
الناقد السينمائي السوري اسامة حبيب
يقدم فيلم
“Sardar Udham”
إنتاج عام 2021 تأليف “شوبهيندو باتاشاريا” و”ريتش شاه” وإخراج “شوجيت سركار” ،السيرة الذاتية لأحد المناضلين الهنود من طائفة السيخ من أجل استقلال الهند عن التاج البريطاني.
أودام سينغ “فيكي كاوشال” شاب بسيط من إقليم البنجاب شهد بأم عينه مقتل أخيه باغات “أمول باراشار” على المخبرين المحليين، ثم مقتل حبيبته الصماء ريشما “بانيتا ساندو “في مجزرة “جاليانوالا باغ” الشهيرة عام 1919 التي أمر بتنفيذها الحاكم البريطاني اللورد مايكل أودوير “شون سكوت “الجنرال ريجينالد ديير “أندرو هافيل” كرد فعل على اعتصام سلمي للاهالي ضد إقرار قانون “رولات” الذي منح الحكومة صلاحيات واسعة في اعتقال تشك في موالاته للتاج البريطاني.
هذه الأحداث شجعت أودام على الانتماء لحزب جمهورية الهند الاشتراكية يساري التوجه، والعمل السياسي والعسكري داخل وخارج الهند وصولا إلى بريطانيا نفسها من أجل دفعها على الجلاء عن الهند والاعتراف بسيادتها واستقلالها.
فنيا رغم أن الأحداث تجري وفق ثلاثة محاور زمنية هي ماضيه ونشاته في الهند ثم هجرته وعمله في بريطانيا وأخيرا اعتقاله ومحاكمته بعد تنفيذه لعملية الاغتيال، لكن المشاهد لا يشعر بأي تشويش وفق انسيابية مطلقة للأحداث وهذا يحسب للمخرج “شوجيت سركار” ،الذي ارجعنا حوالي مئة سنة إلى الوراء بكل تفاصيلها المادية البشرية، وابدع في إخراج المعارك وبخاصة المجزرة المروعة بكل تفاصيلها الدموية.
على سبيل الأداء تميز البطل “فيكي كاوشال” بأداء باهر سيرفعه قدما محليا وعالميا.
أما من ناحية المضمون فإن الأغلبية بما فيها الإنكليز أنفسهم تتفق بأن عملية الاغتيال التي نفذها أودام كان عقابا عادلا لمنفذ مجزرة “جاليانوالا باغ” ،لكن يبقى اتهامه لبريطانيا بسرقة الهند وتأليب أبنائها على بعضهم ونشر الكراهية بينهم مثارا للتساؤل والحيرة في بلد حتى اليوم يقبع ضمن أفقر بلدان العالم وأطفاله يتسولون بالآلاف في الشوارع وشبابه يحلمون بالهجرة إلى عدة دول في مقدمها بريطانيا!
فيلم
” Sardar Udham”
رغم اثارته للجدل فإنه يبقى من الأفلام المميزة ذات الإنتاج الضخم والإخراج الرائع.