قصة تحريف القرآن

التحريف بالنصوص هو التغيير الذي يجرى بفعل فاعل عن النسخة الاصلية ، واعادة كتابته بطريقة تختلف عن السابق بالاضافة او النقصان بالكلمات والنصوص او التغيير في اسلوب النصوص او الترتيب .
وهذا التعريف ينطبق تماما عما جرى على نصوص القرآن . والذي سنشرحه بالتفصيل لاحقا .
القرآن الأصلي الذي كان يتلوه محمدا لم يكن كتابا مكتوبا ، بل نصوصا محكاة شفاها عن لسان نبي الأسلام محمد بن عبد المطلب ، والذي ادعى انها آيات تتلى عليه من قبل شبح اسماه جبريل يأتيه ويتراى له ويُسمِعه تلك النصوص عندما يكون في غيبوبة صرع ليحفظها وينقلها الى الناس . وادعى ان تلك الآيات هي كلام الله وهي من اللوح المحفوظ في السماء . وقد انزلت عليه مفرقة على مدى 23 سنة متتالية حسب الضروف التي يمر بها محمد .
اوعز محمد ، الى بعض صحابته ان يكتبوا القرآن لكونه اميا كما يقال، ومنهم زيد بن حارثة اليهودي النسب والاصل. وكان مولى نبي الاسلام وعبدا مطيعا له ، رباه متبنيا اياه بمنزلة ابنه ثم انكره لاحقا.
في زمن محمد لم تكن حروف اللغة العربية تكتب بالنقاط والحركات ، وتُرسم بطريقة لا تشبه تماما الحروف المعروفة اليوم . وكان مجموع تلك الحروف العربية المكتوبة ثمانية عشر حرفا فقط لتشابه الرسم للحروف ذات النقاط التي مُيزت بنقاطها لاحقا مثل النون والباء والتاء والثاء والياء . وكانت اللغة الآرامية هي اللغة السائدة في الكتابة والمراسلات في ذلك الزمان ، وقد اشتقت اللغة العربية من الآرامية الأم . وتشابه تلك الحروف قد سببت اخطاء بكتابتها وقراءة الكلمات و تخمين معانيها .
– يحوي القرآن المحمدي على عدد كبير من الكلمات الأعجمية اقتبست من لغات عديدة مستخدمة في ذلك الزمن ، مثل الارامية والحبشية والفارسية على الرغم من قوله انه أنزل بلسان عربي مبين .
كما كتب القرآن ونُسخ فيما بعد بنقل الكلمات كما هي رغم انها خطا ولم تعدل وبقت على حالها الى اليوم .مثل :
“أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا” والصحيح (شقيّا) . لأن المعنى لا يستقيم بكلمة شقيّا مع الملاك السماوي . وكلمة تقيا وشقيا تُكتب متشابهة بالحرف الاول الغير منقط .


