد الصوفي.. 131

القصة:

بعد ما قامت الثورة بايران سنة 79 ، و بداية الحرب العراقية الايرانية ،و وقوف حافظ الاسد بالصف الايراني بمواجهة كل العرب و لجانب الفرس أخوة التراب، كان لا بد من عقوبة سوريا اقتصاديا بعد انتهاء فترة الحرب ، و فرض حصار اقتصادي خانق عالبلد، اضطر فيه السوري يعيش عالاعاشة المقدمة من الدولة، و عالاعتماد على المواد المهربة من لبنان…

اعتمد النظام بعمليات التهريب على ابناء بيت الاسد… كل شخص بينتمي لهالعيلة شكّل عصابة تهريب طويلة عريضة و صارو يستغلو هالشعب المعتر اللي دفع تمن رعونة قيادتو بالوقوف عالجانب الخطأ من التاريخ…

مرحلة بذكر فيها كيف كنت اطلع مع الوالد الله يرحمو على حدود طرابلس منشان نجيب علبة محارم و كيلو قهوة ،و شوية سمن وزيت…

العصابات االي خلقت منشان تهريب شوية مواد تموينية، اتحولت لاحقا و نتيجة الحرب الطاحنة بلبنان لعصابات لتهريب السلاح و الدخان و الحشيش و سرقة السيارات…

و دائما أهم مثال على عصابات التهريب بتكون عصابة فواز الاسد…

قصة اليوم من اللادقية كمان بنهاية التمانينات…

بتجي طلبية الحشيش من القرداحة و بهداك الوقت كان فواز هوّة الراعي الحصري لتهريب المخدرات و الحشيش بين سوريا و لبنان و بالاتجاهين، تارك باقي العيلة عم تشتغل بتهريب الدخان و السلاح و بنفس الوجهة…

بتطلع سيارات فواز من الصبح باتجاه البقاع اللبناني، و بتعبّي الحمولة المطلوبة ، و بتتوجه بطريق العودة على القرداحة تحضيرا لتوزيعها و الاتجار فيها بالمفرق…

سيارات التهريب بشكل عام كانو يتفرغو من الفرش و يضل بس كرسي الشوفير و باقي المساحة تستخدم لتعباية اكبر كمية من البضايع، و تسلك سيارات بيت الاسد الخط العسكري منشان ما يتفتشو…

يومها السيارات راجعين آخدين الخط العسكري متل العادة، و بأوامز من باسل الاسد بتطلع دورية من مفرزة الأمن العسكري ببانياس بقيادة علي الدربولي و بتعترض بقوة السلاح قافلة التهريب…

بتستغربو كيف باسل بيعطي هيك أوامر يمكن؟؟؟ باسل كان يعصر ولاد عمو كل فترة منشان يرفع عمولتو و منشان تلميع صورتو قدام الرأي العام السوري…

ست سيارات مرسيدس مليانين مواد مهدءة و مخدرات و حشيش بتوقف عند حاجز تابع للامن العسكري ببانياس و بتنساق السيارات بدون أي مقاومة عالمفرزة…

دقايق بس كانو كفيلين أنو توصل القصة لفواز…

بياخود قوة مؤلفة من عشر سيارات مليانين شبيحة مسلحين و متل لمح البرق كان طاير من القرداحة على بانياس…

أقل من نص ساعة بيكون فواز و معو اربعين خنزير مسلح محاصرين المفرزة، بيوقف فواز برا الباب و بيصرخ:

ولك دربولي، معك نص دقيقة ترمي سلاحك هنت و كلابك و الا و الامام و علي بفجر المفرزة باللي فيها…

من خلال معرفة الدربولي بأخلاق فواز و جنونو، بيعطي الاوامر لكل عناصر المفرزة يرمو السلاح و يسلمو نفسهون لفواز….

بيدخل فواز عالمفرزة و هوة عم يضرب كل مين بيطلع بوجهو من عناصر و على راسهون الدربولي…

ولك دربولي، روح افتح السجن للشباب و ادخول هنت و عناصرك عالسجن يلللا…

بس ياسيدي نحنا سلمنا حالنا، خود البضاعة كلها و اتيسّر و لا مين شاف و لا مين دري….

ما قلك طالعهن و فوت هنت و عناصرك محلهن…

و بالفعل بينفذ الدربولي الاوامر و بيفتح الباب على خنازير فواز و بيطالعهون برّا الزنزانة، و بيدخل مع عشر عناصر تابعين للأمن العسكري معو لجوا الزنزانة و بيحبسو حالهون…

ولك ابو الغضب روح اشحطلي هالطاولة و هالكرسي حطن عباب السجن…

بيقعود فواز عالكرسي و بيرفع رجليه عالطاولة و بيصرخ لكلب من كلابو يجيبولو ليتر الويسكي من السيارة…

تلات ساعات قاعد فواز على باب السجن عم يسكر و يتفرج و يتضحك على الدربولي و عناصرو محبوسين بزنزانتهون…

ولك دربولي غنّيلي أغاني وطنيي؟؟

و بلّش الدربولي بشوية موطني على شوية بلاد العرب أوطاني و نهاها بحماة الديار، و فواز رافع كاس الوطن و أسياد الوطن بالعالي..

بعد تلات ساعات فن و سكر..

و هلق شو بدي اعمل فيكن يا دربولي؟؟؟

رح افتح باب السجن و عد للعشرة و هنتو ما تركضو هربانين، و بعد العشرة رح قوّص عليكن، و اللي بيموت الله لا يرحمو، و اللي بيعيش فيكن، لازم يضل متذكر أنو هيدي البلد الي و انا ربكن يا عرصات…

ما بيوصل بالعد للخمسة و بدي التقويص عليهون و هنن عم يركضو..

تلاتة من عناصر الامن العسكري يومها ماتو ، و الدربولي انتقل اثر هالحادثة لقسم المرور بالشام بدل ما يتكافأ….

الحكمة:

بنار جهنم أنتَ و عيلتك رح تكونو جمرا..

ما تنسى تهرّب عجنهم كم علبة متّة و بوكسين حمرا…زياد الصوفي – مفكر حر؟

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.