
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
قدم فيلم
“The Whale”
إنتاج عام 2022 تأليف “سامويل د. هانتر” وإخراج “دارين أرونوفسكي” ،دراما إنسانية مبتكرة مستندة على التحليل النفسي لبضع من الشخصيات التي تجمعها تجارب الألم والماساة التي مرت بها.
شارلي “برندن فريزر” استاذ جامعي خمسيني مثلي الجنس نصف مقعد بسبب وزنه الزائد وحالته الصحية المتدهورة، يعلم طلابه عن بعد عن طريق النت ممتنعا عن إظهار صورته كرمز لعدم تصالحه مع نفسه، تعتني به مساء ممرضة تدعى ليز “هونغ تشاو” خارجة ومتمردة على الكنيسة التي نشأت فيها وتحملها مسؤولية تدمير حياة أخيها الذي كان صديق شارلي وخليله بنفس الوقت.
تقتحم منزل شارلي الغارق في فوضاه ابنته المراهقة إيلي “سادي سينك” الحاقدة على أبيها بسبب هجره لها ولوالدتها ماري “سامنتا مورتن” الأمر الذي حولها من طفلة مبدعة إلى مراهقة منحرفة تدبر المكائد وتضمر الشرور للجميع، لكن يبقى داخلها يقين بسيط يشعله حب والدها لها.
تلتقي إيلي هناك بتوماس “تاي سيمبكينز” الشاب الوسيم المتمرد هو الآخر على تقليدية خدمات كنيسته الأمر الذي حولها إلى مجرد دعاية دينية خالية من أي مضمون أو فعل حقيقي، فيحاول الخروج من عباءتها وتقديم مساعدة فعلية من شأنها تغيير حياة الناس نحو الأفضل.
تتفاعل هذه الشخصيات سلبا وإيجابا رامية بهمومها ومشاكلها نحو بعضها البعض في محاولة للتعاضد والتعاون لتخفيف وعلاج آثارها التي انهكت أرواحهم واجسادهم.
مضمون الفيلم واضح ويمثله الملاحظة التي قدمتها الطفلة إيلي لرواية “موبي ديك” وهي دعوة لنا للابتعاد عن خلق أعداء وهميين وتحميلهم مسؤولية فشلنا وسقوطنا ،والأفضل هو تقدير ظروف ومصاعب تلك الأشخاص التي دفعتها لمواجهتنا، ومعرفة أن الانتقام منهم لن يحل مشاكلنا بل سيزيدنا تعاسة وكدرا.
الأداء التمثيلي كان متقنا خاصة من “برندن فريزر “الذي فاز بجائزة الأوسكار عن دوره، ونجح المخرج في جمع خليط من الممثلين المخضرمين المنسيين الذين اعادهم إلى الواجهة، والممثلين الشباب الذين قدمهم بنجاح.
فيلم
“The Whale”
من الأفلام الجيدة والجديرة بالمشاهدة.