في 14 شباط/فبراير 2005 قتل #حزب_الله السياسي اللبناني #رفيق_الحريري.

يوسف على الشاعل

في 14 شباط/فبراير 2005 قتل #حزب_الله السياسي اللبناني #رفيق_الحريري.
نعم كل الأدلة والشواهد تؤدي لطريق واحد للإدانة ينتهي في زواريب الضاحية الجنوبية لبيروت؛ حيث مقر حزب الله.
ليست الأدلة الإيجابية فقط تدين حزب الله في الجريمة؛ بل حتى الأدلة السلبية تحاصر الحزب وحده؛ فما المقصود بالأدلة السلبية:
عندما يبحث المحققون عن أدلة جريمة ما فإنهم يعثرون على أدلة توجههم لمتهم معين: كالبصمات والحمض الوراثي وتصوير الكاميرات وشهادة الشهود وبيانات الاتصالات الهاتفية وغيرها، وهذه أدلة إيجابية وجهت السلطات باتجاه محدد؛ بالمقابل البقية المحتمل قيامهم بالجريمة أو المستفيدين منها لم تقم ضدهم أي قرينة تدفع سلطات التحقيق لتوسعة الاتهام نحوهم. في جريمة اغتيال رفيق الحربري كانت الأدلة سلبية نحو أي جهة أخرى وإيجابية نحو حزب الله.
لهذا لن يكون مجدياً التشكيك في اتهام حزب الله بالجريمة بعد أن ثبت أن الاتصالات الهاتفية الفعالة المغلقة بين مجموعة أشخاص قبيل التنفيذ بدقائق عائدة لكوادر من حزب الله ثم صمتت تلك الهواتف للأبد بمجرد دوي الإنفجار العظيم الذي أدى لمقتل الحريري ورفاقه وعشرات الأبرياء الذين صادف مرورهم أو تواجدهم بالمكان؛ باستثناء مكالمة يتيمة لأحد المنفذين أجراها مع عشيقته بعد الانفجار (على الحزب التحقيق مع هذا الكادر لسوء سلوكه وهو يمثل حزب ديني محافظ). وقد فتحت هذه المكالمة الغرامية ثقب صغير دخل منه النور على الجناة واتسع الضوء حتى تكشفت الجريمة كاملة أمامنا بتفاصيلها وأشخاصها ومعداتها باستثناء الضعيف المسكين أحمد أبو عدس الذي اختفى تماماً ، وستكشف الأيام مصيره لو سمحت الظروف لبعض الأمنيين المسؤولين عن مصيره بالحديث.
ليست فقط الأدلة السلبية ما تشير لمسؤولية حزب الله عن قتل رفيق الحريري بل التخلص ممن مسك خيوط أدلة الاتصالات الرائد وسام عيد ، فالمتضرر من تلك الأدلة سيعمل للتخلص من مهندسها لمحاولة إضعاف إمكانية الاستفادة منها لارتباطها بشخصه (وهذا مالم يحدث لتمكن خبراء آخرين من الحفاظ على داتا المكالمات الهاتفية وتطويرها كأدلة وربطها بسلوك الجناة) وكذلك يروم قاتل عيد من قتله التشفي منه للغضب من هذا الضابط الذي ولأول مرة يكسر قاعدة: أن الجريمة السياسية لا تخلف أدلة.


ولو قال قائل حتى خصوم حزب الله لهم مصلحة بقتل الرائد عيد كإسرائيل نجيبه أن مصلحة خصوم حزب الله من تطوير الأدلة ضده تفوق المصلحة من محاولة خلط أوراق قد لا يظهر لها قيمة؛ إلا إذا كانت إسرائيل قلبها على حزب الله.
الخلاصة أن هناك ضحية اسمه رفيق الحريري حبه الشعب اللبناني باختلاف طوائفه بمن فيهم رفيق نصرالله الذي بكى في قناة أبوظبي وهو يعلن مقتل الحريري قبل أن يتمذهب بعد 2009 ويركب تيار حاضنته الاجتماعية.
كل تلك الأدلة التي عرضتها المحكمة الدولية ومعها الأدلة المشار لها في هذه المقالة لم تكن كافية ليس فقط في محاسبة حزب الله بل في كبح جنونه السياسي الخالي من أي هدف وطني.
سعد رفيق الحريري بعد سنوات من مقتل والده يعتزل السياسة مؤقتاً ؛ لأن السياسة لها قواعد ومساحات حتى في أقل الدول ديمقراطية أما في لبنان فمنذ مقتل والده لا قواعد ولا لعبة سياسية ولا مساحات؛ بل فريق مسلح عدواني ياقاته متسخة، يقابله فريق معتدل مدني ياقاته بيضاء .
مع ذلك نتمسك بالأمل والغد الأفضل فالبقاء للحياة الطبيعية غير المكلفة ؛ أما الحياة المتحصنة بالسلاح فهي مكلفة ولن تصمد طويلاً.

يوسف علي الشاعل

About يوسف علي الشاعل

.. يوسف علي الشاعل السعودية مواليد 1975 متزوج ماجستير قانون عام باحث عربي مؤمن بالتضامن الشعبي العربي بغض النظر عن توافق الحكومات
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.