
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم
“The Celebration”
إنتاج عام 1998 تأليف “توماس فينتربيرغ” و”موغينز روكوف” وإخراج “توماس فينتربيرغ” ، دراما إنسانية مليئة بالألم والسخط تجاه الأب المتسلط الذي أطلق العنان لشهواته المريضة لتدمر عائلته ومستقبله.
هيلغ كلينغنفيلد- هانسن “هينينغ موريتزن” رجل أعمال شهير ورب عائلة عريقة يحتفل بعيد ميلاده الستين في قصره، إلى جانب زوجته الس “بيرث نيومان “داعياً أبناءه الثلاثة كريستيان “أولريخ توماس” ومايكل “توماس بو-لارسن” وهيلين “بابريكا ستين” مع ثلة من الأصدقاء الأثرياء والمقربين من عائلته في الوطن وخارجه.
هذا من الخارج أما في حقيقة الأمر فإن هيلغ إنسان شهواني بيدوفيلي قام باغتصاب أولاده جميعا في مرحلة الطفولة باستثناء مايكل الذي نجا بإرساله منذ صغره لمدرسة داخلية، مما تسبب بانتحار شقيقتهم الرابعة ليندا “لين لوب اوكسن” التي تستطع تجاوز منعكسات شذوذ والدها.
يلقي شذوذ الأب باثاره السلبية على مستقبل أولاده فنجد كريستيان يهرب إلى باريس ليؤسس عمله الخاص حاقدا على شخصية والده السادية ويغرم بإحدى عاملات المنزل بيا “ترين ديرهولم” ، أما هيلينا فتدرس العلوم الإنسانية وتختار التمرد على طريقة حياة عائلتها الارستقراطية بعلاقتها الحميمة مع شاب أسود فقير غباتوكاي “غباتوكاي داكينا” دون أن تخرج بالكامل من حضن والدها الثري، أما مايكل الناجي من اعتداءات أبيه فيرث شخصية والده المتعجرفة العنصرية القاسية التي تدفن ضميرها حيا مقابل الحفاظ على اسم العائلة واموالها الوفيرة.
يجد كريستيان المناسبة فرصة سانحة لفضح ماضي أبيه الأسود مدعوما من كبير الخدم كيم “بيارن هينريكسن” فيجد مقاومة شديدة من المجتمع المنافق الذي يمثله شقيقه القاسي الذي يدعم غطرسة أبيه من أجل مصالحه الشخصية، تنضم إلى كريستيان شقيقته المتأرجحة بعد أن اكتشفت صرخة أختها المنتحرة الأخيرة وضاق ذرعها بعنصرية مايكل تجاه صديقها الأسود.
الفيلم متقن أداء وإخراجا ،ويشد المشاهد نحو النهاية ويمثل وثيقة سينمائية مهمة لكل من خانه حضن أسرته في الماضي وقام بجرحه باشواك مزمنة بدل أن يقدم له الراحة والطمأنينة.