وكذلك : (العاديات ضبحا والموريات قدحا) ، والاصل الصحيح فيها الغاديات صبحا ولم يعرف ما معنى الموريات قدحا ، وقد ابتكر المفسرون لها تفسيرات من عندهم . حتى ان عمر بن الخطاب لم يفهم ما معنى كلمة (الكلالة) التي وردت في سورة النساء 176[ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة …]
– ومن التحريف الذي حدث بالقرآن هو عدم ضبط الترتيب في آيات السورة الواحدة ، والانتقال بالكلام من موضوع الى آخر لا علاقة له بالنص السابق ، وهذا ما يربك المعنى العام للنص .
– كما انه احتوى على اخطاء نحوية خالفت قواعد اللغة العربية التي قيل انها اخذت من القرآن نفسه .
كما في الاية التالية : ” لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَ(الْمُقِيمِينَ) الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
المقيمين معطوفة على المؤمنون والراسخون ولكنها جاءت منصوبة بدل ان تكون مرفوعة حسب قاعدة المعطوف على ما قبله يكون مشابها له .
– والتحريف الكبير الذي اربك ترتيب السور والآيات وفهم معاني القرآن وتسلسل ضروف الاحداث هو عدم كتابة السور حسب التاريخ الصحيح لتسلسل (نزولها) . و حدث فيها التقديم والتأخير عشوائيا واختلاط المواضيع و القصص وتداخلها مع بعضها ، والانتقال من موضوع الى آخر واعتماد النساخ على كتابة تسلسل السور الطويلة اولا ثم الأقصر وهكذا ، ومع ذلك فقد تم خرق هذه القاعدة ايضا في تسلسل الكتابة .
– حذف بعض السور والايات التي لم ترق لعثمان بن عفان والتي يقول الشيعة عنها انها كانت تتحدث عن علي بن ابي طالب وتمجده مثل سورة الولاية وسورة النورين من القرآن الاصلي التي تؤكد على ولاية علي وأحقيته بالخلافة.وأن القرآن تم تحريفه منذ العهد الأول للتدوين في عهد أبي بكر وعمر وعثمان، وأنه قد تم إزالة العديد من الآيات والسور كما اكد الكثيرون من المفسرين ان سورة البقرة كانت اطول مما هي عليه الآن .
– تم حذف بعض السور والآيات مثل سورة المعوذتين واية الرجم وآية الشيخ والشيخة ، رغم ان القرآن نفسه يؤكد: ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ومع ذلك تشهد عائشة زوجة الرسول بأن داجنا في بيتها اكل احد سور القرآن كانت تحت السرير و اختفت من الوجود !
– كان في زمن الرسول عدد من المصاحف يختلف الواحد عن الآخر ، كان لعبد الله بن مسعود مصحف خاص به ، ولحفصة مصحف خاص بها ، ولفاطمة مصحف وابي بن كعب مصحف ، وكذلك لابي موسى الاشعري . كل يكتب على هواه حسب ما سمعه من الايات . وهذه المصاحف تتعارض مع بعضها البعض وكان الصحابة يقرؤون الآيات بأشكال مختلفة كل منهم يؤكد انه سمعها من النبي شخصيا بطريقة تختلف عن الآخرى ، فكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة، بصورة فتحت باب الشقاق والنزاع في المسلمين في أمر القراءة، فكانوا يحتكمون الى النبي، وكان النبي ذكيا لحل هذا الاشكال ، فقال لهم ان القرآن نزل بسبعة احرف وكل طريقة سمعتموها هي صحيحة فسكت الجميع .
– الاختلافات في المصاحف وتعددها كانت سببا لجمع عثمان بن عفان للمصاحف المختلفة من اصحابها بعد ان خدع اصحابها انه يريد الاستدلال بها لكتابة المصحف الجديد ويردها اليهم ، وقام بحرقها. وقد كان هذا الحدث سببا مهما مع اسباب اخرى لقتل عثمان بن عفان خليفة المسلمين نفسه بايدي المسلمين .
– الناسخ والمنسوخ هو لوحده فضيحة كبرى لتحريف القرآن والغاء الكثير من آياته ، فبينما يقول القرآن ان لا مبدل لكلمات الله ، يعود وينسخ ما قاله سابقا فيأتي بأية النسخ التي تلغي الاية الاولى و تنقضها لتؤكد: ” ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها ” البقرة 106 ، والسؤال هو لماذا لم تأت (الايات الخير منها) اولا وقد كانت موجودة في اللوح المحفوظ منذ الأزل ، والله لا يبدل كلامه ورايه وليس بين كلماته تفضيل لينسخ ما قاله سابقا ؟
– في بادئ الامر عندما كان المسلمون والصحابة يسكرون بالخمر ويذهبون للمسجد للصلاة وهم سكارى ، نصحهم الله بهدوء بأن لا يقربوا الصلاة وهم سكارى ، ولكن بعد ان قويت شوكة جيش محمد ، قال للمسلمين ” يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون “
– لماذا لم تزجرهم بتحريم الخمر من البداية يا اله القرآن ان كان الخمر رجس من عمل الشيطان وسمحت لهم بشربه وممارسة الرجس الشيطاني خارج المساجد واوقات الصلاة ؟
– نوع آخر من التحريف هو خلط الايات المكية مع المدنية ، وتداخلها مع بعضها البعض .
– التضارب في الآيات القرآنية ، واختلاف وعد الله للمسلمين : ” اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ” الحج 39 ولكن الله لم ينصرهم في معركة احد و هزموا امام كفار قريش . فعل نسي الله وعده ؟
– رجال الدين المسلمين من الشيعة هم انفسهم اعترفوا بتحريف القرآن ، ومنهم الامام الخوئي الذي كتب عن التحريف قائلا : ” هناك تحريف في القرآن لفظي وموضوعي وبنائي ” .
– اية الاسراء والمعراج قالت ” سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ” هذه الاية جاءت بالقرآن قبل بناء المسجد الاقصى في القدس بأكثر من مائة سنة .
– فاي مسجد اقصى اسرى اليه محمد وهو لم يبنَ الا بزمن عبد الملك بن مروان ولم يكن موجودا بزمن محمد ؟ ماذا يدل هذا الكلام ؟ للعلم كان في منطقة الجعرانة في جزيرة العرب مسجد ادنى ومسجد اقصى ، وليس في القدس!!
– نتسائل بعد كل هذه الادلة التي ذكرناها ، ان كان القرآن كلام من الله انزل بلسان عربي مبين واضح المعنى والمبنى ، فلماذا قام مئاتُ المفسرين بتفسير القرآن وشرح نصوص اياته للناس؟ ولماذا لا يتفق المفسرون مع بعضهم البعض في التفسير والتوضيح وكل يفسر حسب اجتهاده وبغير علم مؤكد ، ثم يختموا تفسيرهم بكلمة والله اعلم ! اي ان علمهم محدود وغير مؤكد.
– النصوص التي تحمل اكثر من تفسير ومعنى تدل على ان متن النص ضعيف ويحتمل التأويل و التحريف ولا معنى له . وقد اعترف علي بن ابي طالب ان القرآن حمال اوجه ، اي نصوصه تحمل بطياتها تفسيرات مختلفة متضاربة المعنى .
– وخلاصة القول ان الكتاب الذي ينسخ بعضه بعضا ، وفيه نصوص تتعارض و تنقض بعضها و كلمات ينقضها قائلها (الله) ويبدل كلامه فيه ، فهو ليس كتاب مقدس وليس بكلام من الله .

About صباح ابراهيم

صباح ابراهيم كاتب متمرس في مقارنة الاديان ومواضيع متنوعة اخرى ، يكتب في مفكر حر والحوار المتمدن و مواقع اخرى .
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.