طلال عبدالله الخوري 14\6\2021 © مفكر حر
يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائه مع قناة “إن بي سي نيوز” الأمريكية على هامش لقائه مع بايد في قمة الدول السبع الكبرى, التي تستمر ثلاثة أيام في كورنوال في بريطانيا، ” لقد دهشت عندما سألت الجانب الأمريكي من بديل الأسد في سوريا؟ وكان جوابهم لا ندر!”
طبعا من الواضح بأن بوتين يريد ان يتصيد ويحصل على ثمار في سوريا من خلال مفاوضة الطرف الأمريكي, ولكن أيضا من الواضح اكثر بأن الطرف الأمريكي ليس مضطرا بان يفاوض بوتين على اي شئ في سوريا ولا ان يعطيه اي ثمار مجانية من خلال المفاوضات… لذلك كان ردهم له بما معناه ” كول خ ر ى واسكوت نعرف بان تتحكم بكل مفاصل سوريا ولن تحصل منا على اي شئ في دعم نظام قمعتك بشار” هذا هو الموضوع بكل بساطة.. ولندخل بالتفاصيل.
تصورا بان بوتين رئيس روسيا القوة النووية الثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية يترك كل المواضيع الحساسة الاخرى مثل الصين والنووي الايراني والصواريخ البالستية واوكرانيا والاقتصاد واروبا … ويحاول ان يتصيد ربح له في سوريا, فهذا يدل على اهمية سوريا بالنسبة لروسيا وهو يريدها خالصة كلها له بسياستها الداخلية والخارجية وسفاراتها وقواعدها العسكرية ومخابراتها واقتصادها… كما اوضحت في المقال السابق .
طبعا كما اوضحت بعشرات المقالات السابقة روسيا تخسر كل يوم في سوريا وقد انفقت ترليونات الدولارات, هذا عدى الاسلحة والافراد التي فقدتها ولكن لم تحصل على شئ بالمقابل, لان امريكا لا تريد ان تعطيها اي شئ في سوريا .. بينما في الطرف المقابل امريكا لا تنفق شيئا في سوريا وهي تربح لان اعدائها روسيا وايران وتركيا يغرقون كل يوم في سوريا وسيأتي اليوم الذي تنتظره امريكا منذ عشر مسنوات عندما تتحارب كل من روسيا وتركيا وايران حول مصالحهم المتضاربة في سوريا, وعندها ستكون نهاية كل من روسيا وتركيا وحكم اردوغان في تركيا, وعندها ستأتي امريكا وستفرض الحل في سوريا بان تكون سوريا للشعب السوري من دون تدخل اي من روسيا او ايران او تركيا, وهذا هو هدف امريكا منذ اليوم الاول, ومن منعها من تحقيق هذا الهدف هو خيانة المعارضة السورية من تحالف الاخوان واليسار الذين يحاولون الضغط لكي يكون هناك حل بمشاركة كل من روسيا وتركيا وتقبل به امريكا وتدعمه, ولكن امريكا لن تقبل هذا ابدا كما قلنا بعشرات المقالات السابقة.
الان هناك من انصاف المثقفين في المعارضة السورية الذي يقولون بأن الحل في سوريا هو باجراء انتخابات برلمانية شفافة تحت اشراف الأمم المتحدة ومن ينتخبه السوريين يحكمنا .. نحن نقول بان مساوئ هذا الحل بانه وبسبب تسلط مخابرات النظام على اهم المرافق في سوريا فبأسوء الاحوال سينجح على الاقل 60% من قمعات النظام بالانتخابات .. وحوالي 10 % من الإخوان والاسلام السياسي لبقية الطوائف .. و3% من اليساريين و27% مستقلين ومن الاقليات … خلال شهرين بعد الانتخابات ستقوم المخابرات السورية (التي تديرها من خلف الستارة المخابرات الروسية) عن طريق التهديد والاغتيال وشراء الذمم من تدجين 20% من معارضي النظام .. ثم بعد سنة ستتكفل بالباقيين ويعود النظام كما كان في السابق ..فاذا كان هؤلاء المطالبين بالانتخابات لا يعرفون بان المخابرات الروسية هي من تدير المخابرات السورية وجميع القطعات العسكرية والقواعد الجوية والمؤسسات الحكومية وقادرة بان تقوم بثورة مضادة وتسقط اي رئيس ينجح بالانتخابات لا تريده روسيا, فاما هم جهلة وهذه مصيبة واو انهم يتغابون علينا لكي يغطوا على خيانتهم والمصيبة اكبر…
لذلك ولهذا كله انا اشترطت سابقا بان يكون اول بند في الدستور السوري منع مؤيدي النظام والاخوان واليساريين من الترشح للانتخابات لمدة 50 سنة, وذلك لدورهم في مآسي الشعب السوري وعمالتهم لاجندات خارجية مثل روسيا وتركيا وايران على مدى اكثر من قرن … ثانيا اخراج جميع القواعد العسكرية الروسية من سوريا وطرد جميع خبرائهم العسكريين المزروعين بكل قطعة عسكرية يجب ان يكون نصا دستوريا ايضا… عندها فقط يمكن ان نجري انتخابات شفافة.. ولتحقيق هذا كله فنحن بحاجة لمساعدة عسكرية وتقنية واستخباراتية ومالية من امريكا وبدون امريكا اي شئ في سوريا سيكون تبديل طرابيش وليس تغييرا للنظام.
كالعادة، بتجيبها من الاخر استاذ طلال