يقدم فيلم
“Story of Women”
إنتاج عام 1988 قصة الكاتب “فرانسيس سبينر” تأليف “كلود شابرول” و”كولو تافيرنيه اوغان ” وإخراج “كلود شابرول” ،دراما اجتماعية مستلهمة من أحداث حقيقية جرت في فرنسا المحتلة من النازيين أوائل أربعينات القرن الماضي ،حيث تتغير شخصية الإنسان وطريقة حياتها تبعا لظروف الحرب القاسية، تغيير قد يكون فتاكا ومدمرا لروح الإنسان قبل محيطه.
السيدة ماري لاتور “ايزابيل هوبر “ام لطفلين وزوجة لسجين أحد المعتقلات النازية بول لاتور “فرنسوا كلوزيه” ،تعاني من ظروف الحرب المدمرة وآثارها من فقر مدقع حطمت أرواح أطفالها الأبرياء، تفاجأ في يوم من الأيام بطلب إحدى صديقاتها مساعدتها في إجراء عملية إجهاض لجنين بدعوى عدم قدرتها على التكفل به لوحدها في ظل اعتقال زوجها من النازيين وتقوم بدورها بنجاح في تخليص صديقتها من عبئه، لكن صديقتها المومس لوسي “ماري ترينتينانت” تقوم بنشر القصة على مسامع الكثيرات مما يجعلها قبلة كثير من النساء من ضحايا اغتصاب الجنود النازيين أو عدم الرغبات في طفل جديد، لمساعدتهن في الإجهاض مقابل أجر مادي مغري، تتلقف السيدة ماري النقود بكل وتنسى أنها امرأة أمية بسيطة قد تشكل عمليتها خطرا حقيقيا على أرواح نسائها.
في هذه الأثناء يخرج زوجها من المعتقل محطم نفسيا وبحاجة إلى حضن دافئ يغسل عنه آثار الهزيمة والذل التي لحقت به، لكن زوجته بدلا من احتضانه ترمي بنفسها في أحضان عشيق شاب لوسيان “نيل تافيرنيه” عميل النازيين الذي يغازلها طورا ويتعالى عليها طورا أخرى، وتشغلها ملذاتها عن دورها المقدس كزوجة وأم.
إذا افترضنا أنها باجهاضها للاجنة تقوم بعمل جيد بتوفير مشقات زمن الحرب، لكن أخذها مقابل مادي مرتفع يجعلها تتاجر بهموم الناس، أما انشغالها بملذاتها الجنسية عن هموم وطنها وأسرتها جعل منها ابنة مخلصة للاحتلال النازي وجندية طيعة بين صفوفه.
في الفيلم إشارات رائعة كجرس الكنيسة الذي يقرع مباركا الكثير من الخطايا مثل خيانة ماري لزوجها وتشريع الاحتلال النازي لفرنسا ،كما نشاهد نظرات غضب واستهجان أحد عناصر المقاومة الفرنسية قبل استشهاده تجاه غرور وازدراء السيدة ماري لوطنها وعائلتها ،بالإضافة لأداء مبهر من البطلة “ايزابيل هوبر”.
في النهاية يعد فيلم
“Story of Women”
أحد تحف السينما الفرنسية المدفونة وجدير بالمشاهدة في أي وقت.